أخيرا تحقق لها المراد!
فقد صافحت الوزيرة الألمانية أنالينا بيربوك، الوزير
السوري أسعد الشيباني في الرياض، بعد الضجة الكبرى لعدم مصافحة أحمد الشرع لها،
والاكتفاء بالترحيب بها بوضع يده مبسوطة إلى صدره!
وكما كان عدم المصافحة في دمشق خبر الموسم في الإعلام
الغربي، فقد كان خبر المصافحة يدا بيد في الرياض هو خبر اليوم لهذا الإعلام. ولو
توقف الاهتمام في الحالتين على الإعلام العربي، لقلنا إنه إعلامنا الذي يهتم
بسفاسف الأمور، ويجعل من الحبة قبة، لكن حتى سي إن إن، وبي بي سي، والحرة؛ كان
الامتناع عن المصافحة في دمشق، والمصافحة في الرياض، موضوعا مهما لديها، فهل تم
تدويل التفاهة؟!
بحسب الوزيرة الألمانية فقد تم إبلاغها قبل قدومها لدمشق
بأنه لن تكون هناك مصافحة يدا بيد، وكان علمها واضحا، فلم تبادر بمد يدها، ليكون
في الامتناع إحراجا لها، ومع ذلك ظهرت في الصور بجانب السلطة السورية الجديدة في
الوضع "عبوسا قمطريرا"، أو كما نقول في مصر "شايلة طاجن
ستها"، وهو تعبير لمن تكاثرت عليه الهموم، فهل بدت حاملة لطاجن ستها لعدم
المصافحة أم لأنها تتأذى لنجاح الثورة السورية على أيدي الإسلاميين، وهي المرأة
العنصرية، صاحبة التصريحات الجريمة في الحرب على غزة، عندما دافعت عن استهداف
الجيش الإسرائيلي للمدنيين في القطاع، فعرت الحضارة الغربية من ورقة التوت التي
تستر العورات؟!
كما كان عدم المصافحة في دمشق خبر الموسم في الإعلام الغربي، فقد كان خبر المصافحة يدا بيد في الرياض هو خبر اليوم لهذا الإعلام. ولو توقف الاهتمام في الحالتين على الإعلام العربي، لقلنا إنه إعلامنا الذي يهتم بسفاسف الأمور، ويجعل من الحبة قبة، لكن حتى سي إن إن، وبي بي سي، والحرة؛ كان الامتناع عن المصافحة في دمشق، والمصافحة في الرياض، موضوعا مهما لديها، فهل تم تدويل التفاهة؟!
لقد ذهبت الوزيرة الألمانية بعيدا وهي تقول إن
أوروبا لن
تقدم أموالا للهياكل الإسلامية الجديدة في
سوريا، وهو تدخل منها في شؤون دولة
أخرى، وانتهاك لحق الشعوب في تقرير مصيرها، ولتكشف جانبا آخر من الخديعة التي ظل
العالم الغربي يروج لها لسنوات طويلة، وهو أنه يدعو للديمقراطية في بلادنا.. إنه
لا يزال يريد الديمقراطية المشروطة، وهي التي لا تأتي بالهياكل الإسلامية، وكأن
ألمانيا وأوروبا التي تتحدث بيربوك بالنيابة عنها، هي قوة احتلال، وكما لو أن
سوريا لا تزال ضمن المستعمرات!
المنسحقون:
ولأن لدينا طائفة من المنسحقين أمام الغرب، فقد ساهموا
في إقامة الدنيا وإقعادها احتجاجا على تصرف الشرع، إذ كيف يخالف البروتوكول فلا
يصافح الوزيرة الألمانية، دون أن يلفت انتباههم وهم في وضع الانسحاق أمورا عدة.
فليس هناك بروتوكول معتمد دوليا للقاءات بين القادة،
ولكن هناك قواعد عامة، لا إلزام بالتمسك بها، ثم إن الطبقة الحاكمة حاليا في الغرب
هي في مجملها طبقة شعبوية، كثيرا ما تخترق هذه القواعد، بدون الشعور بالنقص الذي
يشعر به أناس منا، فنفروا خفافا وثقالا استنكارا لما أقدم عليه أحمد الشرع وإخوانه،
فلماذا لا يكون من حق كل إنسان أن يتصرف وفق معتقداته وما يتصور أنه صحيح؟!
وبجانب هذا فإن المتحدثين عن البروتوكولات وكأنهم موظفون
سابقون في المراسم الملكية البريطانية، لم ينتبهوا إلى أن الوزيرة الألمانية هي
أول من اخترق الثابت -وليس المتحرك- من القواعد العامة، وهي التي جاءت لدمشق
بملابس "الخروج العادي"، وكأنها تصطحب أطفالها للمدرسة، أو أنها في
طريقها للنادي، فهل هذه ملابس وزيرة مسؤولة في لقاء رسمي؟!
إنه الشعور بالنقص، الذي جاء ليعزز الصورة التي سعى
الغرب لتعزيزها، حتى أن صحيفة "بيلد تسايتونج" الألمانية هتفت:
"لماذا يخشى الإسلاميون بيربوك؟!"، وكأنها ليست وزيرة مسؤولة ولكنها
ملكة الإثارة، وهو سؤال طرحه عدم مصافحتها من قبل أحمد الشرع وإخوانه، وأجابت
الصحيفة بأن هذه الخشية من جانب الإسلاميين من بيربوك يرجع إلى رؤيتهم للمرأة كجسد
جنسي، لذلك خافوا من مصافحتها، وأن الناس يمكنهم المصافحة دون وجود أفكار جنسية لا
وجود لها إلا في عالم الإسلاميين!
لقد كبر الموضوع يا سادة، ونفخوا في الحبة لتكون قبة،
فيبدو أن التفاهة في أصلها وفصلها عالمية، وكأننا أمام برنامج إبراهيم عيسى، أو
منشور لخالد منتصر!
العنوان للمرأة:
فهكذا صارت وزيرة مشهورة بالتفاهة والسطحية عنوانا
للمرأة التي تمثل جاذبية وإثارة، إذن لماذا تدفع مالا لأفريقي ليقضي منها وطرا،
على النحو الذي أذيع في ألمانيا، وترتب عليه طلاق زوجها لها، لأنها كانت تفعل
بينما هي على ذمته، فأي مستوى هذا الذي يجعل من أنالينا بيربوك عنوانا للمرأة،
التي لا يرى فيها الإسلاميون إلا مادة جنسية؟!
هل تعتقد الوزيرة فعلا أن الدعم الغربي المشروط يمثل قيمة لأي حكم رشيد، والشرط أن يذهب جانب منه لنخبة في عالمنا العربي تصنع على الأعين، مقابل أن تعد تقارير باسم حقوق الإنسان تستخدم لابتزاز الأنظمة ولسد احتياجات الغرب من الشغف بالمعلومات عن دول العالم الثالث؟!
إن هذا الشعور من جانب الوزيرة الألمانية باحتقار
الإسلاميين للمرأة، هو الذي دفعها للمطالبة بحقوقهن مع الإدارة السورية الجديدة، وتشاركها
في ذلك أصوات غربية هنا وهناك. والشرع عيّن امرأة رئيسا للبنك المركزي، كما عين
أخرى محافظا لإحدى المحافظات، في حين أن المجتمع الأمريكي لم يتقبل إلى الآن أن
تحكمه امرأة، فسقطت هيلاري كلينتون كما سقطت هاريس، وفي المرتين كان المنافس
الفائز ليس هو أحد عظماء الغرب، فلا هو أيزنهاور، ولا فرانكلين روزفلت، أو أبراهام
لينكولن!
ومن العجيب أن يظل القوم إلى الآن، وبعد أن تبدت العورات
للناظرين، يتحدثون عن المرأة، بعد ما جرى لها في غزة، من قتل وسجن على أيدي الهمج
الجدد، ألا يرهقهم التمثيل؟!
إن الوزيرة الألمانية وهي العنوان الغلط للمرأة
وللدبلوماسية قالت إنها أبلغت الإدارة السورية الجديدة أن أوروبا لن تقدم أموالا
للهياكل الإسلامية الجديدة، فهل هذا سلوك وزيرة مسؤولة؟ ماذا تركت لمقدمي برامج
التوك شو؟!
هل تعتقد الوزيرة فعلا أن الدعم الغربي المشروط يمثل
قيمة لأي حكم رشيد، والشرط أن يذهب جانب منه لنخبة في عالمنا العربي تصنع على
الأعين، مقابل أن تعد تقارير باسم حقوق الإنسان تستخدم لابتزاز الأنظمة ولسد
احتياجات الغرب من الشغف بالمعلومات عن دول العالم الثالث؟!
لقد دعت أنالينا إلى إشراك كل الطوائف السورية في عملية
إعادة الأعمار، وكأن ما جرى ليس انتصار ثورة، ولكنه تحول ديمقراطي ونتيجة انتخابات
سقط فيها بشار الأسد وفاز أحمد الشرع، وكأن الشرعية الثورية بِدعا، وكأن حكم
الأغلبية ليس هو المطلوب في سوريا، التي لا تزال الى الآن تعاني من إجرام الفلول!
عموما، فلما تحقق المراد، وتمكنت الوزيرة الألمانية من
أن تضع يدها في يد أسعد الشيباني، فقد أعلنت عن تقديم دعم إضافي لسوريا بـ50 مليون
يورو! فماذا لو صافحها الشرع؟!
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد!
x.com/selimazouz1