شهدت محافظة
حمص، في
سوريا، عملية
اغتيال أحد أبرز رجال الدين الشيعة في الأوساط الدينية والاجتماعية السورية، المعروف باسم: الشيخ رسول شحود.
ووفقاً لمصادر محلية، فإنّ شحود قد تعرّض لإطلاق نار مباشر من قبل مسلحين ملثّمين يستقلّون دراجة نارية، وذلك أثناء خروجه من مجلس عزاء شارك فيه بالمنطقة.
وفي السياق نفسه، أشارت المصادر، إلى أنّ العملية قد نُفّذت بسرعة ودقة، ما يشير إلى تخطيط مسبق ومعرفة بتحركات الشيخ، قبل أن يفر المنفذون إلى جهة مجهولة، دون أن تتبنى أي جهة حتى اللحظة مسؤولية العملية.
وأضافت المصادر أن إطلاق النار وقع قرب مغسل للسيارات، حوالي الساعة السادسة مساء الأربعاء، في وقت تشهد فيه المنطقة توتراً أمنياً متصاعداً، خاصة مع تزايد نشاط الخلايا المسلحة ووجود نزاعات نفوذ بين قوى متعددة.
وعقب تأكيد مقتل شحود، سارعت "الهيئة العلمائية الإسلامية لأتباع أهل البيت" إلى نعيه، معتبرة أن الاغتيال استهداف مباشر "لصوت الاعتدال والوحدة".
وقالت الهيئة، في بيان، وقّعه نائب رئيسها الشيخ أدهم الخطيب، إنّ: "اغتيال هذا العالم العامل هو محاولة يائسة لبث الفتنة وشقّ الصف الوطني والإسلامي".
الهيئة شددت في بيانها على إدانة "هذا العمل الغادر الجبان"، داعية الجهات المعنية إلى الكشف عن الجناة ومحاسبة المتورطين، لكنها امتنعت عن توجيه الاتهام لأي طرف معين، في خطوة يُنظر إليها على أنها تهدف إلى احتواء التوتر الطائفي ومنع الانزلاق نحو مواجهات محتملة.
اظهار أخبار متعلقة
إجراءات أمنية مشددة واستنفار في المنطقة
جرآء ذلك فرضت قوات الأمن السورية، طوقاً أمنياً حول بلدة المزرعة، ونصبت حواجز مكثفة على مداخلها ومحيطها، في محاولة للقبض على منفذي العملية. كما شنّت حملات تمشيط بحثاً عن مشتبهين، وسط حالة من الاستنفار العام في المنطقة.
يُعد الشيخ شحود من الوجوه الدينية البارزة داخل الطائفة الشيعية في سوريا، وينتمي إلى الهيئة العلمية لأتباع أهل البيت، وكان فاعلًا في تنظيم المناسبات الدينية الشيعية.
في خضم هذه الأجواء المشحونة، دعت عدد من الشخصيات الدينية والمجتمعية في حمص إلى ضبط النفس ورفض الانجرار وراء محاولات "بث الفتنة الطائفية"، محذّرة من أن المستفيد الوحيد من مثل هذه العمليات هم أعداء الاستقرار والوحدة الوطنية، سواء كانوا داخليين أو خارجيين.