صحافة دولية

أمريكا في "عصر ترامب".. انتقادات لخطابه المليء بالوعود غير الواقعية

خطاب ترامب كان عبارة عن حلم محموم بالوعود الباهظة- جيتي
خطاب ترامب كان عبارة عن حلم محموم بالوعود الباهظة- جيتي
قدّم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في خطابه أمام الكونغرس، عرضا استعراضيا مليئا بالوعود المُبالغ فيها والتصريحات المثيرة للجدل، بينما حاول أن يظهر نفسه كقائد قادر على إعادة مجد أمريكا.

وفي السياق نفسه، نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، مقالا لإدوارد لوس بعنوان "خطاب دونالد ترامب الخيالي"، مؤكدا أنّ: "خطابه أمام الكونغرس، كان مشخصنا بدرجة بحتة وخاليا من الأيديولوجيا".

وقال لوس: "في ليلة خطاب دونالد ترامب أمام الكونغرس، كان هناك مهرجان ماردي غرا في نيو أورليانز، وبينما أعلن ترامب عن نفسه باعتباره صاحب العودة السياسية الوحيدة العظيمة التي شهدنها والتي قد نراها في المستقبل، كان للمرء أن يستمع لما تبقّى من مجتمع التأكد من الحقائق وهم يغلقون أجهزة الكمبيوتر المحمولة".

واستفسر: "ما الداعي للإشارة إلى أن ملايين المعمرين المتوفين الذين لم يتلقوا شيكات الضمان الاجتماعي وأن أمريكا لم تنفق 350 مليار دولار على الحرب في أوكرانيا"، مضيفا أنّه: "سيكون من العبث مقارنة خطاب ترامب بخطابات أخرى لأسلافه، بما فيها الخطاب الذي ألقاه في ولايته الأولى فهذا الخطاب "يقع في فئة خاصة به"، وكان الأطول بأميال في التاريخ الحديث لأمريكا".

وأردف: "كان خطاب ترامب عبارة عن حلم محموم بالوعود الباهظة، فتعهده بتغطية أمريكا بـ"قبة ذهبية" على غرار "القبة الحديدية" الإسرائيلية من شأنه أن يستنفد كل سبائك الذهب في فورت نوكس، وقبل بضع دقائق، وعد ترامب بموازنة الميزانية الفيدرالية. فهل كان تعهده بالاستيلاء على غرينلاند "بطريقة أو بأخرى" تهديدا أم خيالا؟ وينطبق نفس الشيء على قناة بنما".

اظهار أخبار متعلقة


"في الماضي كان الرؤساء الأمريكيون يتظاهرون على الأقل بمحاولة إيجاد أرضية مشتركة، لكن خطاب ترامب ذهب في الاتجاه المعاكس" تابع لوس، مردفا: "كانت جميع الدول الأخرى، سواء كانت صديقة أو عدوة، تنهب أمريكا إلى أجل غير مسمى، روبرت إف كينيدي جونيور، وزير الصحة والخدمات الإنسانية الجديد ومنكر اللقاحات، سيحل وباء التوحد في أمريكا ولم يحقق أي رئيس في تاريخ الولايات المتحدة أكثر مما حققه ترامب في أول 43 يوما من ولايته وهكذا دواليك".

وأردف: "لم يحاول الإشارة إلى أن هناك في القاعة حزبين، حاكم ومعارض"، فيما لاحظ أنّ: "ترامب حذف أمرين جديرين بالملاحظة، الأول، هو تجنّب ترامب الحديث عن قائمة من التشريعات التي يريد من الكونغرس تمريرها، فعادة ما يضع الرؤساء قائمة بمشاريع القوانين ذات الأولوية، وخاصة في خطابهم الأول".

وأكد: "رغم أن ترامب كان يتحدث إلى الكونغرس، فإنّ الفرع الأول من فروع الحكومة الأمريكية بدا غير مهم. ولعل الإشادة الكبيرة من جانب ترامب لإيلون ماسك، الذي ينشغل بالاستيلاء على سلطات الكونغرس على الرغم من عدم توليه أي منصب رسمي، دليل على هذا".

ومضى بالقول: "أما الأمر الثاني، فهو انقسام الكونغرس بين الجمهوريين الذين لم يكفوا عن التصفيق والتهليل والوقوف على أقدامهم والديمقراطيين الذين جلسوا صامتين واجمين، فيما أطلق بعضهم صيحات استهجان وغادر آخرون القاعة كتعبير عن الاحتجاج وقبل أن ينهي ترامب خطابه بوقت طويل وكان أطول قسم في الخطاب مخصصا لما أسماه ترامب آفة المهاجرين غير الشرعيين".

وختم لوس مقاله بالقول: "إذا كان هذا يقدم أي مؤشرات، فإن حملة ترحيل ترامب تبدو على وشك التصعيد قريبا. وإن أي شخص يحاول البحث عن محتوى فلسفي يجمع طيات الخطاب لن يجد أي شيء فيه، ومن الصعب تصنيفه كخطاب تقليدي".

اظهار أخبار متعلقة


واستطرد: "الواقع أن النسخة المختصرة منه تقول إن أمريكا دخلت عصرا ذهبيا جديدا لأن ترامب عاد إلى السلطة. ولم يكن المحتوى ليبراليا ولا محافظا تقليديا، أو حتى قوميا تقليدي، بل كان تعبيرا شخصنة ترامبية خالصة".

وأردف: "على هذا فاحتمالات تذكره باعتباره مشهدا استعراضيا أكثر مما ورد فيه من مضمون عالية. والواقع أن المؤرخين عندما ينظرون إلى 4 آذار/ مارس 2025 قد لا يجدون في خطابه ما يستحق الذكر".

وأبرز: "في الطرف الآخر من المحيط الاطلنطي، أعلن المستشار الألماني الجديد، فريدريش ميرز، يوم الثلاثاء عن هدفه المتمثل في إلغاء نظام كبح الديون المقدس في البلاد من أجل إعادة تسليح ألمانيا، وهذا الإعلان، وليس القباب الذهبية أو غرس النجوم والأشرطة على سطح المريخ، هو ما يجب نأخذه على محمل الجد".
التعليقات (0)