سياسة دولية

المستوطنات تُغذي الكراهية.. كيف يهدّد الاحتلال الإسرائيلي نفسه ويشجع المقاومة؟

سلوكيات الاحتلال ضد الفلسطينيين تُهدّد وجود الإسرائيليين- الأناضول
سلوكيات الاحتلال ضد الفلسطينيين تُهدّد وجود الإسرائيليين- الأناضول
نشر موقع "ويللا" العبري، مقالا، للأمين العام لأرشيف دولة الاحتلال الإسرائيلي، يعكوف لاتسوفيك، جاء فيه: "لا يتردّد الإسرائيليون في الاعتراف بأن المستوطنات، ونقاط التفتيش أمام الفلسطينيين، والخوف من العنف الإسرائيلي ضدهم، جزء من حياتهم اليومية، ما يعتبر بحدّ ذاته وقودا لنيران الكراهية، وحافزا لمزيد من المقاومة".

وأوضح لاتسوفيك، في المقال الذي ترجمته "عربي21" أنّه: "بالتالي فإن الانسحاب من غزة، ووقف الحرب فيها، وإطلاق سراح الأسرى، يُسهّل تعافي المجتمع الإسرائيلي، لكن الحكومة لا تسمح بذلك".

وأكد أنّ: "سلوكيات الاحتلال ضد الفلسطينيين تُهدّد وجود الإسرائيليين في الدولة، وحان الوقت للقول بوضوح إنه لا داعي لأن تُسفك المزيد من الدماء في المستقبل، لأن المقاومة الفلسطينية موجودة بالفعل، وعلى كل حال، لكن السياسة الإسرائيلية تُغذّيها بسبب اضطهادها للفلسطينيين".

وتابع بالقول إنّ: "كراهية الفلسطينيين للإسرائيليين نابعة من وجودهم هنا على أرضهم، رغم أن قليلا جدًا من الإسرائيليين يعتبرون أننا نشجع كراهية الفلسطينيين لنا، ونزيد من إصرارهم، ونُضعِف نزعات التسوية والمصالحة التي قد توجد في مراحل مختلفة".

وأردف: "الإسرائيليون مطالبون بأن يكونوا واقعيين، فقد أُقيم المشروع الاستيطاني على أراضٍ فلسطينية خاصة، وأراضٍ عامة شكلت لهم مستودع تنميتهم المستقبلية، لكن النظام الاحتلالي أجاز استخدامها، وإقامة المستوطنات عليها، ما جعل الفلسطينيين يعيشون كل يوم في نظام يبدأ ولا يتوقف من الحصول على التراخيص والمحظورات".

"لا يملكون أي سيطرة على أراضيهم، وإذا اشتبه في قيامهم بنشاط معادٍ للاحتلال، يتم اعتقالهم، واستجوابهم، ومحاكمتهم في نظام قضاء عسكري، وهو نظام لا يقبله أي إسرائيلي على نفسه" تابع الأمين العام لأرشيف دولة الاحتلال الإسرائيلي.

وأوضح أنه "إذا قتل مقاوم فلسطيني مستوطنين، فإن عائلته ستفقد منزله، وحركتهم ستكون مُقيّدة، لأن القيود المفروضة على حركة الفلسطينيين أشد وطأة، نتيجة للتعسف الإسرائيلي، ولا يكاد أي إسرائيلي يسأل نفسه عن تكلفة التحكم في الحياة اليومية للفلسطينيين من حيث المستوطنات، والتراخيص التعسفية، ونقاط التفتيش.. وكلها طقوس باتت جزءًا من الحياة اليومية للفلسطينيين، وتُؤجّج نار الكراهية، وتدفع لمزيد من المقاومة".

اظهار أخبار متعلقة


واستنكر أنه "لم يسمع قط متحدثًا حكوميًا أو زعيمًا للمستوطنين يدعو لضبط النفس في المستوطنات، أو تخفيف عبء الاحتلال على الفلسطينيين لمنع أي عنف مستقبلي، أو لتشجيع العناصر الفلسطينية المعتدلة".

وختم بالقول: "بل يدعون فقط لإجلاء القرويين الفلسطينيين من أراضيهم لصالح المستوطنات، وإساءة معاملة السائقين الفلسطينيين، وتفجير منازلهم، واحتجازهم إداريًا، ومضايقتهم باستمرار، بزعم أن كل ذلك يُعزّز أمن الاحتلال، رغم أن كل هذه الممارسات تُهدّد وجودنا، وتُؤجّج كراهية الفلسطينيين كل يوم".
التعليقات (0)