صحافة إسرائيلية

هجوم إسرائيلي على مؤتمر لمكافحة معاداة السامية يحضره "عتاة اليمين الأوروبي"

الدعوة جاءت من وزير يهود الشتات عميحاي شيكلي - جيتي
الدعوة جاءت من وزير يهود الشتات عميحاي شيكلي - جيتي
في الوقت الذي تزعم فيه دولة الاحتلال تزايد موجات معاداة السامية في الدول الغربية، تسبب مؤتمر دولي لمكافحة الظاهرة بادر إليه وزير الشتات عميحاي شيكلي، بمنحها مزيدا من الرصيد والزخم؛ لأنه دعا للمؤتمر بشكل وصف بـ"السخيف" شخصيات من اليمين المتطرف من أوروبا، وبذلك سجل الاحتلال هدفاً في مرماه.

شلومو شامير، محلل الشؤون الدبلوماسية بصحيفة معاريف، قال إن "مبادرة عقد "مؤتمر دولة لمكافحة معاداة السامية" في دولة بمشاركة شخصيات من اليمين المتطرف من أوروبا، أقل ما يوصف بأنه حدث غبي وجاهل، بل إن هذه المفردات تحمل كثيرا من المجاملة، كما أن اعتباره خطوة تُمثل مشهدًا من التجاوزات أقل ما يُقال بشأنه، عقب دعوة شخصيات من اليمين المتطرف من أوروبا، معظمهم معروفون بمعاداتهم الصريحة للسامية".

وأضاف في مقال ترجمته "عربي21"، أن "الدعوة جاءت من وزير يهود الشتات، عميحاي شيكلي، الذي أثبت أنه في هذا المنصب لا تربطه صلة وثيقة بيهود الشتات، ولا قرابة خاصة، ولا اهتمام خاص، أو قلق بشأن ما يحدث في مجتمعاتهم الخارجية، وقد أثبت في مبادرته لعقد هذا المؤتمر أنه لا يملك أدنى فكرة عن ماهية معاداة السامية بالمعنى الحقيقي، ولا يملك أدنى معرفة بتاريخ الظاهرة، وتأثيرها المميت على حياة اليهود". 

وأشار إلى أن "الدعوات التي وجهها المؤتمر فضحت أمر الوزير شيكلي، بأنه جاهل وغير مُلِم بمعالجة المصادر اليهودية لكراهية اليهود، وهي المعنى الأصلي والحقيقي لمعاداة السامية، بدليل أنه يدعو للمؤتمر من لديهم سجل طويل في كراهية اليهود، من اليمينيين المتطرفين في أوروبا، ما يجعلنا أمام حدث خطير، وتهديد حقيقي لليهود في تلك القارة".

اظهار أخبار متعلقة



وضرب على ذلك أمثلة من الشخصيات المدعوة لهذا المؤتمر، مثل "القومي اليميني هيرمان تريش، عضو البرلمان عن حزب "الديمقراطيين السويديين"، المعروف بمواقفه المعادية للسامية، وتشارلي فايمرز، وممثلون آخرون لأحزاب قومية يمينية متطرفة، ما يجعلنا أمام وزير إسرائيلي اتّبع هوايةً غير مألوفة تعتمد بناء علاقاتٍ وتواصلٍ مع ممثلي اليمين المتطرف في أوروبا، بمن فيهم المعروفون بمعاداتهم للسامية، ويحملون سجلاً حافلاً من التصريحات المعادية لليهود". 

واستدرك بالقول إنه "في حال انعقاد المؤتمر في الأيام القادمة، ستُلقي مارين لوبان خطاباً ضد معاداة السامية، وسيشيد جوردان بارديلا بعملية الجيش في غزة، وسيُدين مظاهر معاداة السامية، ويتوقع أن يشارك الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلاي، الذي سيُندد هو الآخر بالظاهرة".

وأكد أن "أبراهام فوكسمان، رئيس رابطة مكافحة التشهير لسنوات، المعروف عالميًا بأنه مرجعية مرموقة في مكافحة معاداة السامية، لوصف المؤتمر بأنه "سيُشرعن معاداة السامية"، ما جعله يعلن إلغاء مشاركته فيه، لأنه لم يكن على علم بالمشاركين الآخرين فيه، وبعد أن علم بهم، قرر الانسحاب، وكذلك فعل رئيس جمعية الصداقة الألمانية الإسرائيلية، فولكر بيك، وهو عضو سابق في البرلمان، بسبب مشاركة قوى اليمين المتطرف في أوروبا به، لأن ذلك سيكون له عواقب سلبية على مكافحة معاداة السامية".
 
وختم بالقول إن "وزير الشتات المبادر والمنظم لهذا المؤتمر، علم أو لم يعلم، أنه سيؤدي لتأجيج وتعميق وتكثيف الانفصال والصدع والمسافة بين دولة الاحتلال والمجتمعات اليهودية حول العالم، بما فيها المجتمع اليهودي الكبير في الولايات المتحدة".

التعليقات (0)