هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
هو سؤال كبير يلح على الجميع، ما الذي حل بحركة الشعوب وثوراتها، بعد أن بدا أن الأمة تتجه إلى فجر جديد، تحطم فيه قيود الظلم والطغيان، وتهدم قلاع الدكتاتورية؟
هناك عالم عربي جديد أخذ يتشكل مع اشتعال شرارة الانتفاضات "الثورية" التي اجتاحت دول عربية عديدة مطلع 2011م، وهناك نظام عربي قديم بدأ يحتضر وهو يناضل حتى الرمق الأخير
ليس هناك إنسان بكامل عقله يمكن أن يشكك في مشروعية الثورات العربية، فهي ثورات مستحقة ومطلوبة منذ زمن طويل لتخليص العالم العربي مما لحق بشعوبه من ظلم وطغيان وقهر وقمع. لكن الوقائع تثبت لنا يوماً بعد يوم في كل بلدان الربيع العربي بأن منطقتنا ما زالت في واقع الأمر تتعرض لمحاولات استعمارية تخريبية عن بعد
كانت انطلاقة الثورات العربية من تونس، حينما أقدم الشاب محمد البوعزيزي، على إضرام النار في نفسه يوم الجمعة 17 كانون الأول/ديسمبر 2010، احتجاجا على مصادرة السلطات البلدية في مدينة سيدي بو زيد لعربة كان يبيع عليها الحضار والفواكه لكسب رزقه.
عندما ينشر هذا المقال سوف سيكون قد مضى أيام منذ الإعلان عن وفاة الزعيم الأفريقي نيلسون مانديلا عن 95 سنة قضى منها 27 سنة في السجن
إن صحت مقولة الربيع العربي، فلابد أن تكون دول الربيع قد دخلت إلى خريف مثير للقلق وخيبة الأمل. ولكن الحياة لا تتوقف عند الخريف، الذي لا يلبث أن ينتهي إلى شتاء، بارد وقاس ومحبط، ومن ثم إلى ربيع آخر.