أكد خبير إسرائيلي، أنّه "ما دام الجيش
اللبناني لم يبدأ بنزع سلاح
حزب الله، فإنّ اللبنانيين يستطيعوا أن ينسوا الانسحاب
الإسرائيلي من النقاط على طول الحدود، والتي تعتبر أساسا لتأمين المستوطنات في
الجليل الشمالي"، على حد قوله.
وادعى الخبير الإسرائيلي ونائب رئيس جامعة تل أبيب
إيال زيسر في مقال نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم" أن
الحرب مع حزب الله
انتهت بهزيمته، والقضاء على قيادته العليا وقدراته العسكرية، مستدركا: "هذا
ليس نصرا كاملا، فالتنظيم لم يُهزم بعد، ولا يزال يحتفظ بالعديد من قدراته، وينتظر
لحظة يستطيع النهوض فيها من جديد".
وذكر زيسر أن "الضربة التي تلقاها حزب الله
سمحت للبنان بالتحرر من قبضته الخانقة"، مضيفا أن "الرئيس جوزيف عون والحكومة
التي شكلها برئاسة نواف سلام، يُعربان عن رغبة الشعب اللبناني في الشروع بمسار
جديد لإعادة الإعمار وبناء البلاد، بدلا من الصراع مع إسرائيل".
وتابع قائلا: "لتحقيق هذه الغاية يجب نزع سلاح
حزب الله في لبنان"، معتقدا أن "هناك إدراك أن الشروع في مسار جديد أصبح
ممكنا بفضل الضربات الإسرائيلية لحزب الله، وهناك اعتماد على تل أبيب في ضرب الحزب
كلما حاول رفع رأسه مرة أخرى".
وأردف بقوله: "لا يمكن الوثوق باللبنانيين، ليس
لأنهم لا يريدون نزع سلاح حزب الله، بل لأنهم يفتقرون إلى القوة الكافية، وحتى إلى
الإرادة السياسية اللازمة"، وفق زعمه.
وشدد زيسر على أنّ "حزب الله ليس مجرد قوة
عسكرية، بل كل ما يلزم هو القضاء على قادته وتدمير قدراته العسكرية، فالمنظمة قوة
سياسية واجتماعية تمثل الطائفة الشيعية، وهي أكبر طائفة في لبنان، وتضم ما يقرب من
ثلث عدد اللبنانيين".
ورأى أنّ "الحكومة اللبنانية تسعى إلى
الاستحواذ على كل شيء، لتبدو في نظر الأمريكيين وكأنها تعمل ضد حزب الله، لكنها في
الوقت نفسه تخشى المواجهة معه، وتتجنب جر البلاد إلى حرب أهلية متجددة".
اظهار أخبار متعلقة
وذكر أن "الاستراتيجية اللبنانية كانت ولا تزال
تعتمد على كلمة: يا ليت"، مبينا أنه "رغم أن حكومة بيروت اتخذت قرارا
شجاعا بتكليف الجيش بإعداد خطة لنزع سلاح حزب الله، إلا أن القرار مشروط بحسن نية
التنظيم، وقد أعلن زعيمه نعيم قاسم أن مسألة
السلاح خط أحمر، وأنه لن يقبل أبدا
بنزعه".
وأضاف أن "اللبنانيين يرون أن تدريب الجيش على
أداء مهامه سيستغرق سنوات طويلة ومليارات الدولارات، وبالتالي من غير الواقعي
الحديث عن نزع سلاح حزب الله في المستقبل المنظور".
ونوه إلى أن "تل أبيب رحبت بقرار الحكومة
اللبنانية، ووعدت بالرد الإسرائيلي على أي خطة لبنانية، ما يعني أنه ما لم يبدأ
بالجيش اللبناني بشكل فعلي بنزع سلاح حزب الله، فسيتغاضى اللبنانيون عن الانسحاب
الإسرائيلي من النقاط الحدودية، وعن الهجمات الإسرائيلية على أهداف حزب
الله".
وختم الخبير الإسرائيلي قائلا: "أنهينا حرب
لبنان في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي قبل أوانها، وتل أبيب تتصرف الآن ضد حزب
الله بطريقة نباتية"، مضيفا أنه "لا ينبغي تجاهل الإنجازات في الحرب،
والمهمة الآن هي الحفاظ على هذه الإنجازات، ولهذا الغرض يجب على إسرائيل ألا تتراجع،
وإلا ستكتشف حقيقة مساء السابع من أكتوبر على حدودها الشمالية".