صحافة إسرائيلية

إحصائيات إسرائيلية دامية عن الخسائر في غزة ودعوة للانسحاب الفوري من القطاع

كل يوم يمر على العمليات البرية في غزة يسقط المزيد من الجنود قتلى- جيتي
كل يوم يمر على العمليات البرية في غزة يسقط المزيد من الجنود قتلى- جيتي
مع قرب تنفيذ وقف إطلاق النار، يحصي الإسرائيليون خسائرهم البشرية التي فقدوها خلال المعارك الجارية حتى اللحظة مع المقاومة في غزة، حيث بلغت 838 جندياً، و15 ألف جريح بدرجات متفاوتة، وعشرات الآلاف في حالة صدمة منذ 466 يوماً.

نحاما دوك الكاتب في صحيفة "إسرائيل اليوم"، أكد أن "هذه الخسائر من الجنود ورجال الشرطة والأمن برصاص حماس ليست حكماً قدرياً، بل هي قرار المستوى السياسي الذي يأمر المستوى العسكري بالبقاء في غزة، والعودة للأماكن التي من المفترض أنه تم "تطهيرها" من المقاومين، ولكن بين المغادرة والعودة، يتصرف الجيش بطريقة غير قانونية، لأنه يعلم أن مقاتلي حماس ينتظرون جنوده بالمتفجرات والصواريخ المضادة للدبابات".

اظهار أخبار متعلقة


وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "معارضي صفقة التبادل، خاصة وزير المالية ورئيس الصهيونية الدينية، بتسلئيل سموتريتش، الذي وصفها بأنها صفقة سيئة، وتشكل خطراً على مستقبل الدولة، يتجاهل حقيقة أن الخطر الحقيقي هو استمرار سفك دماء الجنود في غزة، بالتزامن مع إعلانات الجيش المتلاحقة عن سقوط المزيد من جنوده".

وأوضح أن "مقتل 838 جندياً، تتراوح أعمارهم بين 19و25 عامًا، يمثل خسارة فادحة، بجانب الحاجة لإعادة تأهيل عشرات الآلاف من الجنود المتضررين جسديًا وعقليًا، لكننا في دولة غير فعّالة وليست عادلة، يفكر قادتها فقط في أنفسهم ومستقبلهم السياسي، ولا يفكرون في هؤلاء الجنود، الذين يتعين عليهم إعادة تأهيل أنفسهم، والعودة لديارهم، رغم أنهم جزء من ركائز الدولة، والعمود الفقري المتين لها، وقد تعرّضوا لضربة قاتلة".

وختم بالقول إن "الضروري الآن إعادة المختطفين، وإنهاء هذه الحرب، لأنه لن يكون هناك نصر كامل، ونحن لسنا على بعد خطوة واحدة منه، لكننا على بعد خطوة واحدة من تفكك المجتمع الإسرائيلي".

موشيه نيستلباوم الكاتب بصحيفة "معاريف"، أكد أنه "من أجل استعادة الردع فيجب أن نخرج من غزة فوراً، رغم مخاوف نتنياهو من ظهور خروجه المتسرع من هناك خضوعا لضغوط المعارضة، أو الضغوط الدولية، مع أن المنطق السوي يدعونا لأن نترك غزة فوراً خشية التورط في وحلها الذي قد يغرق فيه الجيش في الشتاء، لأنه منذ بدء الاجتياحات البرية فقد سقط قرابة الـ400 جندي، وهو رقم أعلى من عدد من سقطوا في معارك غلاف غزة في هجوم حماس صباح السابع من أكتوبر".

وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "كل يوم يمر على العمليات البرية في غزة، يسقط المزيد من الجنود الذين يخاطرون بحياتهم، لأن البيئة الحضرية الكثيفة في غزة تجعل أي عملية معقدة وخطيرة، حيث تستخدم حماس الأنفاق والفخاخ والحرب غير التقليدية على نطاق واسع، مع أن العملية العسكرية في غزة حققت معظم أهدافها الأمنية، ما يجعل الوجود المستمر هناك لا يضيف قيمة استراتيجية، بل قد يصبح مصدر قلق أمني وعبئا اقتصاديا".

وأكد أن "الوجود المطول لجيش الاحتلال في غزة لا يزيد من المخاطر التي يتعرض لها جنوده فحسب، بل إنه يعزز صورة إسرائيل على الساحة الدولية باعتبارها قوة محتلة، ويبعدها عن حلفائها، كالولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، الذين يعتبرونها دولة احتلال، فيما يستغل نتنياهو الوجود العسكري المستمر في غزة لتعزيز موقفه الحزبي الداخلي، ومنع الانتقادات لسياساته".

اظهار أخبار متعلقة


وأشار إلى أن "بقاء الاحتلال في غزة يسمح لحكومة اليمين بالتركيز على القضايا الأمنية على حساب التعامل مع القضايا الاجتماعية والاقتصادية التي تتطلب الاهتمام، وبهذا تعمل على تحويل انتباه الرأي العام عن قضايا حساسة مثل تكاليف المعيشة، ونظام العدالة، والاحتجاجات ضد الانقلاب القانوني، ما يجعل البقاء في غزة مهددا بالانخراط في عملية عسكرية مطولة، دون أهداف واضحة ومحددة، بل في إضرار بالردع، بدلاً من تعزيزه".

وختم بالقول إنه "في ظل واقع لا تزال فيه حماس تسيطر على القطاع، فقد يُنظَر للوجود العسكري المطول للاحتلال باعتباره ضعفاً، وعدم قدرة على تحقيق أهدافه، ولا يعني بالضرورة تقريب عملية إطلاق سراح المختطفين، بل إنه قد يعرضهم لخطر متزايد، ما يتطلب من الاحتلال مغادرة غزة فورًا".

التعليقات (0)

خبر عاجل