قضايا وآراء

لاجئون ونازحون ومواطنون.. وهوية فلسطينية واحدة

نبيل السهلي
"يمكن الجزم بأن الهوية الوطنية الفلسطينية راسخة ومتجذرة وعميقة عمق التاريخ الفلسطيني"- الأناضول
"يمكن الجزم بأن الهوية الوطنية الفلسطينية راسخة ومتجذرة وعميقة عمق التاريخ الفلسطيني"- الأناضول
قبل أيام قليلة كان لي شرف لقاء عدة عائلات فلسطينية وعربية في مقهى في إسطنبول التركية، وجميع الفلسطينيين ينحدرون من قرى ومدن فلسطينية تنتشر على كافة الجغرافيا الفلسطينية التاريخية (بمساحتها (27009 كيلومترات مربعة)؛ لكن تنعت تلك العائلات الفلسطينية التي التقيتها بنعوت جمة؛ لاجئين ونازحين ومواطنين ومهجرين عدة مرات في فيافي الأرض بعد النكبة الكبرى عام 1948، لكنهم ينتمون إلى هوية فلسطينية واحدة موحدة ووطن وحيد؛ هو فلسطين التاريخية بمساحتها المشار إليها سابقا.

انتماء منقطع النظير

على وقع أغنية "أنا دمي فلسطيني" لمطرب سوري في مقهى وسط إسطنبول؛ اكتشفت أهلي من الفلسطينيين، حيث رددت العائلات الفلسطينية كلمات الأغنية بكل شغف، وهم من الفلسطينيين في سوريا والعراق والأردن والضفة الغربية بما فيها القدس، ولبنان، وكذلك عائلة أبو سليم من غزة وقد تشتتت ما بين رام الله وإسطنبول وقطاع غزة الذي يشهد عمليات إبادة جماعية منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023؛ وثمة عائلتان من الداخل المحتل وبالتحديد من الطيبة في المثلث الفلسطيني ومن مدينة حيفا عروس الساحل الفلسطيني الجميل.

واللافت أن كافة الحضور في المقهى من سوريين وعراقيين ومن بلاد المغرب العربية رددوا بأعلى الصوت كلمات أغنية "أنا دمي فلسطيني"، الأمر الذي يؤكد الانحياز الشعبي العربي المطلق لفلسطين وشعبها، الذي سينتصر رغم درب الآلام الطويل والتضحيات الكبيرة على مذبح الحرية والتحرير والعودة. وبهذا يمكن الجزم بأن الهوية الوطنية الفلسطينية راسخة ومتجذرة وعميقة عمق التاريخ الفلسطيني.

عودة الصهاينة إلى بلدانهم
مرّت أكثر من 77 عاما على نكبة الفلسطينيين الكبرى وإنشاء الدولة المارقة إسرائيل؛ ولم تستطع سياساتها العنصرية الاستعمارية المدعومة من نظم الغرب التي أنشأتها على حساب الشعب الفلسطيني ووطنه الوحيد فلسطين؛ طمس الهوية الوطنية الفلسطينية وتغييبها

نتيجة الزيادة الطبيعية العالية بين الفلسطينيين، ارتفع مجموعهم ليصل إلى 15 مليون فلسطيني خلال منتصف العام الحالي 2025، في مقابل مليون و400 ألف فلسطيني عشية نكبة الفلسطينيين الكبرى في أيار/ مايو 1948. والثابت أنه على الرغم من السياسات الإسرائيلية التي أدت إلى عمليات التهجير الكبيرة التي طالت نحو 70 في المائة من الشعب الفلسطيني خلال عامي 1948 و1967 والسنوات اللاحقة، فإن 80 في المائة من الفلسطينيين يتمركزون في حدود فلسطين التاريخية والدول العربية المجاورة. و50 في المائة من مجموع الفلسطينيين يقطنون في داخل فلسطين التاريخية (27009 كيلومترات مربعة)، أي في الضفة بما فيها القدس وقطاع غزة والداخل المحتل.

ووفق الإسقاطات السكانية، يتضاعف مجموع الشعب الفلسطيني كل عشرين عاما، حيث سيصل عددهم في عام 2050 إلى نحو 30 مليون فلسطيني، جلهم من الأطفال. ويعتبر ذلك بمثابة رصيد استراتيجي فلسطيني بكل المقاييس.

في المقابل، بلغ عدد المستعمرين اليهود الصهاينة في فلسطين والمستعمرات القائمة خلال العام الجاري سبعة ملايين و200 ألف مستعمر يهودي صهيوني، تنحدر أصولهم من 110 دول في العالم ويجب أن يعودوا إلى بلدانهم الأصلية. وكفاح الشعب الفلسطيني مستمر حتى النصر والتحرير رغم درب الآلام الطويل والتضحيات الكبيرة.

هوية متجذرة وراسخة

مرّت أكثر من 77 عاما على نكبة الفلسطينيين الكبرى وإنشاء الدولة المارقة إسرائيل؛ ولم تستطع سياساتها العنصرية الاستعمارية المدعومة من نظم الغرب التي أنشأتها على حساب الشعب الفلسطيني ووطنه الوحيد فلسطين؛ طمس الهوية الوطنية الفلسطينية وتغييبها، وقد تمّ ترسيخها وتجذيرها بشكل جلي خلال الهبات والانتفاضات الفلسطينية المتتالية منذ عام 1948، حيث كانت المشاركة عارمة ولافتة ومباشرة لكافة الشرائح الاجتماعية على كافة مساحة الجغرافيا الفلسطينية بمساحتها الشاملة المعروفة. وبمقاومة الشعب الفلسطيني التي لم تتوقف البتة؛ فإن الانتصار سيكون حليفه في نهاية المطاف، ويبقى الشعب الفلسطيني صاحب الحق ووطنه الوحيد فلسطين طال الوقت أم قصر.
التعليقات (0)

خبر عاجل