قال الكاتب الإسرائيلي، تسفي برئيل، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يقترح نقل 1.5 مليون فلسطيني من
غزة إلى
مصر والأردن كحل للأزمة، معتمداً على "السوط الاقتصادي" الذي استخدمه في دول أخرى. إلا أن هذه الفكرة قوبلت برفض عربي واسع، حيث أكدت مصر والأردن رفضهما القاطع، مدعومتين بموقف مماثل من السعودية، قطر، والإمارات.
وتابع في مقاله المنشور على صحيفة هآرتس، إن التهديدات بتقليص المساعدات لمصر والأردن تصطدم بمصالح هذه الدول الأمنية والوطنية.
وتابع: "بالنسبة لمصر فإن نقل مليون ونصف فلسطيني إلى أماكن سكن ثابتة فيها يعتبر أيضا تهديدا أمنيا خطيرا. ليس فقط أن المظاهرات المؤيدة للحكومة يمكن أن تتطور وتصبح مظاهرات جماهيرية لا يمكن السيطرة عليها، بل إن إقامة مستوطنة منفى فلسطينية في شبه جزيرة سيناء يشكل أرضا خصبة لازدهار بؤر إرهابية جديدة. التهديد على الأردن أخطر، وحسب إدراك الملك عبد الله هو تهديد وجودي حقيقي. فثلثا مواطني الأردن هم من أصل فلسطيني. وإضافة مئات آلاف الفلسطينيين يعني أن الأردن يمكن أن يصبح الدولة الفلسطينية البديلة."
وقال إنه قد يؤدي هذا الطرح إلى تعقيد جهود تحرير الأسرى في غزة، إذ قد تطالب حماس بإلغاء فكرة الترانسفير كشرط إضافي للاتفاق.
كما أن إثارة هذا الموضوع يحرف النقاش عن إدارة غزة بعد الحرب، وهو أمر بالغ الأهمية لضمان الاستقرار، بحسب الكاتب.
وأضاف: "حتى لو افترضنا للحظة أن
مصر والأردن ستوافق على استيعاب لاجئين من غزة، وأن الدول العربية الغنية ستقوم
بتمويل عملية الطرد والتوطين من جديد، وتمويل تواجد الفلسطينيين هناك لفترة طويلة،
فكيف ستتصرف إسرائيل إذا رفض سكان غزة ركوب الحافلات و"الهجرة بشكل
طوعي"؟ هل الطرد عندها سيشبه طرد الأرمن من تركيا أو الاجتثاث بالقوة لملايين
سكان القوقاز في فترة ستالين؟ أو طرد الألمان من بولندا في السنوات التي أعقبت
الحرب العالمية الثانية؟. الإجابة على هذه الأسئلة يمكن أن تؤدي بإسرائيل إلى مكان
مخيف، ويمكن الأمل في أن الكابح العربي سينجح في شطب هذه الفكرة من جدول الأعمال".