مواقف ومراسيم
ترامب الرئاسية منذ بدء رئاسته، تنسف حلمه بأنه «صانع سلام»، وحلمه بختم حياته بجائزة
نوبل للسلام!!
منذ بدء رئاسته، هدد ترامب الاتحاد الأوروبي وكولومبيا وبنما والدنمارك ومجوعة بريكس. وطالب بترحيل فلسطينيي
غزة إلى
مصر والأردن!! وهدد بفرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المئة على واردات البضائع من كندا والمكسيك، مخالفا اتفاقية التجارة المشتركة USMCA بين الدول الثلاث ـ وزيادة الرسوم الجمركية بنسبة 10 في المئة على واردات الصين، وعلى واردات الاتحاد الأوروبي بدءا من شباط/ فبراير، تنفيذا لوعود ترامب الانتخابية، ما سيفجر حربا تجارية مع كندا والمكسيك والصين ودول الاتحاد الأوروبي، بعد تهديدهم بالرد بالمثل بفرض رسوم جمركية على واردات البضائع الأمريكية، ومن ثم سيدفع المستهلك الأمريكي فارق زيادة الرسوم الجمركية على الواردات. وهذا سيؤثر سلبا على التجارة العالمية، ويؤدي لارتفاع التضخم والبطالة ونسبة الفائدة.
كان إصرار وتبني الرئيس ترامب مطالب حكومة أقصى اليمين المتطرف في إسرائيل باقتراحه وإصراره استقبال مصر والأردن أعدادا من اللاجئين الفلسطينيين من غزة، الموقف الأكثر استفزازا وانحيازا، مدعيا أن غزة تحولت إلى ركام وأنقاض وشهدت صراعات، ريثما يتم إعادة إعمار غزة، دون أن يوضح من المتسبب بالدمار والهلاك، ويرى أن ترحيل أهالي غزة قد يكون مؤقتا أو دائما ـ بلا اكتراث للتطهير العرقي!!
ورفضت كل من مصر والأردن والسلطة الفلسطينية وحماس وشعب غزة مبادرة ترامب لترحيلهم من غزة، وهم من ضحوا بحياتهم وفقدوا أكثر من 50 ألف شهيد وأكثر من 110 آلاف مصاب، وتشرد ونزح 90 في المئة من السكان، برفضهم التهجير والتطهير العرقي من غزة، خاصة بعد مشاهد رحلة العودة إلى مدنهم ومساكنهم المدمرة في شمال القطاع، بعد التوصل لقرار وقف إطلاق صفقة تبادل الأسرى والسجناء. وردا على سؤال: ما الذي يمكنك عمله لدفع الدول الرافضة لاستقبال الفلسطينيين من غزة؟ رد ترامب «سيستقبلونهم وسترون»!!
وأكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أن «ترحيل وتهجير الشعب الفلسطيني هو ظلم لا نقبل المشاركة فيه وهو خط أحمر… ونرفض اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم.. وإن أي خطط لنقل سكان غزة إلى سيناء في مصر، من شأنها أن تحول شبه الجزيرة إلى قاعدة لشن هجمات على إسرائيل. ولا يمكن أبدا التنازل عن ثوابت الموقف المصري التاريخي للقضية الفلسطينية… بما يشمل إنشاء الدولة الفلسطينية، والحفاظ على مقومات تلك الدولة؛ وبالأخص شعبها وإقليمها… وموقفي يمثل موقف الشعب المصري».
فيما أكد الملك عبد الله الثاني موقف الأردن الثابت، أن «موقف الأردن الراسخ بضرورة تثبيت الفلسطينيين على أرضهم ونيل حقوقهم المشروعة، وفقا لحل الدولتين». فيما أكد وزير الخارجية الأردني «الأردن للأردنيين وفلسطين للفلسطينيين».
وسبق أن اقترح ترامب نقلا عن مصادر إعلامية أمريكية ترحيل الفلسطينيين إلى أندونيسيا وألبانيا أيضا!! وهو يطرب اليمين الإسرائيلي المتطرف الذي يروج لكذبة «الرحيل الطوعي عن غزة» ـ وهم ينظرون إلى مجيء ترامب أنه سيحقق حلمهم بفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية.
كما علق سموترتش عام 2025، عام فرض السيادة على الضفة الغربية. ووصفوا فريق ترامب للشرق الأوسط بأنه «فريق الحلم» لضمه شخصيات ليست موالية لإسرائيل فقط، ولكن من المؤمنين بحق سيادة إسرائيل على الضفة الغربية، من المحافظين الجدد الذين يطلقون على الضفة الغربية الاسم التوراتي «يهودا والسامرة»، ولا يؤمنون بحقوق الفلسطينيين ولا بقيام دولة فلسطينية!! خاصة السفير مايك هاكابي والسفيرة المندوب الدائم في الأمم المتحدة ستفانك، ووزيري الدفاع والخارجية ومستشار الأمن الوطني في إدارة الرئيس ترامب.
ما يثير الصدمة وعلامات الاستفهام والتساؤل هو حجم التنازلات والعطايا التي قدمها الرئيس ترامب لإسرائيل
وما يثير الصدمة وعلامات الاستفهام والتساؤل، هو حجم التنازلات والعطايا التي قدمها الرئيس ترامب لإسرائيل في أسبوع رئاسته الأول: أطلق ترامب مبادرة خبيثة متبنيا مطالب اليمين الصهيوني المتطرف بترحيل سكان غزة، الذين نزفوا لـ15 شهرا في تطهير عرقي، إلى مصر والأردن، وممارسة ضغوط لاستقبال المرحلين قسرا، ما يخرق القانون الدولي، برغم رفض مصر والأردن والسلطة الفلسطينية وحماس وسكان غزة الذين عادوا بمئات الآلاف لمنازلهم المدمرة، إلا أن ترامب يصر على استقبال مصر والأردن لأهالي غزة المرحلين، رغم أنه تطهير عرقي يتعارض مع القانون الدولي!
وألغى ترامب حظر إرسال قنابل زنة القنبلة 2000 رطل 900 كلغ الذي فرضه بايدن على إسرائيل، لاستخدامها بشكل مكثف في مناطق مكتظة بالسكان في مخيم الشجاعية وخان يونس ورفح وأدت لمقتل المئات!! وشكر نتنياهو ترامب على رفعه الحظر وإرسال القنابل التي حتى أمريكا لا تستخدمها في مناطق سكنية!
كما رفع ترامب بأمر تنفيذي العقوبات عن قادة المستوطنين الذين قتلوا ويعتدون على ممتلكات وحرق وتدمير منازل ومزارع الفلسطينيين في الضفة الغربية، ليشكره الوزراء المتطرفون وعلى رأسهم سموترتش..
ووجه الرئيس ترامب دعوة رسمية لمجرم الحرب نتنياهو، المطلوب اعتقاله من المحكمة الجنائية الدولية، وممنوع دخوله 125دولة، لزيارة البيت الأبيض غدا،ليكون أول مسؤول أجنبي يزور البيت الأبيض منذ بدء رئاسة ترامب قبل أسبوعين!!
قدّم ترامب كل تلك التنازلات المجانية لإسرائيل في أيامه الأولى في البيت الأبيض، بينما سلفه بايدن، يصف نفسه «بالصهيوني»، الذي كان الداعم الرئيسي لحرب إسرائيل المدمرة على قطاع غزة على مدى 15 شهرا، فرض عقوبات على المستوطنين المجرمين، وحظر إرسال قنابل زنة 2000 رطل إلى إسرائيل!! بينما قدم ترامب كل تلك التنازلات، ما يصعب التطبيع بين السعودية وإسرائيل، ويقلص وحتى ينسف فرص فوزه بجائزة نوبل للسلام!
القدس العربي