مدير سابق لـ CIA: "اسرائيل" لعبت دورا بعملية اغتيال بن لادن

الولايات المتحدة قدمت رواية شبه رسمية عن عملية اغتيال الشيخ / أسامة بن لادن - رحمه الله - فى باكستان بعد عام على تنفيذها ؛ و ذلك فى الفيلم الوثائقى الشهير (يوم قتل بن لادن) الذى بثته محطات التلفزيون الأمريكية ربيع عام 2012 م ! حيث تحدث فى ذلك الفيلم كل من الرئيس الأمريكى حينها (باراك أوباما) ، و قائد العمليات الخاصة الأمريكية التى نفذت العملية الجنرال / (ويليام ماكريفين) ، بالإضافة إلى رئيس الاستخبارات المركزية الأمريكية الأسبق / (جون برينان) ، و دارت رواية الفيلم الوثائقى عن توصل الأمريكيين إلى مخبأ الشيخ / أسامة بن لادن - رحمه الله - من خلال تعقب أحد السعاة الذين كان يستخدمهم لنقل رسائله يدويا لسائر قيادات تنظيم القاعدة ، بالإضافة إلى تسجيلاته الصوتية و المرئية التى كانت تبثها (مؤسسة السحاب) الذراع الإعلامى لتنظيم القاعدة ! و قد جاء فى الفيلم الوثائقى أنه جرى التقاط صوت يتحدث العربية فى مكالمة هاتفية ، أجريت عبر هاتف خلوى فى باكستان ، فتم تحديد البصمة الصوتية لذلك الصوت ، و الاسترشاد بقاعدة البيانات الصوتية فى سجلات المحادثات الهاتفية باللغة العربية للتعرف على هوية صاحب الصوت فى تلك المحادثة ! هنا أتوقف عما جاء فى الفيلم ، لأتناول الدور الذى قام به الموساد الإسرائيلى فى تلك العملية ، حيث وفر عبر عملائه المنتشرين فى العالم العربى معلومات تفصيلية عن خلفيات العرب المتواجدين فى باكستان على مدى السنوات التى سبقت تنفيذ العملية ، و قام بدس عملائه بين المشتبه فيهم لرصد تحركاتهم إلى أن نجح أخيرا فى تضييق دائرة الاشتباه فى أحدهم ، و اقتفاء أثره عبر إشارات أجهزة التتبع التى دسها عليه العملاء ، و استطلاع تحركاته بواسطة الطائرات بدون طيار ، حتى قادهم إلى منزل الشيخ / أسامة بن لادن - رحمه الله - فى أبوت أباد ! و قد استخدمت الاستخبارات المركزية الأمريكية لاحقا بالتعاون مع نظيرتها الباكستانية أسلوبا أكثر إجراما للوصول إلى قيادات تنظيم القاعدة فى مخابئهم الآمنة بمنطقة القبائل على الحدود الأفغانية - الباكستانية ، و ذلك عبر تفتيت حاضنتهم الشعبية ، و إجبارهم على الخروج من تلك المناطق ! ففى صيف عام 2014 م ، شن الجيش الباكستانى - بتوجيه أمريكى صهيونى - حملة قصف جوى مركز على منطقة القبائل لتدمير بنيتها التحتية ، و تهجير سكانها ، و إخراج قيادات القاعدة من مكامنهم بها ، بينما انتشر عناصر أجهزة الاستخبارات الإجرامية ، و عملاؤهم بين النازحين لرصد المجاهدين ، و إرشاد الطائرات بدون طيار لاستهداف مواقعهم الجديدة التى اضطروا للنزوح إليها ! و الله غالب !