عربى21
الجمعة، 23 أبريل 2021 / 11 رمضان 1442
    • الرئيسية

    • سياسة

    • اقتصاد

    • رياضة

    • مقالات

    • صحافة

    • أفكار

    • تركيا21

    • منوعات
      • مدونات عربي21

      • من هنا وهناك

      • عالم الفن

      • تكنولوجيا

      • صحة

      • ثقافة وأدب

      • فلسطين الأرض والهوية

    • lite
  • الرئيسية

  • سياسة

  • اقتصاد

  • رياضة

  • مقالات

  • صحافة

  • أفكار

  • تركيا21

  • منوعات
    • مدونات عربي21

    • من هنا وهناك

    • عالم الفن

    • تكنولوجيا

    • صحة

    • ثقافة وأدب

    • فلسطين الأرض والهوية

  • lite
آخر الأخبار
  • برلماني اتهم سعيد بتلقي تمويل خارجي يبعث برسالة بعد اختفائه
  • فتح لـ"عربي21": لا تأجيل للانتخابات ولا ننتظر رد الاحتلال
  • الصحف الأردنية تحتفي بـ"الصّفح الملكي" عن معتقلي "الفتنة"
  • تقديرات إسرائيلية متباينة بعد الهجوم الصاروخي على ديمونا
  • ماذا وراء إفراج الأردن عن موقوفي قضية الأمير حمزة؟
  • برشلونة يدك شباك خيتافي بخماسية وينفرد بالمركز الثالث
  • متحدث "الإخوان" يرد على تقرير "عربي21" حول انتخابات الجماعة
  • اتصال هاتفي بين أوغلو وعبدالله بن زايد بمناسبة شهر رمضان
  • هجوم صاروخي ضد قوات أمريكية في مطار بغداد الدولي (شاهد)
  • حشود تخترق حواجز الاحتلال وتصلي الفجر بالأقصى (شاهد)
    الرئيسيةالرئيسية > مدونات عربي21 > مدونات

    اللا عودة

    سارة لؤي
    # الأحد، 28 فبراير 2021 06:16 م بتوقيت غرينتش
    0
    اللا عودة
    قمتُ بعدّ نجوم ليلتي وراقبت لآلئ الشمس عن كثب، منتظرة صباحيَ الموعود، في تمام السادسة صباحاً رنّ المنبه معلِناً بداية يومنا، حزمنا الأمتعة بكل متعة وانطلقنا، كان حماس فظيع يسكننا، فنصفُ يومنا في بقعة من الأرض والنصف الآخر في بقعة أخرى وكلتاهما مباركتان!

    من النافذة تأملتُ تضاريس الطريق، من أشجار السرو التي تكسو أطراف الشارع كأعمدةٍ تلامس سقف السماء، إلى الجبال التي ترمقنا من بعيد كجنود صحراوية تحرس المارّة.

    ترتجف عجلات الحافلة بفعل الاسفلت كمن يلبس الأحمر متجِهاً لحبل إعدامه، وصلنا نقطة الافتراق: أمي واخوتي وأنا نتجه للوطن، وأبي يرجع وحده إلى وطننا الآخر، فرغم الجذور الفلسطينية التي تمتد في أبي حتى النخاع، إلا أنه لا يحمل جنسية ولا يُعتبر مواطناً في وطنه، ويُمنَع عليه الدخول، رغم الرقص الذي يعتلي صدورنا وتنظمه دقات قلوبنا من ناحية، وعودُ الاشتياق من ناحية أُخرى، إلا أنه الفراق حتى وإن كان ليوم واحد.

    كل واحد منّا ودّع أبي بصفة مستقلة عن الآخر، فأمي بوجنتيها الورديتين اللتين تزينهما الدموع ودّعت حبيباً لها مكث بجانبها عشرين عاماً، وإخوتي ودّعوا جبلاً يسندهم كلما القلب مال، أما أنا فودّعت سلطان كل الآباء وبطلي الوحيد.

    انتهينا من الإجراءات الروتينية على الأراضي الأردنية، وركبنا الحافلة التي ستنقلنا إلى الجسر الثاني (الجسر الذي يحتله الصهاينة)، في طريقنا إليه الذي يُقارب الخمس عشرة دقيقة مليئة بنقاط التفتيش التي تشمل حتى حقيبتك الصغيرة المعلقة على خصرك، ما إن وصلنا ذاك الجسر الذي يُعتبر أكثر فخامةً من الأول من حيث البناء والعمارة ولا ينافسه الثالث على ذلك أيضاً، جسرٌ مليء بالذين احتلوا وطننا، أولئك الذين حرموا أبي من دخول بلده، أولئك الذين شرّدوا جدتي وعمي قابضين بأسنانهم على مفتاح بيتهم وبأياديهم على قلوبهم، الذين حرموا جدي وجدتي من إكمال منزلهم الذي حملوا حجارته على ظهورهم منذ الخمسينات، حتى نكبت فلسطين كلها وتبعثرت كما تتبعثر الحبوب خارج الإناء في زلزال قوي.

    رفعتُ هاتفي مستعملة كاميرته لتصوير رحلتي كي أرسلها إلى أبي بالتفصيل، لأشعره أنه جزء منها، إبان رفعي للهاتف داهمني الجنود الذين يملؤون المكان، صارخين بأعلى صوتهم: "عَتسور، عَتسوور". جفلتُ في البداية فلم أفهم شيئاً من المشهد المليء بالصراخ والغضب هذا، حتى هتف واحد منهم مع تزاحم الكلمات العبرية غير المفهومة "stop"!

    فهمتُ أنني فعلتُ شيئاً أزعجهم، لكن ما هو؟

    ارتجفتُ وأنا الفتاة التي لا تبلغ سوى الخامسة عشرة من عمرها، وخِبرتها عن هذا العالم لا تتعدى الكره العميق لهؤلاء العساكر لأسباب معلومة لا يجهلها أي عربي ومسلم.

    لم أكد أتدارك الأمر إلا وقد وجدتُ ثلاثة رجال عريضي الأكتاف، بوجوههم المتجهمة وحواجبهم المعقودة وزيهم العسكري وبنادقهم في أيديهم يحيطون بي من كل مكان، سحب واحد منهم هاتفي من يدي بسرعة ودون أي إنذار مُسبَق، سرعان ما بدأت عيناي بالبحث عن عائلتي مستنجدة فيهم، فركض أخي الكبير - الذي يكبُرني بعامٍ واحدٍ فقط - حيثُ كان يقف بعيداً عنا لتقديم أوراقنا، أبعدهم عني وسحب هاتفي من أيديهم، وأزاحني بيديه حتى أصبحتُ خلفه، تحدثوا مع بعضهم باللغة الإنجليزية، أو بالأحرى تصارخوا، كان يصرخ أخي لاقترابهم مني وإخافتهم لي وسحبهم لهاتفي دون استئذاني، ثم شرَعوا بفتح معرض الصور ليتحروا إن كنتُ قد صورت شيئاً، وهنا كان إعصاراً من أخي فقال لهم بالعربية: "على أي أساس بتسحب تلفونها وبتفتح الصور، البنت إلها صور بدون حجاب، هات وأنا بفتحه وبمسح إللي لازم ينمسح".

    والصدمة كانت حين أجابه العسكري : "ماشي".

    أعتقدُ أن أخي تحدث بالعربية وقتها؛ لشدة عصبيته وتأثرّه بالموقف، لكن كيف فهم هذا العسكري لغتنا؟

    قرأتُ عن هذا كثيراً بعدها، واكتشفت أنهم يتعلمون لغتنا إما بفعل معاشرة اليهود العرب، أو استماعهم لبعض الأغاني العربية، أو يتقنونها علماً، وهذا واجب عليهم خاصةً إن كانوا يعملون في الاستخبارات أو الأمن، "فإن كنتَ ستؤذي فلسطينياً فإذه في لغته؛ كي يفهمك".

    مسح أخي الفيديو الذي صورته، وانسحب العسكريون كلٌ إلا مكانه فالتفتَ واحد منهم وقال: "مرة ثانية (لُو) أوكي؟".

    لُو: كلمة عبرية بمعنى لا، يعني أنه حذرني من الوقوع مجدداً بهذا الخطأ.

    مع كل هذه الجلبة إلا أنني في النهاية لم أفهم سبب منعهم لالتقاط الصور أو الفيديوهات، فبدا ذلك المشهد كسيناريو مُبهم أحتاج لمن يشرحه لي.

    فأجابت أُمي التي كانت تمسك أكتافي بيديها: لا يجوز تصوير الأماكن العسكرية خوفاً من عمليات الهجوم عليه أو التفجيرات وما إلى ذلك.

    فهمتُ لمَ كل هذا الذعر، محتل الأرض يعرف في خلجات نفسه أنه سارق، ويخاف أن يأتيه من يسترد ضالته.

    حالما انتهينا من فحص الجوازات والتواقيع والتفتيش، توجهنا لجسر فلسطين (أريحا)، وهو الجسر التي تكون الإجراءات فيه أسرع مما سبقه، فيتم تفتيش الحقائب أيضا والقيام ببعض الإجراءات الورقية، ما إن فرغنا منها حتى كانت عائلتنا التي تقطن في فلسطين - عائلة أُمي- بانتظارنا، رحبوا بنا، وأزلنا الشوق القابع منذ سنين فينا، وانتقلنا مباشرةً إلى قريتنا، حين نظرتُ من النافذة لحظة ركوبنا السيارة. شعرتُ وكأنني أرى فيلماً وطنياً قديماً، تأهبتُ منتظرة خروج أحد الفوارس راكباً على فرسه الذي يمشي على الرمل كمّن يضرب على ذراتٍ من الذهب، وبيده سيف يبرُق مع انعكاس أشعة الشمس، شعرتُ وكأنني أسمع أصوات السيوف العربية الفولاذية تُستَلُ من أغمادها ممزوجة مع تكبيرات المُحاربين، رُبما لأنها كانت المرة الأولى التي أزور فيها فلسطين فلم أكن أُشاهد شيئاً منها سوى في الأفلام وعلى الشاشات.

    في الطريق رأيت خضاراً لم أره طوال حياتي، وزُرقَةً تزينُها الغيوم البيضاء كطقنٍ آسيويٍ خشن، وتُراب مختلط بالماء مكوّناً رائحة طينٍ لم أشمها إلا هناك، وأصوات حيوانات عالية وكأنها في مبارزة. التقطتُ صوراً عديدةً إن شاهدتُها الآن أستطيع سماعها أو شمّ الرائحة الزكية فيها.

    ها قد وصلنا قريتنا، حين خطوتُ أول خطوةٍ لي على أرض عقربا (وهي قرية في مدينة نابلس الفلسطينية)، ما كان مني إلا أن رددتُ:

    وإن كانت أرضي مليئة بالشوك

    ستُسَرُّ روحي وإن سبحت قدماي بالدماء

    وإن هاجمتني دبابات العدو وبنادقهم

    ليكن قلبي مَعقِلاً مَنيعاً لمسكني

    ليحتل الرصاص قلبي ولكن

    دعوني اشمُّ رائحة بلادي

    وإن أسهبتُ وأجدتُ الوصف

    فاتركوني هائماً بالتفاصيلِ

    حُلوتي الفاتنة بترابها الأغرّ

    وجدُ قلبي و وَلَهُ روحي

    فهل يوصل الهواء صبوتي

    أم للبحر إيصالُ الاشتياقِ

    لأكون فداءً لجذع زيتون منكِ أو زيتٍ

    من أرض أبي أو حتى أجدادي

    لكِ الحب وإن طال الفراق

    وهل للمحبين غير الولعِ والاشتياقِ؟
    #

    الاحتلال

    لاجئين

    الوطن

    قلسطين

    الشوق

    #
    #
    • تعليقات Facebook
    • تعليقات عربي21


    تحديث الصورة


      لا يوجد تعليقات على الخبر.

      الأكثر قراءة
      • تركيا خارج برنامج "أف35" الأمريكي رسميا.. و"بيرقدار" يعلق

        تركيا خارج برنامج "أف35" الأمريكي رسميا.. و"بيرقدار" يعلق

        تركيا21
      • اختفاء برلماني تونسي اتهم سعيّد بتلقي تمويل خارجي

        اختفاء برلماني تونسي اتهم سعيّد بتلقي تمويل خارجي

        سياسة
      • الأردن يطلق سراح كافة معتقلي قضية الأمير حمزة دون اثنين

        الأردن يطلق سراح كافة معتقلي قضية الأمير حمزة دون اثنين

        سياسة
      • قصة مهندس فلسطيني في "ناسا" يستعد لدخول التاريخ مجددا

        قصة مهندس فلسطيني في "ناسا" يستعد لدخول التاريخ مجددا

        صحافة
      • امرأة ثانية تترشح للرئاسة السورية ضمن 11 مرشحا

        امرأة ثانية تترشح للرئاسة السورية ضمن 11 مرشحا

        سياسة
      الفيديو الأكثر مشاهدة
      #
      الصّمت القاتل الصّمت القاتل

      مدونات عربي21

      الصّمت القاتل

      لم يعد الوضع في لبنان موضوعاً يختلف عليه أحد، فالانهيار قد وقع وبات الارتطام الكبير مسألة وقتٍ لا أكثر

      المزيد
      هل يُشترط على الرئيس الفلسطيني تكليف الكتلة الكبرى في البرلمان بتشكيل الحكومة؟ هل يُشترط على الرئيس الفلسطيني تكليف الكتلة الكبرى في البرلمان بتشكيل الحكومة؟

      مدونات عربي21

      هل يُشترط على الرئيس الفلسطيني تكليف الكتلة الكبرى في البرلمان بتشكيل الحكومة؟

      نرى أن التعددية الحزبية في البرلمان يجعل البرلمان كالكوب الشفاف يُرى ما بداخله من خارجه، وإننا أمام ذلك وفي ظل تعدد القوائم المرشحة في الجولة الانتخابية الحالية، نأمل أن نرى حكومة توافقية في القريب العاجل تضم جميع أطياف الشعب الفلسطيني، تعمل على إصلاح ما أفسدته سنوات الانقسام.

      المزيد
      مأساة "راجل" مأساة "راجل"

      مدونات عربي21

      مأساة "راجل"

      مأساة راجل

      المزيد
      معالم في الطريق.. معركة التعليم والتثقيف معالم في الطريق.. معركة التعليم والتثقيف

      مدونات عربي21

      معالم في الطريق.. معركة التعليم والتثقيف

      السؤال هنا: ما هو موقع التعليم في معركة كسر الانقلاب العسكري في ظل ظروف تهلهل وتفكك معسكر الثورة مناديا بتحرير الوطن من الاحتلال العسكري لمصر؟

      المزيد
      هل تحقيق القائمة المرشحة لنسبة الحسم يعني حصولها على مقعد بالبرلمان؟ هل تحقيق القائمة المرشحة لنسبة الحسم يعني حصولها على مقعد بالبرلمان؟

      مدونات عربي21

      هل تحقيق القائمة المرشحة لنسبة الحسم يعني حصولها على مقعد بالبرلمان؟

      كثر التساؤل والجدل خلال الآونة الأخيرة في فلسطين حول بلوغ قائمة ما نسبة الحسم 1.5 في المئة من عدد الأصوات الصحيحة يجعلها تحظى بمقعد في البرلمان تلقائيا.

      المزيد
      السينما والمسرح في معركة الثورة السينما والمسرح في معركة الثورة

      مدونات عربي21

      السينما والمسرح في معركة الثورة

      تبادر إلى ذهني سؤال مهم: أين معسكر الثورة من هذا السلاح المهم جدا في معركته من أجل تحرير الوطن؟

      المزيد
      الأثر والتأثير الأثر والتأثير

      مدونات عربي21

      الأثر والتأثير

      الحضارة المصرية القديمة كانت حضارة عريقة وعظيمة حقا، بقيت آثارها موجودة حتى الآن، ولكن لم يبق تأثيرها، فتأثير الحضارة المصرية حدث في زمانها ومكانها فقط، ولم يمتد هذا التأثير الحضاري إلى ما بعد الانتهاء المادي لهذه الحضارة

      المزيد
      ذكريات في المخيم ذكريات في المخيم

      مدونات عربي21

      ذكريات في المخيم

      الوضع الإنساني الذي عانى منه الشعب السوري، هو الأسوأ عالميا في العقود الأخيرة، ولكن تبقى العزيمة التي تحلى بها السوريون أكبر بكثير من همجية النظام ووحشيته، وهو إنْ قتل البشر وأحرق الشجر ودمر الحجر، لكنه لم يستطع النيل من إرادة شعب قرر التحرر.

      المزيد
      المزيـد