عدنان حميدان يكتب: هل يُعدُّ التّعبيرُ عن الرّأيِ من خارجِ البلدِ "تَرَفا" يُعفي الدّاخلَ من دوره؟ وهل فعلا من هم في الخارجِ بمنأى عن التّبعات؟ وهل يصحُّ اختزالُ العملِ الوطنيِّ في الموقعِ الجغرافيِّ فقط؟
عدنان حميدان يكتب: المقاومة ليست مجرّد وسيلة للوصول إلى النصر، بل هي موقف وجودي يُعبّر عن الرفض المطلق للظلم، وعن الامتناع عن التكيّف مع القهر، حتى في أشد لحظات الهزيمة. إنها فعل يحدّد هوية الإنسان وكرامته، ويضعه في صف الأحرار لا العبيد، بصرف النظر عن النتائج الآنية أو موازين القوى
عدنان حميدان يكتب: "الأسطورة" بدأت تتآكل، ومنذ اندلاع معركة "طوفان الأقصى" في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تكشّفت حقيقة هشاشة هذا الكيان، وتبيّن أنه ليس سوى كيانٍ وظيفيٍ يعيش على الدعم الخارجيّ، لا يستطيع الصمود يوما دون إسنادٍ عسكريٍّ أمريكيٍّ مباشرٍ
عدنان حميدان يكتب: صوت العدل لا ينبغي أن يصمت ولو تكرّر، كلمة الحق لا تبلى ولو طال الزمان، وما لم يصحُ الضمير الإنساني، ولو متأخرا، من هذه الحالة من الخدر، فإن السباع الكبار سيستمرون في إعطاء شهادات البراءة للقاتل، ودروسا في الأخلاق للضحية، وسيواصلون رسم خرائط العالم بحبر المصالح لا دموع الأمهات. أما نحن، فعلى الأقل، علينا ألّا نشارك في الجريمة بالصمت
عدنان حميدان يكتب: من المخالف للقانون فعلا؟ النشطاء الإنسانيون الذين يحاولون إيصال مساعدات إلى شعب يتعرض لحصار منذ أكثر من 17 عاما؟ وتجويع غير مسبوق منذ عدة شهور؟ أم القوة العسكرية التي تنتهك حرية الملاحة وتمنع الإغاثة وتفرض عقابا جماعيا على أكثر من مليوني إنسان؟
عدنان حميدان يكتب: إذا كانت الحملة تطال من يُتهمون بازدواج الجنسية أو التزوير، فإن العدل يقتضي التمييز الدقيق بين الحالات، وإتاحة مسارات قانونية واضحة للطعن والاستئناف
عدنان حميدان يكتب: في مقابل المواقف القوية من الشعوب، بدأت بعض الحكومات الأوروبية مؤخرا تبدي مواقف أكثر جرأة، كالتلويح بفرض عقوبات على الاحتلال، واستدعاء سفرائه، وإصدار رسائل سياسية حازمة تجاه استمرار العدوان. لكن هذه التحركات -على أهميتها- لم تُترجم حتى اللحظة إلى خطوات رادعة حقيقية؛ فشحنات السلاح إلى تل أبيب لا تزال تتدفّق، والدعم السياسي والعسكري لم يتوقف
عدنان حميدان يكتب: في الوقت الذي نحتاج فيه إلى تكثيف الجهود لكسر الحصار ووقف الإبادة وملاحقة مجرمي الحرب عبر كل منبر ومحفل، تطل علينا بعض التصريحات والقرارات السياسية التي تطرح مسألة "الاعتراف بدولة فلسطينية" كنوع من "الاختراق الدبلوماسي" أو "الإنجاز الرمزي". هذا الحديث الآن، وبهذه الطريقة، ليس فقط خارج السياق، بل قد يساهم عن غير قصد في حرف البوصلة وتشتيت الأولويات
عدنان حميدان يكتب: في الوقت الذي تُمحى فيه أحياء غزة عن الخارطة، نجد من يصرّ على فتح جبهات داخلية في كل اتجاه، بل ويذهب البعض لإحياء نيران الفتنة الطائفية، كما يحدث في سوريا
عدنان حميدان يكتب: الإبادة الحالية لا تستهدف فقط سكان القطاع، بل تسعى لتفكيك المعنى السياسي والمقاوم لغزة، وتحويل مسألة الاحتلال إلى مجرد عبء إنساني على بقعة جغرافية جميلة يُستخدم مبرّرا لفرض حلول تفكيكية تُنهي القضية
عدنان حميدان يكتب: أيها الصهاينة.. سوريا ليست هشّة كما تظنون.. ربما تظنون أن الجراح أضعفتها، وأن غبار الحرب أنسى أبناءها الأرض، لكن من يجهل التاريخ، يعيد أخطاءه.. الشعوب حين تثور تطيح بالإمبراطوريات، وتكسر الاحتلالات، وتكتب نهايات لم تكن على بال
عدنان حميدان يكتب: ما يجري اليوم ليس مجرد حرب، ولا مجرد عدوان عابر، بل هو إبادة منظمة، تطهير عرقي يتم بدم بارد، وتنفيذ ممنهج لمخطط محكم، يعمل الاحتلال على تحقيقه عبر عدة محاور، مستفيدا من الضوء الأخضر الأمريكي، والخذلان العربي، والتواطؤ الدولي المريب
لقد رسّخ الإسلام مفهوم الجماعة، فالصلاة تقام جماعة، والجهاد فرض كفاية على الأمة، والزكاة عبادة تتعلق بالآخرين، بل حتى الدعاء في ليلة القدر، يوصينا النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يكون شاملًا: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عنّا، لا عني وحدي. لكننا اليوم، في زمن الانكفاء، نجد الكثيرين يهرعون إلى المساجد طلبًا للخلاص، دون أن يترجموا هذه العبادات إلى أفعال تنتصر لقضايا الأمة، وكأنما أصبح الدين رحلةً روحيةً محضة، لا شأن لها بالواقع، ولا دور لها في تغيير المصير.
في كل لحظة نُسأل: أين نحن من هذا الصراع؟ هل نكون من الذين يشاهدون المذبحة ثم يعودون إلى حياتهم وكأن شيئًا لم يكن؟ أم سنكون من أولئك الذين يصرون على أن غزة ليست وحدها في معركتها، وأننا جزء من هذه القضية؟
عدنان حميدان يكتب: أولئك النشطاء الغربيون لم يكن لديهم روابط دم أو هوية مع فلسطين، لكنهم أدركوا أن العدل لا يُحدّ بالحدود. فماذا عنّا؟ كيف نقبل أن يبذلوا أرواحهم وراحتهم، بينما نتحجج بالبرد أو التعب؟