صعد الرئيس الأمريكي، دونالد
ترامب، لهجته تجاه الجارة البعيدة
فنزويلا وسط اتهامات بنقل
المخدرات عبر القوارب إلى الولايات المتحدة.
وتبلغ أقرب نقطة من الأراضي الفنزويلية إلى أراضي بورتريكو الأمريكية 800 كيلومترا، بينما تبتعد عن أقرب نقطة للبر الرئيس الأمريكي قرابة ألفي كيلومترا.
ماذا يريد ترامب؟
الهدف المعلن لترامب هو أن تتوقف فنزويلا صاحبة أكبر احتياط
نفط في العالم، عن إرسال المخدرات إلى الولايات المتحدة الأمريكية على حد زعمه، واصفا المهربين بأنهم "إرهابيو مخدرات".
تتهم الولايات المتحدة الرئيس الفنزويلي نيكولاس
مادورو بقيادة شبكة لتهريب المخدرات، تُعرف باسم "كارتل الشمس" لكن وجودها موضع جدل.
ما هو كارتل الشمس؟
ترمز الشمس في اسم الكارتل إلى "الجنرالات الفنزويليين" وهو أحد أعمدة الدعاية ضد النظام الفنزويلي وحكومة مادورو، بدأ الحديث عنه عام 1993 وتروج له وسائل الإعلام الأمريكية، لكن وجوده الحقيقي لا يزال موضع شك.
وفي عام 2025 صنفت الولايات المتحدة الأمريكية الكارتل منظمة إرهابية، ونشرت آلاف الجنود والقطع البحرية في جنوب الكاريبي للتصدي لعمليات تهريب المخدرات.
علاقات متأرجحة
لطالما كانت العلاقات الأمريكية الفنزويلية متأرجحة، بين التقارب والتباعد، وصولا إلى تنفيذ ترامب ضربات عسكرية ضد "قوارب التهريب".
ففي عهد
بيل كلينتون (1993 - 2001)، كانت العلاقات التجارية مع فنزويلا ممتازة في عهد الرئيس رافاييل كالديرا (1994 - 1999)، لا سيما فيما يخص النفط، لكنها ما فتأت تتوتر مع وصول هوغو تشافيز إلى السلطة (1999 - 2013).
ومع وصول
الرئيس جورج بوش الابن إلى البيت الأبيض (2001 - 2009) انحدرت العلاقات مع فنزويلا رغم استمرار استيراد النفط منها، واتهمت واشنطن نظام تشافيز بدعم الجماعات المسلحة في المنطقة، والترويج لليسار الراديكالي في أمريكا اللاتينية، والتدخل في الانتخابات.
وفي 2002 ظهرت قضية الانقلاب الشهيرة التي حيث انطلقت مظاهرات واسعة في كراكاس، وبعدها أعلن الجيش الإطاحة بتشافيز، وعلى الفور اعترفت واشنطن بحكومة كارمونا، لكن الأوضاع انقلبت مجددا وعاد تشافيز إلى السلطة بعد أقل من 48 ساعة وأحبط الانقلاب.
وفي عهد
باراك أوباما (2009 - 2017) حاولت واشنطن فتح حوار مع فنزويلا لكن وفاة تشافيز ووصول نيكولاس مادورو إلى السلطة فاقمت المشاكل بين البلدين وتم سن قانون للعقوبات على فنزويلا عام 2014 ووصفت البلاد بأنها "تهديد غير عادي للأمن القومي".
أما خلال الولاية الأولى
لدونالد ترامب (2017 - 2021) فأصبحت الأمور أسوأ بين واشنطن وكاراكاس حيث لم تعتد تعرف الأولى بحكومة مادورو، واعترفت بالمعارض خوان غوايدو رئيسا للبلاد.
اظهار أخبار متعلقة
وفي ولايته الأولى عرض ترامب مكافأة 15 مليون دولار لقاء معلومات تؤدي للقبض على مادورو، وتوقفت صادرات النفط من فنزويلا إلى بلاده تماما.
وفي عهد
جو بايدن (2021 - 2025) عرفت العلاقات بعض التحسن، وحاولت واشنطن انتزاع ضمانات لانتخابات ديمقراطية في فنزويلا مقابل تخفيف العقوبات، لكن المحاولات لم تفلح.
وخلال الولاية الحالية
لترامب، رفعت واشنطن المكافأة إلى 25 مليون دولار في آب/ أغسطس الماضي، ثم أعلنت زيادة جديدة لاحقا لتصل المكافأة إلى 50 مليون دولار.
ما رأي كاراكاس؟
قال الرئيس مادورو، إن بلاده مستعدة بما فيه الكفاية "للكفاح المسلح" إن استدعى الأمر، وذلك بسبب التحركات العسكرية الأمريكية في البحر الكاريبي.
وأكد أن 2.5 مليون "من الجنود والميليشيات" في جميع أنحاء فنزويلا، مكلفين بالدفاع عن البلاد.
وأضاف: "إذا اضطُررنا لخوض كفاح مسلح، فنحن مستعدون بما فيه الكفاية".