عاد الجدل إلى
الساحة الكروية الأوروبية مع تزايد الحديث عن الضمادات التي يظهر بها عدد من لاعبي
برشلونة الإسباني، لا سيما مع تألقهم اللافت هذا الموسم، وتتويجهم بعدة ألقاب
أبرزها الدوري الإسباني وكأس الملك، مما أثار تساؤلات عن سر هذه الضمادات وهل هي مجرد
عادة أو "خرافة رياضية"، أم وسيلة لإخفاء سلوك غير قانوني؟.
وانطلقت الشرارة
من تقرير نشرته صحيفة "فوتبول جيت" الإسبانية، ألمحت فيه إلى أن بعض
اللاعبين قد يستخدمون منشطات أو عقاقير محظورة يتم إخفاؤها داخل ضمادات المعصم،
مشيرة تحديدًا إلى أسماء مثل
لامين جمال، ورافينيا، وليفاندوفسكي، وفرينكي دي
يونغ، وادعت أن المادة المحتملة تسمى "تروفوديرمين"، وهي عقار يمكن
امتصاصه عبر الجلد.
وأثار طبيب ريال
مدريد السابق، نيكو ميهيتش، الشكوك حين قال لصحيفة ماركا الإسبانية: "لماذا
يضعون الضمادات باستمرار؟ من غير المنطقي أن تكون فقط للحماية، المعصم هو أسهل
مكان للوصول إلى الوريد"، حيث فسرت تصريحاته على أنها اتهام مبطن بوجود سلوك
غير مشروع.
اظهار أخبار متعلقة
وفي المقابل،
جاءت ردود فعل طبية تنفي هذه الادعاءات، حيث صرح طبيب نادي كالياري الإيطالي ونائب
رئيس اتحاد الأطباء الرياضيين، الدكتور ماركو سكورو، لصحيفة "لاغازيتا ديلو
سبورت" بأن "الضمادات غالبًا ما تُستخدم لدعم معصم مصاب، أو كروتين
اعتاد عليه اللاعبون، ولا علاقة لها بأي تعاطٍ".
وعلقت شبكة
"ريليفو" الإسبانية بأن الأمر في معظمه يرتبط بعادات نفسية أو
"خرافات رياضية" تحولت إلى طقس شخصي.
وتزامن هذا
الجدل مع قيام الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (UEFA) بإجراء فحوصات مفاجئة على لاعبي
برشلونة في تشرين الأول/ أكتوبر 2024، دون تسجيل أي حالة إيجابية، وأكدت المصادر
الطبية للاتحاد أن الفحوصات كانت صارمة، وأن كل النتائج جاءت نظيفة، وهو ما يُعد
بمثابة نفي رسمي ضمني.
ومن جانبهم رد نجوم
برشلونة أنفسهم بطريقتهم الخاصة، حيث أشار رافينيا، بعد تسجيله هدفين في شباك ريال
مدريد خلال الكلاسيكو، بيده إلى الضمادة، في إشارة فهمها البعض كـ"رد
ساخر" على الاتهامات، أما لامين جمال، فظهر بصورة على "إنستغرام"
بعد مباراة إنتر ميلان في دوري الأبطال وهو يبرز الضمادة، ليزيد من التفاعل مع
القضية.
وفيما ينقسم
الجمهور بين مصدق ورافض، تبقى الحقيقة رهن الأدلة الطبية، التي حتى الآن لم تُثبت
أي انتهاك. وبين الشكوك، تبقى الضمادات لغزًا مفتوحًا بين "الخرافة
والواقع"، حتى إشعار آخر.