سياسة دولية

NYT: حلفاء ترامب يدافعون عن تعجله لحل النزاعات ونقاده يقولون إنه لا يجدي

استخدم مع رجاله أساليب تشبه الحرب الخاطفة لتفكيك البيروقراطية- جيتي
استخدم مع رجاله أساليب تشبه الحرب الخاطفة لتفكيك البيروقراطية- جيتي
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تقريرا لمراسلها لشؤون البيت الأبيض، مايكل دي شير، قال فيه إنّ "حلفاء ترامب يقولون إن نهج إغراق المجال يعمل. فيما يرى النقاد أنه لن يقود إلى حلول مستقرة ودائمة لنزاعات العالم. وبخاصة في غزة وأوكرانيا ومع إيران".

وتابع التقرير الذي ترجمته "عربي21" بأنه "عندما يتعلق الأمر بنزاعات العالم، يبدو أن ترامب رجل متعجّل. وحتى في حفل تنصيبه في كانون الثاني/ يناير، وصف وقف إطلاق النار في غزة بأنه ملحمي". 

وأوضح: "ثم سارع ترامب إلى إقناع أوكرانيا وروسيا بسرعة لقبول وقف إطلاق النار. أما مع إيران، فيريد التوصل إلى اتفاق خلال شهرين؛ لمنع طهران من تطوير سلاح نووي".

"كل هذه الخطوات محاولة من الرئيس لإغراق المجال فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، حيث استخدم مع رجاله أساليب تشبه الحرب الخاطفة لتفكيك البيروقراطية الأمريكية، وترسيخ السلطة التنفيذية، ومهاجمة خصومه السياسيين"، بحسب التقرير نفسه.

ومضى بالقول: "أما على الساحة العالمية، فقد تبنّى ترامب نهجا في السياسة الخارجية يتسم بالتسرع ومن أجل حل النزاعات التي ورثها وبسرعة"، مردفا: "إلّا أن نفاد صبره الدبلوماسي يصطدم بتعقيدات الحرب والسلام، ما يثير تساؤلات حول ديمومة ما حققه حتى الآن".

وأبرز: "انهار وقف إطلاق النار في غزة. ورفض الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اقتراح ترامب بوقف إطلاق نار فوري مدة 30 يوما. ويبدو أن الاتفاق النووي الإيراني، الذي يشبه الاتفاق الذي انسحب منه خلال ولايته الأولى، لا يزال بعيد المنال، رغم سعيه للتوصل إلى اتفاق سريع".

وفي السياق نفسه، نقلت الصحيفة عن المفاوض السابق في شؤون الشرق الأوسط والزميل في وقفية كارنيغي للسلام الدولي، آرون ديفيد ميلر، قوله إنّ "أسلوب ترامب في العمل هو أن يكون دائما في عجلة من أمره، يبحث عن صفقة، عن أمر مؤقت، عن أمر وقتي".

اظهار أخبار متعلقة


وأضاف ميلر: "السياسة الخارجية الأمريكية في أوكرانيا وغزة وإيران، لا تقاس بسنوات حكم الإدارات، بل وبالأجيال"، متابعا: "التسرع في إيجاد حل أمر محفوف بالمخاطر، لأنه في عجلة من أمره لتحقيق نتائج، وهو يخطئ نوعا ما في تشخيص المشكلة".

وبحسب التقرير، فإنّ حلفاء الرئيس الأمريكي يرفضون هذا التقييم، ويجادلون بأن نهجه يهدف إلى خلق زخم؛ لمحو ما يطلقون عليه "النظام الدولي القائم على القواعد"، الذي هيمن على السياسة الخارجية العالمية لعقود. 

واسترسل بأنّه بالإضافة إلى إيران ودولة الاحتلال الإسرائيلي وأوكرانيا، يشيرون إلى أن ترامب صدم العالم بتهديداته باستخدام القوة للسيطرة على كل من غرينلاند وقناة بنما.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول الإستراتيجيات السابق في ولاية ترامب الأولى، ستيفن كي بانون، قوله: "من الناحية الجيوسياسية، كل شيء بنزين، بلا فرامل". وأضاف أنّ "الرئيس يرسل مساعدين، أو ما يسميهم "قوات الصدمة"؛ لمواجهة الصراعات العالمية بسرعة، وبنفس الطريقة التي نشر بها إيلون ماسك ووزارة كفاءة الحكومة التابعة له داخل الحكومة الفدرالية".

ويقول بانون: "ما يفعله في المجال الجيواستراتيجي والجيواقتصادي، يتفوق بشكل كبير جدا عن ما يفعله في السياسة المحلية، ولو نظرت في جميع المجالات لرأيت أن الوسيلة لهذا الجنون عميقة، وذات معنى، وستترك تداعيات على الأمن القومي".

ووفقا للصحيفة، فإنّ "الرئيس حاول جاهدا بناء زخم داخل الصراعين العالميين الأكثر سخونة في الآونة الأخيرة: القتال الذي استمر عاما في غزة، والحرب التي استمرت ثلاث سنوات، والتي بدأت بغزو روسيا لأوكرانيا. وحمّل ترامب مسؤولية الصراعين لسلفه جو بايدن، وفشله في منع حدوثهما والتحرك سريعا لحلهما".

"في خطابه أمام جلسة مشتركة للكونغرس، في وقت سابق من هذا الشهر، قال ترامب إن الكثير من الأمور تحدث في الشرق الأوسط. وفي ما يتعلق بالصراع في أوكرانيا، أعرب عن نفاد صبره، بالقول: حان الوقت لوقف هذا الجنون، حان الوقت لوقف القتل، حان الوقت لإنهاء هذه الحرب العبثية" بحسب التقرير ذاته الذي ترجمته "عربي21".

اظهار أخبار متعلقة


وقال مؤسس مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية، كليفورد د مي، إنّ "ترامب يبدو حريصا على تجاوز الأزمات العالمية حتى يتمكن من تركيز اهتمامه على أمور أخرى، فهو يفضل مواصلة حربه ضد الصحوة وضد الهجرة، ويريد التخلص من هذا".

وأضاف مي، أنّ "اندفاع ترامب لحل الحرب في أوكرانيا قد اصطدم بعقبة كبيرة، وتمثلت في بوتين". فيما أشار التقرير إلى أنه في مكالمة هاتفية، الثلاثاء، عرقل الزعيم الروسي رغبة ترامب في التوصل إلى اتفاق سريع لوقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا، ووافق فقط على وقف الهجمات على البنية التحتية للطاقة.

وقال مي إنّ "بوتين الذي يستغل رغبة ترامب في حل سريع يتعمد إبطاء جهود الرئيس الأمريكي لزعزعة الوضع الراهن الذي استمر طوال الحرب"، مردفا: "قد يكون عامل الزعزعة مفيدا في بعض الحالات". 

وأبرز: "لكن عندما لا ينجح، كما هو الحال مع شخص مثل بوتين الذكي والصبور والذي يدرك ما تفعله، ويحاول التلاعب بك، فقد تضطر حينها إلى التراجع والقول: حسنا، ما هي الخطة البديلة هنا؟".

وتابع التقرير بأنّه "في حرب غزة، استخدم ترامب مواقع التواصل الاجتماعي للدفع من أجل هدنة وقبل أيام من توليه الحكم. وظل حتّى استئناف الهجمات الإسرائيلية على غزة هذا الأسبوع، يشيد بجهوده في صنع السلام، حتى أنه تساءل أمام الصحفيين إن كان يستحق جائزة نوبل للسلام عن عمله. وأضاف: لن يمنحوني إياها أبدا".

ويعتقد مراقبون للسياسة الخارجية الأمريكية، بحسب التقرير، أنّ "العجلة فيها ميزات، خاصة عندما يتعلق الأمر بالدبلوماسية العالمية، مع أن هذا قد يؤدي للتسرع واتخاذ إجراءات لا تستند على معلومات موثوقة".

اظهار أخبار متعلقة


وقال الأستاذ الفخري لدراسات الحرب في كينغز كوليج بلندن، لورانس فريدمان، إنّ "المشكلة في رغبة الرئيس بإلحاح تكمن في أنها تقلل من العمل التفصيلي، الذي عادة ما يكون مرهقا، والذي يتطلبه حل النزاعات طويلة الأمد".

وأضاف فريدمان: "يعتقد أنه لو بالغت بالتبجح، ثم لم يوافق الناس على ما تقول، فإنك تستطيع التركيز على ما تريد فعله حقا. ولأنه لا يستند إلى تقييم جاد للوضع وللمشاكل المطروحة، فإنه لا يحقق نتائج".

إلى ذلك، يرى ميلر أنّ "ترامب لا يعبر اهتماما بالحلول طويلة الأمد أكثر من اهتمامه بالنتائج السياسية قصيرة الأمد، والتي يحصل عليها من الإعلان عن الإنجاز، لديك رجل غير صبور ومتسرع بشكل غير معقول، حيث السرعة أهم من السياسة".
التعليقات (0)

خبر عاجل