ما خسرته اسرائيل في حربها الحالية على غزة لم يسبق لها أن تكبدته من قبل، لا في حروبها ضد الدول العربية ولا في غير ذلك من الأزمات التي مرت عليها، وهو ما دفع محللاً استراتيجياً وكاتباً صحافياً بارزاً في تل أبيب الى إطلاق السؤال الكبير: هل نحن باقون حتى العام 2040؟ أي هل يُمكن لنا -أي الاسرائيليون- الاستمرار في الصمود لـ15 عاماً مقبلة أم لا؟
تحرك دولي لافت لفك الحصار عن غزة، أبرزه الاجراءات البريطانية المفاجئة ضد اسرائيل.. واللافت أن هذه التحركات تأتي بعد أيام من قمة بغداد العربية التي انتهت بلا شيء تجاه ما يجري في فلسطين...
على العرب أن يتحركوا فوراً لحماية أمنهم القومي أمام التهديدات الاسرائيلية التي تجلت مؤخراً في التوسع داخل سوريا ولبنان ومشروع التهجير الذي يُشكل تهديداً لدول الجوار...
إسرائيل تقوم باستهداف المنطقة بأكملها، وتقوم بتغييرها، وبتدوير المنطقة لصالحها، وهذا يُشكل تهديداً مباشراً واستراتيجياً لدول المنطقة كافة، بما في ذلك الدول التي ترتبط باتفاقات سلام معها
إنَّ اسرائيل خاضت أطول حربٍ في تاريخها على الإطلاق واستمرت 15 شهراً ضد القطاع لكنها فشلت في تحقيق أي من هذه الأهداف الثلاثة، واضطرت في نهاية المطاف الى البحث عن أسراها عبر "صفقة" وليس بالقوة، كما اعترفت ضمناً بأن القضاء على حركة حماس غير ممكن، وأن هزيمة شعبٍ يتمسك بأرضه هو ضربٌ من الخيال والمستحيل..
من الواضح أن إسرائيل تتمسك بفكرة أن يكون الاتفاق المقبل مؤقتاً، حيث إن كل المسودات التي تم تسريبها عبر الصحافة العبرية لاتفاق وقف إطلاق النار، تتمسك بفكرة «الهدنة المؤقتة»، وهو ما يدل على وجود قلق إسرائيلي واضح من أن يكون اليوم التالي لهذه الحرب كاليوم السابق لها، وأن لا تكون هذه الحرب قد نجحت في تقويض قدرات حماس ولا إنهاء حكمها في القطاع.
العمليات الإسرائيلية، وتحريض كاتس، واقتحامات بن غفير، هي أخطر تهديد يواجه الأردن في تاريخه، والتصدي له يجب أن يكون صارما، ولا يقل عن قطع العلاقات وطرد السفير وتعليق المعاهدة.
لو كانت حركة حماس ستنكسر باغتيال رموزها وقادتها لحدث ذلك فعلاً في العام 2004 عندما اغتالت إسرائيل مؤسس الحركة وزعيمها الشيخ أحمد ياسين، ومعه كافة القادة الكبار آنذاك، لكنَّ الحركة واصلت الصعود وبعد أقل من ثلاث سنوات على تصفية الصف الأول من قادتها كانت تسيطر على قطاع غزة، وسرعان ما حولته إلى قاعدة لإطلاق الصواريخ باتجاه المواقع الإسرائيلية..
استمرار المقاطعة العربية للمنتجات الداعمة للاحتلال، نقطة تحول مهمة، حيث تُثبت شعوبنا أنها قادرة على معاقبة من يؤيد الاحتلال، وعلى تكبيده الخسائر وبوسائل احتجاج سلمية