نظم أهالي عدد من المفقودين والمعتقلين في سجون
النظام السوري المخلوع، الخميس، وقفة احتجاجية في العاصمة
دمشق للمطالبة بتحقيق العدالة لذويهم وإيقاف "طمس" الأدلة في الفروع الأمنية، وذلك بعد "مبادرة" مثيرة للجدل قامت بدهن جدران أحد السجون.
وشدد المحتجون الذين احتشدوا أمام "فرع الخطيب" الأمني بالقرب من ساحة التحرير في دمشق، على ضرورة محاسبة المتورطين بارتكاب الجرائم بحق الشعب السوري خلال سنوات الثورة.
ودعوا السلطات الجديدة إلى كشف "مصير المفقودين وإنصاف الضحايا وذوي الضحايا" الذين قضى أبناؤهم في معتقلات نظام بشار الأسد أو اختفت آثارهم بعد الاعتقال.
وقبل أيام، أثارت مبادرة أطلقها فريق يعرف باسم "سواعد الخير" لطلاء أحد سجون النظام في محافظة اللاذقية غضبا واسعا في الأوساط السورية بسبب ما قالوا إنه "طمس" للأدلة التي تدين النظام و"مسح" لذاكرة المعتقلين والمفقودين.
اظهار أخبار متعلقة
وتكتسب جدران السجون في معتقلات النظام المخلوع أهمية لدى السوريين بسبب كونها السبيل الوحيد الذي تمكن المعتقلون من خلاله ترك ما يدل على وجودهم، مثل نقش أسمائهم أو تواريخ اعتقالهم عليها، بالإضافة إلى كتابة خواطرهم وآلامهم عبر أظافرهم أو نوى الزيتون.
ورفع المحتجون في دمشق لافتات كتب عليها "آن أوان محاسبة الطغاة.. لن نسامح" و"ولا تخبوا ريحة أولادنا برائحة الدهان" و"العدالة لا تكتمل دون كشف الحقيقة".
وقال الخبير القانوني المعتصم الكيلاني في تدوينة عبر حسابه على منصة "إكس"، إنه "من أجل حماية مسارح الجريمة - تظاهرة أهالي المعتقلين والمفقودين في العاصمة السورية دمشق"، مضيفا: "لا لطمس الأدلة، نعم للمحاسبة وكشف مصير المفقودين وإنصاف الضحايا وذوي الضحايا".
يشار إلى أن الحادثة تأتي على وقع حديث قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد
الشرع عن التزامهم بالعفو الذي منحوه خلال المعارك التي أطاحت بنظام بشار الأسد في الثامن من كانون الأول/ ديسمبر الماضي.
وقال الشرع في لقاء مع عدد من الناشطين وصناع المحتوى على منصات التواصل الاجتماعي: "في حال شوشت المطالبة بالحقوق الشخصية على بناء الدولة فإننا نقول إن البناء أولى من الحقوق الشخصية، لندع الناس تعيش ونغلّب حالة التسامح، إلا مع الناس التي كان لديها جريمة منظمة"، مشددا على أن "الانتقام الفردي غير مسموح، هناك محاكم، هناك عدالة".
وتحدث الشرع عن الأصوات التي تنتقد هذا التوجه تحت مقولة "ضيعتم حقوقنا"، قائلا: "أنا رجعت إليك سوريا كلها، أعدت لك أعظم حق. اسمنا اليوم دمشق، هل تعلم معنى هذه الكلمة؟".