أعلنت
وزارة الدفاع التركية أن القوات الخاصة التركية والمصرية نفذت تدريبات مشتركة في أنقرة
بين 21 و29 نيسان/ أبريل الماضي، وشملت التدريبات القتال في المناطق المأهولة، وعمليات
القنص، والإسعاف الميداني، والقفز المظلي، والهجمات والإخلاء بواسطة المروحيات، والمهام
الاستطلاعية الخاصة، بحسب صحيفة "
زمان" التركية.
وهذه
أول تدريبات ثنائية بين البلدين منذ تطبيع العلاقات تموز/ يوليو 2023.
اظهار أخبار متعلقة
"مصر
والصين"
وفي
19 نيسان/ أبريل الماضي، ولأول مرة على الأراضي المصرية، وفي خطوة غير مسبوقة، انطلقت
فعاليات التدريب الجوي المصري
الصيني المشترك (نسور الحضارة-2025) بمشاركة عدد من الطائرات
المقاتلة متعددة المهام من مختلف الطرازات لعدة أيام بإحدى القواعد الجوية المصرية،
بحسب صفحة
وزارة الدفاع المصرية.
تلك
المناورات تحل في توقيت تشهد فيه العلاقات الصينية الأمريكية توترا على خلفية فرض الرئيس
الأمريكي دونالد ترامب خلال الشهر الماضي رسوما جمركية على الواردات الصينية، ما قابلته
بكين بإجراءات مماثلة، ما فاقم أجواء الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
وهو
التوقيت الذي رأى فيه مراقبون جرأة مصرية بمواجهة واشنطن التي يفجر رئيسها دونالد ترامب
من آن إلى آخر قنبلة في وجه الإدارة المصرية، بينها إعلان رغبته خلال كانون الثاني/
يناير الماضي في تهجير أهالي قطاع غزة إلى مصر، والتلويح بورقة العقوبات الاقتصادية
والحرمان من المعونة الأمريكية.
كما
أثارت المناورات الصينية المصرية توترا في "إسرائيل"، خاصة مع ظهور طائرات
شبحية استخباراتية صينية في شبه جزيرة سيناء، بالقرب من قطاع غزة وحدود الأراضي الفلسطينية
المحتلة، ما رأت فيه تقارير صحفية إسرائيلية محاولة تجسس على تشكيلات الجيش الإسرائيلي.
"مصر
وروسيا"
وفي
14 نيسان/ أبريل الماضي، أعلنت القوات المسلحة الروسية أن قوات روسية مصرية أجرت مناورات
بحرية عسكرية مشتركة بالبحر المتوسط، من 6 إلى 10 نيسان/ أبريل الماضي، بمشاركة سفن
وسفن دعم تابعة للبحرية الروسية والقوات البحرية المصرية.
المناورات
الدورية المعتادة منذ العام 2015، شاركت فيها الفرقاطة الروسية "الأدميرال غولوفكو"،
وناقلة النفط البحرية المتوسطة "فيازما"، وطائرة الهليكوبتر "كا-27"،
والفرقاطة "الجلالة"، وزورقي الصواريخ "فؤاد زكري" و"محمود
فهمي"، بالإضافة إلى طائرات مصرية من طراز "إف-16".
تأتي
تلك التدريبات، وفق رؤية الباحث في الشؤون العسكرية محمود جمال، في وقت يكثف فيه الجيش
المصري من تدريباته المشتركة في المدّة الأخيرة في ظل الوضع الإقليمي المضطرب وسعي
العدو الصهيوني لتنفيذ مخططات تهجير الفلسطينيين لمصر ودول أخرى وتصفية القضية الفلسطينية.
وأيضا،
تأتي تلك المناورات العسكرية في ظل إعلان ترامب السبت الماضي، رغبته مرور السفن الأمريكية
العسكرية والتجارية من قناة السويس دون دفع رسوم، وبعد أيام من تسريبات صحفية عن عرض
سعودي لواشنطن ببناء قواعد عسكرية أمريكية على جزيرتي "تيران وصنافير" بمدخل
خليج العقبة الجنوبي، بما يهدد الأمن القومي المصري، وفق سياسيين مصريين.
اظهار أخبار متعلقة
"رد
الفعل الإسرائيلي"
كشفت
تقارير إعلامية إسرائيلية عن حالة قلق متصاعدة في تل أبيب من المناورات الجوية المصرية
الصينية بشكل خاص، وذلك إثر مشاركة طائرات صينية من طراز "Y-20A" والتي تحمل
أكثر من 60 طن من المعدات العسكرية الثقيلة.
وفي
تعليقها على المناورات المصرية الصينية، قالت صحيفة "معاريف" العبرية إن
العلاقات الإسرائيلية المصرية تمر بأكبر أزمة لها منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وتوقع
موقع "ناتسيف.نت" العبري أن يكون أمر تلك الطائرات العملاقة من طراز
"Y-20A"، متعلقا بالترتيبات اللوجستية ونقل أنظمة أسلحة حديثة لجيش مصر،
مشيرا أيضا إلى مشاركة طائرات مقاتلة صينية من طراز "J-10"، والتي تم
رصدها بالمجال الجوي لسيناء.
ولفت
إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها رصد هذا النوع من الطائرات الصينية الحديثة
بالمجال الجوي المصري بشكل علني، ما يمثل تعاونا عالي الجودة بين الجيشين، وذلك في
وقت تشهد منطقة الشرق الأوسط إعادة تشكيل للتوازنات والتحالفات وسط تصاعد المنافسة
الدولية على النفوذ بها.
وكشف
الموقع العبري في تقرير آخر، عن إطلاق "إسرائيل" طائرات استخباراتية بالمقابل،
مؤكدا أنه على خلفية التدريبات الجوية، حلقت طائرة إسرائيلية لجمع المعلومات الاستخباراتية
فوق المناطق المجاورة لقطاع غزة وجنوب سيناء، ولمراقبة وتحليل إشارات الاستخبارات الإلكترونية
المتعلقة بالنشاط الجوي غير المعتاد بالمنطقة.
"البديل
الصيني يقلق تل أبيب"
وفي
السياق، قال تقرير لموقع "الدفاع العربي"، إن المناورات الجوية المشتركة
بين مصر والصين تثير قلق تل أبيب، وتعتبرها "غطاء لتحركات استخباراتية بالغة التعقيد".
ولفت
إلى أن التقارير الإسرائيلية أشارت إلى أن "طائرة الاستطلاع الصينية فائقة التطور
قدّمت للقوات المسلحة المصرية صورا حية للانتشار الإسرائيلي على الحدود، مكّنت القاهرة
من بناء تصور محدث ومتكامل للتحركات الإسرائيلية وطرق تنفيذها للمهام العملياتية في
المناطق المتاخمة للحدود المصرية".
ونقل
الموقع المتخصص في الشؤون العسكرية عن الخبير العسكري المصري اللواء محمد عبدالواحد،
قوله إن "إسرائيل تتخوف من الوجود الصيني في مصر خاصة في ظل الحديث المتزايد عن
صفقات مرتقبة بين القاهرة وبكين لشراء طائرات قتالية متطورة".
ومن
آن إلى آخر، تسمح الولايات المتحدة للجيش المصري بصفقات سلاح، إلا أن تدخلات إسرائيلية
تجري بشكل دائم للحفاظ على تفوق تسليح جيش
الاحتلال، وهو ما تمثل بشكل لافت في تجميد
صفقة حصول مصر على 20 مقاتلة شبح "إف-35" الأمريكية.
وفي
مقابل قيام واشنطن بفرض قيود على الأسلحة المتقدمة وقطع الغيار والدعم الفني وتحديثات
البرامج، وعدم تشغيل مقاتلات "F-16" دون الحصول
على موافقة أمريكية لكل عملية إقلاع، ينوع الجيش المصري بشكل كبير في مصادر تسليحه.
وبين
روسيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا هناك توجه مصري مؤخرا نحو الصين، التي باعت
لمصر طائرات "جي–31" الشبحية، المنافس للطائرات الشبحية الأمريكية مثل
"إف-35"، كما اشترت مصر مقاتلات
"J-10C" الصينية العام الماضي.
وفي
أحدث الأنباء في هذا الإطار يقوم الجيش المصري باختبار طائرة الإنذار المبكر الصينية
(KJ-500) ضد أنظمة الرادار الإسرائيلية من نوع (AESA) بمحاذاة الحدود،
بهدف تقييم مدى قدرتها على الكشف والتشويش والاعتراض الإلكتروني، وذلك قبل تقديم عرض
لشرائها، لتعزيز قدرات مصر بمجال الحرب الإلكترونية والإنذار المبكر.
"خطوات
وتوجهات حتمية"
وفي
قراءته لدلالات تتابع وتوقيت إجراء الجيش المصري 3 مناورات عسكرية مع 3 جيوش قوية ومنافسة
للجيش الأمريكي وهي روسيا والصين وتركيا، قال السياسي المصري الدكتور عمرو عادل:
"من الواضح أن المنطقة بأكملها تحتاج إلى إعادة تنظيم وتوزيع لمراكز القوة، وهذا
في إطار الصراعات المحتدمة حاليا في كل العالم".
رئيس
المكتب السياسي للمجلس الثوري المصري، وفي حديثه لـ"عربي21" أضاف:
"ربما من لا يستطيع التموضع بشكل صحيح خلال الفترة القادمة قد يخسر وجوده بأكلمه،
أو على الأقل تتحول الدولة إلى منطقة موبوءة بالصراعات والفقر والجوع والفوضى".
ضابط
الجيش المصري السابق، أوضح أنه "منذ ما يقرب من 50 عاما راهن النظام المصري على
عدة مقدمات منها السلام مع الكيان الصهيوني، والانسحاب من النظام العربي والإقليمي،
بل والمعاونة في تفكيكه، وأيضا العداء مع القوى الإقليمية، تركيا وإيران ومن بعيد باكستان".
ويرى
أن "القضية ليست فقط قضية مجتمع إسلامي ولكن هذه القوى هي الامتداد الطبيعي للأمن
القومي المصري، وحتى لو كانت هناك اختلافات بينها، فمن الضروري إقامة جسور وتحالفات
أو تعاون على أقل تقدير حتى مع الاختلاف حفاظا على وحدة وتماسك المنطقة".
وكشف
أن "هذا لم يحدث؛ وتحرك النظام المصري بكل أوراقه في اتجاه الغرب وأمريكا على
وجه الخصوص"، معتقدا أن "هذه الخطوات الجديدة في الميل إقليميا ودوليا لتوجهات
بعيدة نسبيا عن الخط الصهيوني الأمريكي كانت حتمية ولكن منذ زمن طويل".
ورغم
ذلك يرى عادل أنها "الآن متأخرة للغاية بعد بداية المشروع الأمريكي الصهيوني لإعادة
ترتيب المنطقة".
"هل
تنجح؟"
وتساءل:
"هل ستنجح تلك المحاولات المتأخرة في حماية مصر أو المجال الحيوي المحيط بها؟"،
ليجيب بقوله: "هذا سؤال يصعب الإجابة عليه، ولكن يبقى صمود المقاومة الفلسطينية
في غزة هو العامل الرئيسي في قدرة النظام المصري في الحفاظ على نفسه، وعلى الحد الأدنى
من أمن البلاد".
وتابع:
"لطالما قلنا أن دعم المقاومة في فلسطين ليس فقط بدافع العروبة أو الجوار أو الدين
ولكنه وحدة المصير الحتمي".
وذهب
للقول إن "النظام المصري إذا كان حقا يشعر بخطر وجودي فعليه ليس فقط تغيير سياسته
الخارجية وتحالفاته وأولوياته؛ بل عليه تغيير سياساته الداخلية في التعامل مع الشعب،
وسياسته في إدارة السلطة وحتمية مشاركة الجماهير بها، وفتح المجال العام حتى لو كان
جزئيا".
ويرى
أنه "لو كانت هذه الإجراءات تشير حقا إلى إحساس حقيقي بالخطر وليست مناورات، فهذا
دليل على وجود البعض ممن يدرك خطورة الفترة المقبلة على مصر".
وختم
مؤكدا أنه "عليه أن يكمل في اتجاه بناء ترميم المجتمع المصري المتداعي اجتماعيا
وسياسيا واقتصاديا؛ لأن المجتمعات المتداعية لا تصلح لصراع ولا قتال ولا نضال نحتاجه
جميعا في السنوات القليلة القادمة".
"رسالة
إلى واشنطن"
وفي
رده على تساؤلات "عربي21"، قال الباحث المصري في الشؤون الأمنية أحمد مولانا:
"في ظل الضغوط الأمريكية لتهجير أهل غزة، وطلب المرور مجانا في قناة السويس للسفن
الأمريكية، يبدو أن النظام المصري يريد إرسال رسائل بأن لديه خيارات أخرى منها التقارب
مع الصين".
وفي
حديثه لـ"عربي21"، أوضح أن "المناورات مع روسيا تتكرر سنويا باسم (حماة
الصداقة)، منذ العام 2015 وليست جديدة، لكن المناورات الجوية مع الصين تحدث للمرة الأولى".
وبين
أن "المناورات المصرية مع تركيا، بدأت تتزايد مؤخرا، لكنها لا تتجاوز في رأيي
الأبعاد الثنائية للعلاقات بين البلدين".
ويرى
مولانا، أن لهذه المناورات مع الصين وتركيا بشكل خاص علاقة بما يجري من تحريض إسرائيلي
على تصاعد حضور الجيش المصري في سيناء، وأن بها رسالة واضحة لـ"إسرائيل"،
لكنه أكد أنه ورغم ذلك فإن "إسرائيل متمادية في تغولها بالمنطقة".
ويعتقد
الباحث المصري بوجود ضغوط أمريكية على مصر للمشاركة في عملياتها ضد جماعة الحوثي في
اليمن، وأن القاهرة ترفض المشاركة، مبينا أن "واشنطن تضغط على القاهرة بما يلبي
مصالحها"، ملمحا إلى أن الموقف لم يتعد الضغط ولم يصل لمرحلة الغضب الأمريكي من
مصر، مؤكدا أن "الغضب الأمريكي كان سيتجلى في شكل آخر من التعامل".
اظهار أخبار متعلقة
"ليس
لمواجهة إسرائيل"
وقال
الخبير في الشؤون العسكرية العميد السابق بالجيش المصري عادل الشريف، إن مناورات الجيش
المصري مع روسيا وتركيا والصين هي: "خطة إشغال بوجه عام وتنشيط للقوات وتجهيزها
لمسرح عمليات بتخطيط أمريكي".
الشريف،
وفي حديثه لـ"عربي21"، أشار إلى أن هذا التجهيز يأتي وفق "احتمال دفع
الجيش المصري لحرب اليمن وإيران بالوكالة عن أمريكا وإسرائيل".
ونفى
"تصور احتمال القيام بأعمال عدائية عسكرية ضد أمريكا وإسرائيل"، واصفا إياه
بأنه "تصور منحرف وليس خاطئا فقط".