فتح دخول اتفاق وقف إطلاق النار في
غزة حيز التنفيذ الباب واسعا أمام تساؤلات عن سيناريوهات المواجهة بين دولة
الاحتلال الإسرائيلي وجماعة "أنصار الله"
الحوثيين المدعومة من إيران في
اليمن، لا سيما في ظل الوعيد والتهديد الصادر من قادة الاحتلال تجاه الجماعة.
وفي وقت سابق من العام الماضي، نفذت دولة الاحتلال عمليات قصف جوية أكثر من مرة، استهدفت منشآت ومواقع حيوية واقعة تحت سيطرة الحوثيين في صنعاء ومحافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، بينها ميناءا الحديدة ورأس عيسى النفطي.
مستعدون للجولات القادمة
وفي خطاب له الاثنين، بثته قناة "المسيرة" المملوكة لجماعة، أكد عبدالملك الحوثي، زعيم الحوثيين، على أن "هناك جولات قادمة من المواجهة مع العدو الإسرائيلي... ونحن في جهوزية مستمرة للتدخل الفوري في أي وقت يعود العدو الإسرائيلي إلى التصعيد وجرائم الإبادة والحصار لقطاع غزة".
وقال: "نرصد الآن مراحل تنفيذ الاتفاق كلها، وجاهزون للتصعيد في أي مرحلة يعود العدو الإسرائيلي فيها إلى التصعيد وينكث بالاتفاق".
وأضاف: "نعمل باستمرار للاستعداد للجولات الآتية الحتمية في كل المجالات وبشكل أقوى".
اظهار أخبار متعلقة
ضربات يصعب التنبؤ بها
وفي السياق، قال الكاتب والمحلل السياسي اليمني، ياسين التميمي، إن وقف إطلاق النار يمثل "مخرجا مناسبا لجماعة الحوثي لإنهاء الاشتباك العسكري مع الكيان الصهيوني".
وأضاف التميمي في حديث خاص لـ"عربي21" أن هذا الأمر في تقديري يخضع لطبيعة المخطط الذي اعتمده الكيان لتصفية الحساب مع الجماعة، على الرغم من "أن الكيان وجه أقسى الضربات لمنشآت بنية تحتية مهمة للشعب اليمني، وذات عائد اقتصادي ومالي مهم للحوثيين، في حين لا تتوفر الظروف المواتية لتحقيق ضربات مؤلمة كالتي وجهت لحزب الله اللبناني".
الكاتب والسياسي اليمني أشار إلى أن هناك محددا مهما لطبيعة السلوك الإسرائيلي، يتمثل في "تسلم ترامب للسلطة بما عرف عنه من إحجام عن دعم معارك عسكرية جديدة"، بالإضافة إلى الهجمات الأمريكية ضد الحوثيين على خلفية نشاطهم العسكري في البحر الأحمر، مؤكدا على أن استمرار الهجمات الأمريكية على الحوثيين قد يحقق جزء مما يريده الكيان، وانتهاؤه قد يدفع الإسرائيليين لتنفيذ تهديداتهم عبر ضربات يصعب التنبؤ بأهدافها".
اليمن حاضر في أي صراع
من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي اليمني، أنور الخضري، إن اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية لا يزال قيد الاختبار، مضيفا أن الكيان الإسرائيلي قد يلجأ لأي عذر لاستئناف الحرب عقب استرداد جميع الأسرى بشكل مختلف، وتحت ذريعة وجود تهديد للأمن القومي وبقاء حماس على قمة هرم التحكم بقطاع غزة".
وتابع الخضري حديثه لـ"عربي21"، إن "الحكم بأن المعركة مع إسرائيل قد انتهت لا يزال مبكرا.. وهذا يعطي الحوثيين وقتا أطول لاتخاذ شعار مناصرة غزة غطاء لعملياتهم في المنطقة بشكل أو بآخر".
وفي حال ترجح انتهاء المعركة مع قطاع غزة، يرى السياسي اليمني الخضري أن هناك احتمالا كبيرا لمعركة جديدة بين إسرائيل وإيران قد تشهدها فترة الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، للقضاء على برنامجها النووي.
وقال: "وهذا يعني أن الحوثيين سيظلون حاضرين في المشهد ضرورة، فإيران ستحتاج لتحريك أدواتها وأذرعها للتصدي لهكذا هجوم ورفع كلفة المواجهة معها إذا بدأت".
وبحسب الكاتب اليمني، فإن المنطقة لا تزال على صفيح ساخن، واليمن حاضرة بشكل أو بآخر في الصراعات القادمة، إن على صعيد فلسطين أو إيران.
ولفت الخضري إلى أنه من المحتمل ألا تنخرط إسرائيل بشكل مباشر في مواجهة مع الحوثيين، والاعتماد على الضربات الجوية والصواريخ وبالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، وربما عبر دفع التحالف ( تقوده السعودية) والشرعية ( الحكومة المعترف بها) لتحريك الجبهات".
اظهار أخبار متعلقة
وتضامنًا مع غزة في مواجهة الإبادة الجماعية الإسرائيلية، يهاجم الحوثيون منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 سفن شحن للاحتلال الإسرائيلي أو مرتبطة بها في البحر الأحمر باستخدام الصواريخ والطائرات المسيرة، كما يستهدفون مواقع الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وتشن واشنطن ولندن منذ مطلع 2024 غارات على مواقع تقول إنها تتبع للحوثيين في اليمن، وهو ما قابلته الجماعة بأنها باتت تعد السفن الأمريكية والبريطانية كافة ضمن أهدافها العسكرية، وتوسيع هجماتها إلى السفن المارة بالبحر العربي والمحيط الهندي أو أي مكان تصل إليه أسلحتها.