كشفت باحثة تركية عن اعتزام زعيم حزب
العمال الكردستاني المسجون في
تركيا، عبد الله أوجلان، دعوة حزبه المدرج على قوائم الإرهاب لدى أنقرة إلى إلقاء السلاح، نتيجة للمحادثات الجارية مع الجانب التركي.
وحمل حزب العمال الكردستاني السلاح ضد الدولة التركية منذ 1984 ما أدى إلى مقتل نحو 40 ألفا. ولا يزال أوجلان القابع في سجن بجزيرة "آمرلي" منذ 1999 بتهمة "الخيانة والانفصالية" يتمتع بنفوذ كبير على السياسة الكردية.
وقالت مديرة البرنامج التركي في معهد الشرق الأوسط، غونول تول، إن تركيا تشهد تطورات سياسية مهمة مع بدء الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان وحليفه القومي دولت بهتشلي محادثات مع زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون، عبد الله أوجلان.
ونقلت تول في تدوينة عبر حسابها على منصة "إكس" عن مصادر لم تسمها، قولها إن "أوجلان سوف يدعو حزب العمال الكردستاني علنا في الخامس عشر من شباط /فبراير إلى إلقاء السلاح".
اظهار أخبار متعلقة
وأضافت تول أن الحكومة التركية تعتزم اتخاذ خطوات مقابلة، تشمل إصدار عفو وإعداد دستور جديد يمنح الأكراد حقوقا مثل حقوق اللغة.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أنه سوف يتم إطلاق سراح أشخاص مثل الزعيم الكردي المعروف صلاح الدين دميرتاش، واستدركت الباحثة بالقول: "قد لا تحدث هذه التغييرات بسرعة، ولكنني علمت أن الحكومة التركية وافقت عليها".
وفيما يتعلق بشمال سوريا، ذكرت تول أن الجماعات المرتبطة بحزب العمال الكردستاني ستتشارك السلطة مع المجلس الوطني الكردستاني المتحالف مع مسعود بارزاني، وسيتم دمج بعض قواتهما العسكرية في الجيش السوري. لكنها أشارت إلى أن "التفاصيل المتعلقة بهذا النموذج الحاكم لم تتضح بعد".
وتعتبر تركيا "وحدات حماية الشعب" التي تشكل العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية "قسد" في شمال شرق سوريا، امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يتخذ من جبال قنديل شمال العراق مقرا له، وتدرجه أنقرة وعدد من الدول الغربية على قوائم الإرهاب.
وبحسب المصادر ذاتها التي تحدثت إلى الباحثة التركية، فإن "كوادر حزب العمال الكردستاني في قنديل في شمال العراق قد وافقت على هذه التغييرات".
اظهار أخبار متعلقة
وقبل أيام، حث زعيم حزب الحركة القومية التركي، أوجلان على إعلان حل حزب العمال الكردستاني "دون شروط"، بعد اجتماعه المقبل في محبسه مع حزب المساواة والديمقراطية للشعوب "DEM" المؤيد للأكراد، وهو ثالث أكبر حزب في البرلمان.
جاءت تصريحات بهجلي بعد عقد اجتماع نادر بين زعماء من حزب المساواة والديمقراطية للشعوب، وأوجلان في نهاية العام الماضي، نقل بعده عن أوجلان تلميحه إلى أنه مستعد للدعوة لإلقاء حزب العمال الكردستاني للسلاح.
وعززت المحادثات آمال تحقيق السلام في تركيا، لكن الوضع الهش للقوات الكردية في سوريا إثر الإطاحة بالرئيس المخلوع بشار الأسد، والغموض الذي اكتنف نوايا أنقرة، ترك المشهد الحالي في حالة من القلق بشأن ما سيجري.