كشف وزارة العدل في حكومة تصريف الأعمال السورية عن قرارها إحالة 87 قاضيا إلى إدارة التفتيش القضائي للتحقيق في أدائهم خلال عملهم ضمن "محكمة الإرهاب" منذ عام 2013.
جاء ذلك في بيان صدر، الأربعاء، عن الوزارة السورية ويحمل توقيع وزير العدل شادي الويسي وأسماء القضاة المحالين إلى التحقيق معهم حول ما قاموا به خلال عملهم في "محكمة الإرهاب" التي تتهم بإصدار أحكام إعدام ومؤبدات بشكل تعسفي خلال سنوات الثورة.
وكان نظام الرئيس المخلوع بشار
الأسد قرر إنشاء محكمة الإرهاب عقب اندلاع الثورة السورية عام 2011. وبحسب "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" فإن المحكمة كانت أقرب إلى كونها "فرع أمن جديد".
اظهار أخبار متعلقة
وشملت مهام هذه المحكمة التي جرى تشكيلها باقتراح من مجلس القضاء الأعلى الذي كان يترأسه الأسد، محاكمة العسكريين والمدنيين وإصدار أحكام غيابية لا تقبل الطعن إلا لمن يقوم بتسليم نفسه بشكل طوعي.
ويضم قانون مكافحة الإرهاب عقوبات تبدأ بالسجن لمدة ثلاث سنوات وتصل إلى الأشغال الشاقة المؤبدة أو حتى الإعدام، وذلك وفقا للاتهامات التي كانت تُوجَّه إلى معارضي النظام المخلوع.
وقبل سقوط نظام الأسد، كانت المحكمة تضم 15 قاضيا من المدنيين والعسكريين في النيابة، إلى جانب 11 دائرة تحقيق يترأس كل منها قاضٍ، ومعظمهم من العسكريين، حيث كانوا جميعا يُعيّنون بموجب مرسوم رئاسي.
اظهار أخبار متعلقة
ومنذ تأسيسها عقب اندلاع الثورة السورية، نظر قضاة المحكمة في آلاف القضايا، وأصدروا العديد من أحكام الإعدام الغيابية بحق معارضين. ومع ذلك، فإنه لم يتم تنفيذ سوى عدد قليل من هذه الأحكام، نظرا لكونها صدرت غيابيا.
يأتي ذلك في ظل مساعي السلطات الجديدة في
سوريا إلى بدء مسار العدالة الانتقالية ومحاسبة المتورطين بارتكاب جرائم بحق السوريين لصالح النظام المخلوع، الذي يعد مسؤولا عن ارتكاب 90 بالمئة من الانتهاكات بحق السوريين منذ عام 2011، بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان.