حقوق وحريات

"العفو الدولية" تطالب بإلغاء أحكام قضية "التآمر" بتونس.. "تصفية سياسية"

قالت المنظمة إن المحاكمة شابتها خروقات إجرائية خطيرة وافتقرت لشروط المحاكمة العادلة- عربي21
قالت المنظمة إن المحاكمة شابتها خروقات إجرائية خطيرة وافتقرت لشروط المحاكمة العادلة- عربي21
طالبت منظمة العفو الدولية، الاثنين، السلطات التونسية بإلغاء جميع الأحكام الصادرة في حق المتهمين في ما يعرف بـ"ملف التآمر"، مؤكدة أنها "تصفية سياسية"و"انحراف خطير"، مطالبة بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلين.

والسبت، أصدرت محكمة تونسية أحكامها في ما يعرف بـ"ملف التآمر"، وتجاوزت في مجموعها الـ800 سنة، وتراوحت بين 13 عاما و66 عاما وشملت أكثر من 40 شخصا أغلبهم سياسيون ورجال أعمال.

اظهار أخبار متعلقة


وقالت منظمة العفو الدولية إن "الإدانات الجماعية لناشطين معارضين بعد محاكمة صورية تمثل لحظة خطيرة في تونس"، معربة عن "صدمتها الشديدة إزاء الأحكام القاسية".

واعتبرت المنظمة أن "هذه المحاكمة تمثل تصعيدًا خطيرًا في استهداف الأصوات المعارضة، وانحرافًا غير مسبوق عن مبادئ الإنصاف والعدالة".

وأكدت المنظمة في بيان لها، أن "المحاكمة شابتها خروقات إجرائية خطيرة، وافتقرت إلى شروط المحاكمة العادلة، حيث تم الاعتماد على تهم غير مثبتة وأدلة واهية، ما يدل على استعمال هذه المحاكمة كأداة لتصفية الخصوم السياسيين".

وطالبت العفو الدولية بإلغاء الأحكام القضائية، وضمان محاكمة عادلة مع الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الأشخاص المحتجزين بسبب ممارستهم السلمية لحقوقهم، بما في ذلك حرية التعبير، وحرية التجمع، وتكوين الجمعيات، تماشيًا مع التزامات تونس بموجب العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.

كما أنها دعت إلى ضمان استقلال السلطة القضائية عن السلطة التنفيذية، ووقف كل أشكال التدخل السياسي في سير العدالة، وفقًا للمبادئ الأساسية بشأن استقلال السلطة القضائية التي اعتمدتها الأمم المتحدة.

وقال بسام خواجا، نائب مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: "لم توفر المحكمة التونسية للمتهمين حتى مظهر المحاكمة العادلة، وحكمت عليهم بالسجن لفترات طويلة بعد محاكمة جماعية لم يتمكنوا فيها من عرض قضيتهم بشكل كاف. توضح السلطات التونسية أن أي شخص يشارك في المعارضة السياسية أو النشاط المدني يواجه خطر السجن لسنوات بعد محاكمة متسرعة دون مراعاة الأصول القانونية".

يشار إلى أن الأحكام قد لاقت رفضا وتنديدا واسعا ووصفت بـ"الانتقامية" و"الصادمة".

وأعلنت جبهة "الخلاص" التونسية المعارضة، رفضها للأحكام الصادرة السبت، المتعلقة بما يعرف بملف "التآمر على أمن الدولة"، والذي تراوحت فيه الأحكام بين 13عاما و66 عاما، وطالت أكثر من 40 شخصا، أبرزهم سياسيون ورجال أعمال، معتبرة أنها "انتقامية" و"وصمة عار".

فيما وصف محامي الدفاع فوزي جاب الله، الأحكام الصادرة، في تصريح سابق لـ"عربي21" بـ"الانتقامية الشرسة التي لا تسلط حتى على عتاة المجرمين".

اظهار أخبار متعلقة


وتتعلق التهم بارتكاب جرائم أهمها "التآمر على أمن الدولة الداخلي والخارجي، وتكوين وفاق إرهابي له علاقة بالجرائم الإرهابية والانضمام إليه".

يضاف إلى ما سبق من تهم "ارتكاب الاعتداء المقصود به تبديل هيئة الدولة أو حمل السكان على مهاجمة بعضهم بعضا بالسلاح، وإثارة الهرج والقتل والسلب بالتراب التونسي المرتبطة بجرائم إرهابية والإضرار بالأمن الغذائي والبيئة".

التعليقات (0)