لا
يزال مصير المعارض السياسي
المصري علي حسين مهدي مجهولًا، وذلك بعد مرور 14 شهرًا
على اختفائه المفاجئ، ما أثار تساؤلات كبيرة حول سلامته وحياته.
ورغم
نفي السلطات الأمريكية أي صلة لها باختفائه، تتزايد المخاوف بشأن وضعه، خاصة في ظل
الأنباء التي تشير إلى احتمالية احتجازه قسرًا وترحيله إلى مصر، حيث يعتقد أنه
محتجز في أحد المقرات الأمنية المصرية، ما يزيد من مخاوف تعرضه للتعذيب أو
حتى تهديد حياته.
وكان
آخر ظهور علني لعلي حسين مهدي عبر قناته على يوتيوب في 15 كانون الثاني/ يناير
2024، حيث نشر آخر فيديو له، وفي 16 كانون الثاني/ يناير من العام ذاته، أجرت
أسرته آخر مكالمة مرئية معه.
ومنذ
صباح اليوم التالي 17 كانون الأول/ يناير 2024، انقطع التواصل تمامًا، ليقتصر
الأمر على رسائل نصية غريبة وغير متسقة مع أسلوبه المعتاد، ما دفع عائلته وأصدقاءه
إلى الشك في مصيره.
اظهار أخبار متعلقة
في
بيان أصدرته الشبكة المصرية لحقوق الإنسان، أكدت الشبكة أن ما تعرض له علي حسين
مهدي يعتبر "اختفاء قسريًا" أُجبر عليه، وأضافت أنه من المحتمل أن يكون
قد تم ترحيله قسرًا إلى مصر، حيث يُعتقد أنه محتجز في أحد المقرات التابعة للجهات
السيادية.
واستنادًا
إلى معلومات حصلت عليها الشبكة من أصدقاء مقربين له، فإن علي كان قد تلقى تهديدات
عبر الإعلام الرسمي المصري في وقت سابق، ما يزيد من المخاوف بشأن اختفائه بعد
انقطاع تواصله مع أسرته وأصدقائه.
كما
أكدت الشبكة أن اسم علي حسين مهدي لا يوجد في السجلات الرسمية للمحتجزين في
الولايات المتحدة، ما يعزز احتمالية ترحيله إلى مصر بعد أن تم اعتقاله لفترة قصيرة
في الولايات المتحدة، قبل أن يتم الإفراج عنه بعد تدخل السلطات المصرية.
ووفقًا
للمصادر، فإن علي حسين مهدي كان قد نشر قبل اختفائه تسجيلات مسربة من "مركز
بدر للإصلاح والتأهيل"، أظهرت انتهاكات مروعة لحقوق المعتقلين، كما أشار في
منشوراته إلى تعرضه لتهديدات بالاعتقال من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي).
اظهار أخبار متعلقة
ويعزز
التعاون الأمني الوثيق بين مصر والولايات المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب وملاحقة
المعارضين السياسيين من المخاوف حول احتمالية ترحيل علي حسين مهدي قسرًا إلى مصر،
حيث يمكن أن يتعرض لاعتقال قسري وتعذيب، كما حدث مع معارضين سياسيين آخرين في
حالات مشابهة.
ودعت
الشبكة المصرية لحقوق الإنسان إلى الكشف الفوري عن مصير علي حسين مهدي، وطالبت
بالإفراج عنه وضمان سلامته، كما حمّلت السلطات الأمريكية والمصرية المسؤولية
الكاملة عن اختفائه، وأكدت أن السكوت عن هذه القضية سيؤدي إلى مزيد من الانتهاكات
بحق المعارضين السياسيين في الداخل والخارج.
وكان آخر ما كتب المهدي على حسابه على فيسبوك في الأول من كانون الثاني/ يناير: "مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI مستمر في مطاردتي داخل أراضي الولايات المتحدة الأمريكية، رغم توقفي عن الخروج على العام أو في أي بث مباشر لمدة ستة أشهر حتى الآن".