كشفت نتائج استطلاع رأي حديث، أجرته مؤسسة YouGov لصالح منظمة
الإغاثة الطبية للفلسطينيين (MAP) ومجلس التفاهم
العربي البريطاني (
Caabu)، أن 73 بالمئة من
البريطانيين يعارضون مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بترحيل سكان غزة
الفلسطينيين إلى دول أخرى وتحويل القطاع إلى أرض أمريكية.
يأتي هذا الاستطلاع قبيل لقاء مرتقب بين رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر
والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض حيث يُتوقع
أن يكون ملف الشرق الأوسط ضمن أجندة المحادثات.
وبحسب النتائج، فإن 9 بالمئة فقط من البريطانيين يعتقدون أن حكومتهم يجب أن تدعم
مقترح ترامب، بينما قال 18 بالمئة إنهم غير متأكدين، أما بين الناخبين الذين صوتوا لحزب
العمال في الانتخابات العامة لعام 2024، فقد بلغت نسبة الرافضين 84 بالمئة.
مخاوف من تطهير عرقي وانتهاك للقانون الدولي
يرى منتقدو هذا المقترح أن تنفيذه سيمثل جريمة ترحيل قسري وتطهير عرقي
للفلسطينيين في انتهاك صارخ للقانون الدولي، خاصة أن الغالبية العظمى من سكان غزة
لا يرغبون في مغادرة أرضهم. كما أن أي تحرك من هذا القبيل لن يكون طوعيًا، إذ يأتي
في سياق حصار عسكري إسرائيلي غير مسبوق استمر 15 شهرًا، تسبب في دمار واسع للبنية
التحتية الأساسية، بما في ذلك النظام الصحي، وجعل الحياة في القطاع شبه مستحيلة.
اظهار أخبار متعلقة
وأكد كريس دويل، مدير مجلس التفاهم العربي البريطاني (Caabu)،
أن على الحكومة البريطانية أن تعلن موقفها بوضوح أمام الرئيس ترامب، محذرًا من أن
التزام الصمت إزاء التطهير العرقي يبعث برسالة خطيرة للغاية. وأضاف أن أي محاولة
لفرض التهجير القسري للفلسطينيين ستؤثر سلبًا على استقرار المنطقة، بل وستضر
بالمصالح الأمريكية نفسها، فضلًا عن تهديد أمن إسرائيل. وشدد على أن غزة بحاجة إلى
إعادة إعمار، لكن تحت إدارة الفلسطينيين أنفسهم.
من جانبه، قال مدير الحملات والمناصرة في منظمة MAP، روهان تالبوت، إن هذه المقترحات تهدد ليس فقط الهدنة
المؤقتة في غزة، بل أيضًا مستقبل الفلسطينيين على المدى البعيد، من حيث الصحة
والكرامة والحرية. وأشار إلى أن هذا المخطط يأتي ضمن سياسات إسرائيل المستمرة منذ
عقود لتفتيت المجتمع الفلسطيني وحرمان اللاجئين من حق العودة. وطالب
بريطانيا بأن
تدين هذه المقترحات بوضوح، وأن تعلن عن الخطوات التي تتخذها لمنع التطهير العرقي
وضمان حق الفلسطينيين في العودة وإعادة بناء منازلهم.
غياب استراتيجية بريطانية واضحة تجاه فلسطين
وأظهر الاستطلاع أيضًا أن 63 بالمئة من البريطانيين يعتقدون أن حكومتهم لا تملك
سياسة واضحة تجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، في حين يرى 12بالمئة فقط أن موقفها واضح.
ويؤكد التقرير على ضرورة أن تضع بريطانيا استراتيجية واضحة تتماشى مع القانون
الدولي، وتتحرك سياسيًا لمعالجة الأسباب الجذرية للاحتلال الإسرائيلي، وضمان حق
الفلسطينيين في تقرير مصيرهم.
اظهار أخبار متعلقة
ويعد هذا الاستطلاع هو الرابع الذي تجريه MAP وCaabu منذ أكتوبر 2023، وجميع نتائجه تعكس تباينًا كبيرًا بين موقف الحكومة
والرأي العام البريطاني. ففي استطلاعات سابقة، أيدت الغالبية العظمى وقف إطلاق
النار (73 بالمئة – أيار / مايو 2024)، وحظر بيع الأسلحة لإسرائيل (58 بالمئة – حزيران / يونيو 2024)،
والامتثال لمذكرات التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية (84 بالمئة – حزيران / يونيو
2024).
يُذكر أن الاستطلاع الأخير شمل 2,178 شخصًا بالغًا في المملكة المتحدة،
وأُجري عبر الإنترنت في الفترة بين 23 و24 فبراير 2025، حيث تم موازنة النتائج
لتكون ممثلة لجميع البالغين في بريطانيا.