سلط باحثون الضوء على أدلة جديدة مثيرة للقلق
حول تراكم الميكروبلاستيك في أنسجة المخ البشري، واكتشفوا أن التحول من شرب المياه المعبأة إلى المياه المفلترة من الصنبور وحدها يمكن أن يقلل من تناول
البلاستيك الدقيق من 90.000 إلى 4.000 جسيم سنويا.
وقال الدكتور براندون لو، وهو طبيب مقيم في الطب الباطني بجامعة تورنتو: "يمكن للمياه المعبأة وحدها أن تعرض الناس لعدد من جزيئات البلاستيك الدقيق سنويا تقريبا مثل جميع المصادر المبتلعة والمستنشقة مجتمعة. يمكن أن يؤدي التحول إلى مياه الصنبور إلى تقليل هذا التعرض بنسبة 90٪ تقريبا، مما يجعلها واحدة من أبسط الطرق للحد من تناول البلاستيك الدقيق".
وكشف البحث الذي نشرته مجلة "ميديسين
برين" أن أدمغة البشر تحتوي على ملعقة تقريبا من الميكروبلاستيك والبلاستيك
النانوي (MNPs)، بمستويات أعلى بثلاث
إلى خمس مرات لدى الأفراد الذين تم تشخيصهم بالخرف.
والأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن أنسجة المخ
أظهرت تركيزات من الجسيمات النانوية الدقيقة أعلى بسبع إلى ثلاثين مرة من تلك
الموجودة في الأعضاء الأخرى، مثل الكبد أو الكلى.
ويحتوي
الدماغ على كمية من البلاستيك تعادل
ملعقة بلاستيكية: "تكشف الأبحاث أن أدمغة البشر تحتوي على كمية من الجسيمات
النانوية الدقيقة والبلاستيكية الدقيقة بحجم ملعقة تقريبا، مع مستويات أعلى بـ 3
إلى 5 مرات لدى الأفراد الذين تم تشخيصهم بالخرف.
والأمر الأكثر إثارة للقلق هو
أن أنسجة المخ أظهرت تركيزات أعلى بـ 7 إلى 30 مرة من الجسيمات النانوية الدقيقة
مقارنة بأعضاء أخرى مثل الكبد أو الكلى".
وقال الدكتور نيكولاس فابيانو من قسم الطب
النفسي بجامعة أوتاوا، المؤلف الرئيسي للتعليق: "إن الزيادة الهائلة في
تركيزات الجسيمات النانوية الدقيقة في المخ على مدى ثماني سنوات فقط، من عام 2016
إلى عام 2024، مثيرة للقلق بشكل خاص. ويعكس هذا الارتفاع الزيادة الهائلة التي
نشهدها في مستويات الجسيمات النانوية الدقيقة في البيئة".
وقالت المجلة إن الجسيمات التي يقل حجمها عن
200 نانومتر، والتي تتكون في الغالب من البولي إيثيلين، تثير قلقا خاصا، حيث
تظهر ترسبا ملحوظا في جدران الأوعية الدموية الدماغية والخلايا المناعية. ويسمح
لها هذا الحجم بعبور حاجز الدم في الدماغ، مما يثير تساؤلات حول دورها في الحالات
العصبية.
اظهار أخبار متعلقة
ما يسلط البحث الضوء على أهمية كيفية تسخين وتخزين الطعام. يقول الدكتور
ديفيد بودر، مقدم برنامج Psychiatry & Psychotherapy Podcast:
"إن تسخين الطعام في حاويات بلاستيكية
- وخاصة في الميكروويف - يمكن أن يطلق كميات كبيرة من البلاستيك الدقيق
والنانوي".
ونصح بـ"تجنب تخزين الطعام في أوانٍ
بلاستيكية، واستخدام بدائل من الزجاج أو الصُلب المقاوم للصدأ هي خطوة صغيرة
ولكنها ذات أهمية في الحد من التعرض. وفي حين أن هذه التغييرات منطقية، إلا أننا
ما زلنا بحاجة إلى البحث لتأكيد ما إذا كان خفض تناول تلك المواد مع الطعام يؤدي
إلى انخفاض التراكم في الأنسجة البشرية".
كما يستكشف فريق البحث مسارات الإخراج
المحتملة، بما في ذلك الأدلة على أن التعرق قد يساعد في إزالة بعض المركبات
المشتقة من البلاستيك من الجسم. ومع ذلك، يحذر الدكتور ديفيد بودر، مقدم برنامج Psychiatry & Psychotherapy
Podcast، "نحن بحاجة إلى المزيد من البحث لفهم
البلاستيك الدقيق - بدلا من لف أدمغتنا به - لأن هذا قد يكون أحد أكبر العواصف
البيئية التي لم يتوقعها معظم الناس".