قالت
وكالة أسوشييتد برس الأمريكية، إن قرابة الـ200 من جنود
الاحتلال، وقعوا رسالة يعلنون فيها الامتناع عن القتال، في حال لم
تبرم حكومة الاحتلال صفقة لتبادل الأسرى، مؤكدين ممارستهم أفعالا إجرامية ولاأخلاقية بحق الفلسطينيين في
غزة.
وأوضح الجنود، أنهم فعلوا أمورا، تجاوزت
الخطوط الأخلاقية، وقالوا إنهم تلقوا أوامر بهدم أو حرق منازل، لم تشكل تهديدا
لهم، فضلا عن قيام جنود بنهب ممتلكات الفلسطينيين وتخريب منازلهم، "ونشعر بالندم
واستغرقنا وقتا لاستيعاب ما شاهدناه".
اظهار أخبار متعلقة
ونقلت الوكالة عن جندي
إسرائيلي سابق قوله: "شاركت في
جرائم حرب وأنا آسف لما فعلناه، وتلقيت تعليمات
بإطلاق النار على أي شخص يدخل منطقة عازلة نسيطر عليها".
وأضاف: "صورة
جنودنا وهم يقتلون شابا فلسطينيا أعزل محفورة في ذهني".
ونقلت عن طبيب للاحتلال
قضى نحو شهرين في غزة، أن الجنود دنسوا المنازل ونهبوا ممتلكات لجمعها كتذكارات.
وأكد أن قائدا للقوات "أمر
بحرق منزل بدعوى أنه لا يريد أن تستخدمه حماس".
وتحدث سبعة جنود رفضوا الاستمرار في القتال في غزة مع وكالة أسوشيتد برس، ووصفوا كيف قُتل فلسطينيون دون تمييز ودُمرت منازلهم. وقال العديد منهم إنهم أُمروا بحرق أو هدم المنازل التي لم تشكل أي تهديد، وشاهدوا الجنود ينهبون ويخربون المساكن.
وقال بعض الجنود لوكالة أسوشيتد برس إنهم استغرقوا بعض الوقت لاستيعاب ما رأوه في غزة. وقال آخرون إنهم شعروا بالغضب الشديد لدرجة أنهم قرروا التوقف عن الخدمة على الفور تقريبًا.
ووصف يوفال جرين، وهو طبيب يبلغ من العمر 27 عاماً، تركه لمنصبه في كانون الثاني/ يناير الماضي بعد أن أمضى ما يقرب من شهرين في غزة، غير قادر على العيش مع ما شاهده.
وقال إن الجنود دنسوا المنازل واستخدموا أقلاما سوداء مخصصة للطوارئ الطبية لكتابة الشعارات على الجدران، ونهبوا المنازل بحثا عن مسبحة الصلاة ليجمعوها كتذكارات.
وأضاف، أن القشة الأخيرة كانت عندما أمر قائده القوات بإحراق منزل، قائلاً إنه لا يريد أن تتمكن حماس من استخدامه. وقال جرين إنه جلس في مركبة عسكرية، يختنق بالدخان وسط رائحة البلاستيك المحترق. وقال إنه وجد الحريق انتقاميًا - وقال إنه لم ير أي سبب لأخذ المزيد من الفلسطينيين أكثر مما فقدوه بالفعل. غادر وحدته قبل أن تكتمل مهمتهم.
اظهار أخبار متعلقة
وبين جرين، أنه على الرغم من كراهيته الشديدة لما شهده، فإن "القسوة التي شهدها كانت ناجمة على الأقل جزئياً عن الدمار الذي أحدثته حماس في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، والذي يمكن للناس أن ينساهم".
وتقول الوكالة إن مجموعة "جنود من أجل الرهائن" (المجموعة التي تقف وراء الرسالة التي وقعها الجنود) تعمل لاكتساب الزخم اللازم، فعقدت فعالية هذا الشهر في تل أبيب وجمعت المزيد من التوقيعات. وتحدثت مجموعة من الجنود عن ما شاهدوه في غزة. ووزع المنظمون ملصقات بحجم الملصقات تحمل اقتباساً لمارتن لوثر كينج الابن: "إن المرء يتحمل مسؤولية أخلاقية تتمثل في عصيان القوانين الظالمة".
وقال ماكس كريش، أحد المنظمين، إن الجنود يستطيعون استخدام مواقعهم لإحداث التغيير. وأضاف: "نحن بحاجة إلى استخدام أصواتنا للتحدث في مواجهة الظلم، حتى لو كان ذلك غير شعبي".