نعت
الصحفية الفلسطينية أسماء الغول زميلها الصحفي محمد
الخالدي، الذي استشهد في غارة إسرائيلية استهدفت خيمة الصحفيين قرب مستشفى الشفاء بمدينة
غزة، وراح ضحيتها ستة من الإعلاميين.
وقالت الغول، في كلمة مؤثرة نشرتها على صفحتها على “فيسبوك”، إنها تزاملت مع الخالدي في منصة مسبار لفحص الحقائق، واصفة إياه بـ"المصمم والعنيد لكنه مرن"، موضحة أنه كان يرسل المقترحات والمواد للتحقق، ويتناقشان حولها دون أن يغضب، مضيفة: "كان يقنعني أو أقنعه، لكنه دائمًا محترف وقوي في عمله".
وأشارت إلى أن الخالدي لم يكتف بالتحقق من الأخبار الكاذبة في غزة فقط، بل عمل على ملفات متعددة حول العالم، وطوّر مهاراته باستمرار، فكان يصور الفيديو والصور الفوتوغرافية، ويبحث عن مصادر جديدة، ويتلقى الدورات التدريبية، قائلة: "كان يفعل كل شيء في وقت واحد، يسابق الزمن والزمن يسابقه… دينامو حقيقي".
وأضافت أسماء: "كنا نناديه الخالدي فيضحك، لكنه لم يناديني يومًا الغول… كان مؤدبًا ودمث الخلق"، مؤكدة أن رحيله ترك فراغًا كبيرًا في الفضاء الإخباري والرقمي، قائلة بأسى: "صمتت الأماكن يا خالدي، صمت فضاء الإنترنت بمجرد أن غاب جسدك عنا… وداعًا محمد، تركت بصمة في قلوبنا قبل صفحاتنا".
ويعد الخالدي أحد الصحفيين الشباب البارزين في غزة، وعمل مع منصة "ساحات"، قبل أن يُغتال مع زملائه في استهداف مباشر لطاقم صحفي يوثق جرائم الحرب الإسرائيلية.
وأعلنت مصادر فلسطينية، الاثنين الماضي، استشهاد الصحفي محمد الخالدي في مجزرة ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق الصحفيين قرب مستشفى الشفاء في مدينة غزة، ليرتفع عدد ضحايا المجزرة إلى ستة صحفيين.
اظهار أخبار متعلقة
وبحسب المصادر، فإن الشهداء هم: أنس الشريف، محمد قريقع، إبراهيم ظاهر، محمد نوفل، مؤمن عليوة، ومحمد الخالدي، فيما ارتفع إجمالي عدد الصحفيين الذين استشهدوا منذ بداية حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة إلى 238 شهيداً صحفياً.
وأوضحت وزارة الإعلام في غزة أن الخالدي كان يعمل مع منصة ساحات، وارتقى بعد قصف مباشر استهدف خيمة الصحفيين في محيط مستشفى الشفاء، واصفة ما جرى بأنه "جريمة مروعة تؤكد تعمد الاحتلال استهداف الصحفيين لمنعهم من توثيق جرائمه".
ودانت وزارة الإعلام بأشد العبارات استمرار الاحتلال في قتل الصحفيين الفلسطينيين واغتيالهم بشكل ممنهج، مطالبة الاتحاد الدولي للصحفيين، واتحاد الصحفيين العرب، وكافة الأطر الصحفية العالمية، بإدانة هذه الجرائم والعمل على محاسبة مرتكبيها.
كما حمّلت الاحتلال الإسرائيلي، والإدارة الأمريكية، وحلفاءه من الدول الغربية، وعلى رأسها المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا، المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم، داعية المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والجهات المعنية بحرية الصحافة إلى التحرك الفوري لوقف الإبادة الجماعية في غزة، وحماية الصحفيين، وملاحقة قادة الاحتلال في المحاكم الدولية.