كشفت وكالة رويترز، الخميس، عن تشكيل الرئيس السوري أحمد
الشرع لجنة مكلفة بتحليل المصالح التجارية المتشعبة لكبار رجال الأعمال المرتبطين بالنظام السابق، مشيرة إلى مساعي
دمشق التدقيق في إمبراطوريات الشركات المملوكة للأثرياء الموالين لبشار
الأسد، والتي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات.
ونقلت الوكالة عن ثلاثة مصادر لم تسمها، قولها إن الشرع كلف اللجنة بتحليل الأعمال التجارية لرجال الأعمال المرتبطين بالأسد مثل سامر
فوز ومحمد
حمشو.
يأتي ذلك في إطار عمل الحكومة السورية الجديدة على إنهاء النظام الاقتصادي شديد المركزية والفاسد الذي هيمن عليه رجال الأعمال المرتبطين بعائلة الأسد، وذلك بهدف استئصال الفساد والنشاط غير القانوني.
اظهار أخبار متعلقة
وبحسب مراسلات اطلعت عليها "رويترز" بين مصرف سوريا المركزي والبنوك التجارية، فإن الإدارة الجديدة أصدرت أوامر بعد أيام من السيطرة على دمشق تهدف إلى تجميد الأصول والحسابات المصرفية للشركات والأفراد المرتبطين بالأسد، وشملت في وقت لاحق على وجه التحديد أولئك المدرجين على قوائم العقوبات الأمريكية.
وذكر مسؤول حكومي ومصدران سوريان مطلعان على الأمر، طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، أن حمشو وفوز عادا إلى سوريا من الخارج والتقيا بشخصيات بارزة في "هيئة تحرير الشام" في دمشق في كانون الثاني/ يناير الماضي.
وأوضحت المصادر الثلاثة أن الرجلين المدرجين على قائمة العقوبات الأمريكية، ويثيران استهجان العديد من السوريين العاديين بسبب علاقاتهما الوثيقة مع الأسد، تعهدا بالتعاون مع جهود تقصي الحقائق التي تبذلها القيادة الجديدة.
ولم يسبق الإعلان عن إنشاء اللجنة، التي لا يُعرف أعضاؤها، أو المحادثات بين الحكومة السورية الجديدة واثنين من رجال الأعمال اللذين ربطتهما صلات وثيقة بحكومة الأسد ويسيطران على قطاعات كبيرة من الاقتصاد السوري.
ويقول محللون ورجال أعمال سوريون إن النهج الذي ستتبعه الحكومة السورية الجديدة تجاه الشركات القوية المرتبطة بالأسد، والذي لم يتضح بالكامل بعد، سيكون أساسيا في تحديد مصير الاقتصاد في الوقت الذي تكافح فيه الإدارة لإقناع واشنطن وحلفائها برفع العقوبات.
وأكد وزير التجارة ماهر خليل الحسن ورئيس هيئة الاستثمار السورية أيمن حموية، أن الحكومة على اتصال ببعض رجال الأعمال المرتبطين بالأسد دون تحديدهم أو الخوض في تفاصيل، وفقا لوكالة رويترز.
وأكد خلدون الزعبي الذي تعاون مع فوز لفترة طويلة أن شريكه أجرى محادثات مع السلطات السورية، لكنه لم يؤكد معلومة زيارته للبلاد.
وقال الزعبي من بهو فندق "فور سيزونز" في وسط دمشق والذي تملك مجموعة فوز حصة أغلبية فيه: "أبلغهم فوز بأنه مستعد للتعاون مع الإدارة الجديدة وتقديم كل الدعم للشعب السوري والدولة الجديدة. وهو مستعد للقيام بأي شيء يُطلب منه".
اظهار أخبار متعلقة
وقال المصدران السوريان، بحسب وكالة رويترز، إن فوز الذي يحمل الجنسية التركية غادر دمشق بعد المحادثات مع السلطات السورية الجديدة، دون التطرق إلى مكان حمشو.
يشار إلى أن الولايات المتحدة تفرض عقوبات على حمشو وفوز منذ عامي 2011 و2019 على الترتيب.
وتتهم وزارة الخزانة الأمريكية مجموعة "أمان" القابضة التي يملكها فوز بالتربح من الحرب في سوريا. وتتنوع أعمال هذه المجموعة بين صناعة الأدوية وتكرير السكر والتجارة والنقل.
وتندرج مصالح حمشو تحت مجموعة حمشو الدولية واسعة النطاق، وتتراوح بين البتروكيماويات والمنتجات المعدنية إلى الإنتاج التلفزيوني.
وبحسب مرصد الشبكات الاقتصادية والسياسية، فإن حمشو هو واجهة ماهر الأسد وشريك الفرقة الرابعة التي يديرها الأخير، في "لجان التعدين"، كما أنه مالك شركة حراسات أمنية، وضالع في تجارة الكبتاغون.