حذّر القيادي في الجبهة الإسلامية للإنقاذ
في الجزائر علي بلحاج، من النتائج المرتقبة للقمة العربية المرتقبة الأسبوع
المقبل بشأن القضية
الفلسطينية، وأكد أن أي محاولة لفرض الاستسلام والهزيمة على شعب
انتصر في مواجهة الاحتلال لخمسة عشر شهرا، ستكون ليس طعنا للمقاومة الفلسطينية وحسب وإنما ضربا للأمن القومي العربي والإسلامي، كذلك.
وأوضح بلحاج في
تصريحات خاصة لـ
"عربي21"، أن الطريقة التي تم الإعداد بها للقمة العربية، والسياق
السياسي الذي تندرج فيه، وما راج من تسريبات تتصل بسلاح المقاومة والموقف منها، فضلا
عن استثنائها لدول عربية وإسلامية رئيسية، يشي بوجود مخطط يتم الإعداد له يستهدف
المقاومة وسلاحها.
وقال: "علينا أن نتذكر ونحن بصدد
الاستعداد للقمة العربية بعد غد الأربعاء أن جامعة الدول العربية ودولها مجتمعة
ظلت صامتة على مدى ما يقرب من عام ونصف من حرب الإبادة التي نفذها الاحتلال
الصهيوني بحق غزة وأهلها، ولولا هذا الصمت المريب لما كان بإمكان الاحتلال أن يقتل
عشرات الآلاف من الفلسطينيين".
ودعا بلحاج النظام العربي الرسمي إلى "الارتقاء
إلى مستوى تحديات المرحلة، ومغادرة منطق الثأر من "حماس" والإسلام
السياسي، وأكد أن ما يجري في فلسطين لا يميز بين الفلسطينيين على خلفية الانتماء
السياسي، وإنما هو مشروع متكامل للسيطرة على فلسطين ومنها إلى بقية دول
المنطقة".
واعتبر بلحاج أن "تمثيل الرئيس محمود
عباس للشعب الفلسطيني في هذه
القمة لا يستقيم، إذ إن من قاوم ولا يزال، ودفع الثمن
ولا يزال، هو الشعب الفلسطيني ومقاومته التي تقودها حماس، والتي يحاورها الاحتلال
عبر الوسطاء، وكان الأصل أن تكون جزءا من القمة العربية لأنها لا تدافع عن فلسطين
وحدها وإنما عن أمن
مصر والأمتين العربية والإسلامية".
ورأى بلحاج أن غياب الرئيس الجزائري عبد
المجيد تبون عن القمة المرتقبة في القاهرة بسبب الإقصاء في الإعداد، هو موقف سليم
يجب تثمينه. ودعا الشعوب العربية والإسلامية إلى اليقظة وعدم ترك الفلسطينيين
يقاتلون وحدهم في مواجهة الاحتلال وأعوانه، كما قال.
وكانت وكالة الأنباء الجزائرية قد نقلت أمس الأحد عن مصدر
مطلع أن الرئيس عبد المجيد تبون قرر عدم المشاركة شخصيا في أشغال القمة العربية
الطارئة التي تستضيفها جمهورية مصر العربية يوم 4 مارس الجاري بغرض بحث تطورات
القضية الفلسطينية.
وكلف الرئيس وزير الدولة وزير الشؤون
الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية أحمد عطاف لتمثيل الجزائر في
أشغال هذه القمة.
وذكرت أن هذا القرار جاء
على خلفية الاختلالات والنقائص التي شابت المسار التحضيري لهذه القمة، حيث تم
احتكار هذا المسار من قبل مجموعة محدودة وضيقة من الدول العربية التي استأثرت
وحدها بإعداد مخرجات القمة المرتقبة بالقاهرة دون أدنى تنسيق مع بقية الدول
العربية المعنية كلها بالقضية الفلسطينية.
وأكد ذات المصدر أن الرئيس تبون قد حزت في
نفسه طريقة العمل هذه، التي تقوم على إشراك دول وإقصاء أخرى، وكأن نصرة القضية
الفلسطينية أصبحت اليوم حكرا على البعض دون سواهم في حين أن منطق الأمور كان ولا
يزال يحتم تعزيز وحدة الصف العربي وتقوية التفاف جميع الدول العربية حول قضيتهم
المركزية، القضية الفلسطينية، لاسيما وهي تواجه ما تواجهه من تحديات وجودية تستهدف
ضرب المشروع الوطني الفلسطيني في الصميم.
وأضاف: "هذه هي المقاربة التي طالما نادت الجزائر بالاحتكام إليها والاهتداء بها، وبلادنا تواصل تكريس عهدتها بمجلس الأمن للمرافعة من أجل القضية الفلسطينية، صوتا عربيا يصدح بالحق، وصوتا عربيا يدافع عن حقوق المظلومين, وصوتا عربيا لا ينتظر من أشقائه جزاء ولا شكورا، ولكن يتحسر ويتأسف على ما آلات إليه أوضاع وأحوال الأمة العربية".
وتستضيف القاهرة قمة عربية طارئة غدا
الثلاثاء بهدف "صياغة موقف عربي قوي بشأن القضية الفلسطينية بشكل عام، وتقديم
طرح عربي عام يقابل الطرح الأمريكي لتهجير فلسطينيي غزة".
اقرأ أيضا: تبون يقاطع القمة العربية بشأن فلسطين في مصر.. هذه أسباب القرار
ومنذ 25 يناير/ كانون الثاني الماضي يروج
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمخطط تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى دول مجاورة
مثل مصر والأردن، وهو ما رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات
إقليمية ودولية.
وفي المقابل، تعمل مصر على بلورة وطرح خطة
عربية شاملة لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين منها، خشية تصفية القضية
الفلسطينية.
وتحدث ترامب في 21 فبراير/ شباط الماضي أنه
لن يفرض خطته بشأن مستقبل غزة وأنه سيطرحها كتوصية، دون أن يحدد بعد موقفا من خطة
القاهرة.
وبدعم أمريكي ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/
تشرين الأول 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 160 ألف قتيل
وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على الـ14 ألف مفقود.
إقرأ أيضا: مفتي عُمان يوجه رسالة إلى الدول الإسلامية بشأن غزة.. ماذا قال؟