مقالات مختارة

بدعم ترامب… نتنياهو يقود المنطقة نحو الهاوية!

عبد الله الشايجي
جيتي
جيتي
عمد الرئيس ترامب التضليل بالانخراط بالدبلوماسية مرتين ـ بالتنسيق وإعطاء الضوء الأخضر لشن إسرائيل حربها على إيران وفي اليوم العاشر دخلت أمريكا الحرب بقصف منشآت فوردو ونطنز وأصفهان ما يدفع المنطقة لحافة الانفجار!

أقحم نتنياهو ترامب وإدارات جمهوريين وديمقراطيين في حروب خدمة لمصالح إسرائيل وليس أمريكا!! بتهور وتصعيد غير محسوب النتائج، بعواقب كارثية بتداعياته وإخلاله بموازين القوى ـ وتكريس العربدة بلا قيود. ونخشى باستهداف منشآت إيران النووية خاصة مفاعلي فوردو ومفاعل بوشهر النووي المدني، من تسرب إشعاعات نووية تصل لدولنا الخليجية.

لكن يبقى الهدف النهائي لأمريكا وإسرائيل زعزعة النظام وشل عصب الحياة وتعميق صعوبة الحياة للإيرانيين وإحداث فوضى بتداعيات كارثية في الداخل الإيراني والمنطقة. والواضح أن تدخل إسرائيل وأمريكا تمت بالتنسيق والدعم والإسناد ونسف الجهود الدبلوماسية ووساطة دول خليجية، وآخرهم سلطنة عمان في خمس جولات منذ أبريل الماضي.

والملفت هو نجاح إسرائيل عسكريا وباختراق أمني واستخباراتي من خارج وداخل إيران بعملاء الموساد أدخلوا قطع مسيرات واستهدفوا قادة في الحرس الثوري وعلماء ذرة وشن غارات استهدفت قواعد عسكرية ومنشآت نووية في عدة مدن خاصة العاصمة طهران وأصفهان وشيراز وكيشان وكرمنشهاه-وضرب منشآت نووية في نطنز وأصفهان واراك.

وبسبب عدم قدرة إسرائيل تدمير درة تاج برنامج إيران النووي منشأة فوردو ـ طلبت مساعدة ولا تملك سوى الولايات المتحدة اختراق الأعماق بقنبلة GBU-57-بزنة 13 كلغ يمكنها اختراق يصل لـ60 مترا تحملها مقاتلة الشبح الأمريكية B-2.

لذلك دأب نتنياهو كعادته على التحريض منذ 30 عاماً من خطر اقتراب إيران من امتلاك السلاح النووي الذي يشكل تهديداً وجوديا لإسرائيل، برغم السر المفضوح الذي لا يجرؤ أحد على الحديث عنه ـ وهو امتلاك إسرائيل ما لا يقل عن 90 قنبلة نووية!

وبرغم أن المرشد الأعلى علي خامنئي الذي أصدر فتوى عام 2003 تحرم امتلاك إيران السلاح النووي!! يكرر نتنياهو أن سلاح إيران النووي يشكل تهديدا وجوديا لإسرائيل.

وسبق وحرّض نتنياهو ترامب على الانسحاب من الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة )5+1( في إدارة أوباما عام 2015-لينسحب ترامب من الاتفاق النووي في مايو 2018-وفرض نظام أقسى العقوبات على إيران. وينخرط بمفاوضات غير مباشرة مع إيران مع التلميح بإعطاء الأولوية للدبلوماسية قبل اللجوء لعمل عسكري. ليتبين لاحقا أن المفاوضات وطرح ترامب مهلة أسبوعين ليقرر موقفه، كانت عملية تضليل مشتركة بين ترامب ونتنياهو.

شنت إسرائيل وأمريكا حربا غير مبررة تحت ذرائع منع إيران من تطوير قدراتها النووية وامتلاك سلاح نووي-وأضافتا لاحقا استهداف برنامج وترسانة إيران الصاروخية الكبيرة بأنواعها ومداها التي تصل إلى 2000 كلم تطال مدن فلسطين المحتلة. كما نتابع موجات الصواريخ الإيرانية تستهدف كامل الأراضي المحتلة من حيفا والجليل شمالا إلى ديمونا وبئر السبع والنقب جنوباً!! وهذا للمرة الأولى بتاريخ الاحتلال الإسرائيلي يخضع سكانها إلى الحصار ويقبعون بالملاجئ بشكل يومي وتخاض الحرب داخل أرض الكيان!! والملفت نجاح الصواريخ البالستية المتطورة الإيرانية وخاصة سجيل وفتّاح وخيبر باختراق أنظمة وطبقات الدفاعات الجوية الإسرائيلية وبإطلاقها بكثافة تربك وتعطل منظومات الدفاعات الجوية. ما يعمق المعضلة الأمنية لكيان الاحتلال وسكانه.

بدأت إيران في الأسبوع الثاني باستخدام صواريخ متطورة يتفجر رأس الصاروخ الحربي إلى 26 صاروخا صغيرا ويتسبب بدمار كبير وإصابات عديدة بالإسرائيليين وكذلك مسيرات شاهد. وللمرة الأولى تذكر مشاهد الدمار في تل أبيب وحيفا وبئر السبع بمشاهد الضاحية الجنوبية في بيروت!!

تحذر نظريات الحرب من خطورة شن حرب بناء على حسابات خاطئة تتسبب بنتائج كارثية. وليس بالضرورة من يبدأ حرباً يحقق أهدافه منها، وقد لا ينجح بحسمها لمصلحته!! ولنا في حرب أمريكا على أفغانستان والعراق وحروب إسرائيل المتكررة على تنظيمات وفصائل مسلحة وآخرها حرب إبادة إسرائيل على غزة في شهرها الـ21!! دون تحقيق أي من أهداف الحرب المعلنة وغير المعلنة!!

وما نشهده اليوم من عدوان إسرائيل على إيران وانضمام أمريكا إلى الحرب-ورغم الدمار الهائل من غاراتها على إيران وشعبها وقتل 450 وجرح 3500 معظمهم مدنيون-ويكبد القصف الصاروخي الإيراني المتصاعد لأهداف عسكرية وحساسة وتكلفة مالية كبيرة، والأخطر تعميق عقدة عقلية الحصار للإسرائيليين.

ونجح نتنياهو بممارسة ضغط مع اللوبي الأمريكي-الإسرائيلي المتنفذ بإقحام ترامب بحرب تهدد مصالح أمريكا وتخدم مصالح وحلم نتنياهو وحكومته. والمشاركة شريكا لإسرائيل وذلك بعدما جيشت وحشدت إدارة ترامب القدرات والأصول العسكرية من مقاتلات وقطع بحرية وحاملة طائرات ثانية وفي الطريق ثالثة، وإقامة جسر جوي يزوّد إسرائيل بالسلاح والعتاد والمضادات الجوية.

الخطورة أمام دولنا وشعوبنا هو القفز إلى المجهول بانضمام إدارة ترامب في حرب تدفع المنطقة لحافة الهاوية وتهديد ترامب إيران من الرد الانتقامي وحجمه وتجاوز الخطوط الحمراء، يعمّق مـأزق دولنا الأمني، ويهدد استقرار المنطقة وينسف الاستقرار المطلوب للتنمية والتطوير والاستثمارات!! وهو ما أكدت دول المجلس عليه لترامب في زيارته الخليجية الشهر الماضي!! مشاركة ترامب بالحرب ضد إيران لا يخدم مصالح أمريكا، بل مصالح إسرائيل، ويهدد مصالح الحلفاء الخليجيين!!

القدس العربي
التعليقات (0)

خبر عاجل