قُتل ضباط بارزون في الجيش السوري، بينهم القيادي العسكري البارز محمود إبراهيم اليعقوب، إثر غارات
الاحتلال الإسرائيلي التي استهدفت مواقع عسكرية في محافظة
درعا جنوب
سوريا، في تصعيد خطير يهدد استقرار الجنوب السوري، رغم صمت دمشق الرسمي تجاه الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة.
وقالت مصادر محلية وصحفية إن الغارات التي نُفذت الأربعاء الماضي أسفرت عن مقتل المقدم محمود اليعقوب، المعروف باسم "أبو يعقوب محجة"، إلى جانب ابن شقيقه، وعدد من الشخصيات العسكرية والأمنية في المحافظة.
من الانشقاق إلى قيادة النخبة
ويُعد اليعقوب، المنحدر من بلدة "محجة" في ريف درعا الشمالي، أحد أبرز القادة العسكريين في الجنوب السوري منذ انشقاقه عن جيش النظام السوري في بدايات الثورة، حيث كان برتبة ملازم أول حينها.
وشارك في قيادة معارك بارزة ضد قوات بشار الأسد بين عامي 2012 و2018، من أبرزها معركة "الموت ولا المذلة" التي انتهت بتحرير حي المنشية في درعا البلد، قبل أن تُفرض السيطرة الروسية على المنطقة في صيف 2018.
وبعد سقوط نظام الأسد أواخر 2024، تسلّم اليعقوب قيادة "قوات النخبة" في الجيش السوري الجديد، برتبة مقدم، وكان يشرف على عمليات تدريب وتنظيم تشكيلات عسكرية جديدة بدعم من تحالف إقليمي ودولي يساند الإدارة السورية الانتقالية.
مقتل قيادات ميدانية
ولم يكن اليعقوب الضحية الوحيدة لغارات الاحتلال الأخيرة، فقد أكدت مصادر محلية أن العقيد المنشق معمر إبراهيم، قائد فوج المدفعية في "الفرقة 40"، قتل أيضاً في الغارات، وهو من أبناء بلدة "غباغب" بريف درعا.
كما قُتل خالد موسى الزعبي، مدير أمن منطقة "بصرى الشام"، وهو من بلدة "المسيفرة" في الريف الشرقي لمحافظة درعا.
وبحسب المعلومات، شن طيران الاحتلال الإسرائيلي أربع غارات على مواقع عسكرية سورية، استهدفت بشكل مباشر مقر "الفوج 89" قرب بلدة "جباب" والتلال المحيطة به، إضافة إلى مقر "اللواء 132" ومحيط بلدة "موثبين" شمالي المحافظة.
اظهار أخبار متعلقة
تصاعد الغضب الشعبي
وأعرب ناشطون في درعا عن خشيتهم من استمرار الاستهداف الإسرائيلي دون رد، معتبرين ذلك "تشجيعاً ضمنياً على التمادي في استباحة السيادة السورية".
وفي رد فعل شعبي سريع، خرج العشرات من أبناء مدينة "نوى" في مظاهرة احتجاجية على الغارات، ورفع المتظاهرون شعارات تندد بـ"العدوان الإسرائيلي على الجنوب السوري"، وتؤكد على وحدة الأراضي السورية.
كما شهدت ساحة "18 آذار" في درعا البلد وقفة احتجاجية مشابهة، في حين خرجت مظاهرة في مدينة "الصنمين" شمال المحافظة رفضاً للتدخل الإسرائيلي في الشؤون الداخلية لسوريا.
الاحتلال يتمدد في الجولان
وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي بتوسيع رقعة سيطرته في هضبة الجولان السورية، بعد أن استغل الفوضى التي أعقبت الإطاحة بنظام المخلوع بشار الأسد أواخر العام 2024.
وأكدت تقارير محلية ودولية أن قوات الاحتلال سيطرت على المنطقة العازلة بالكامل، إلى جانب مساحات إضافية من الجولان، ما يُعد خرقاً صارخاً للقانون الدولي ولقرارات مجلس الأمن.
وكان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أقرّ في تصريحات متلفزة، أن وقف إطلاق النار مع القوات السورية تحقق "بالقوة وليس بالتوسلات"، على حد تعبيره، زاعماً أن القوات السورية انسحبت إلى داخل دمشق نتيجة "الردع الإسرائيلي الفعال".
اظهار أخبار متعلقة