كشف رئيس لجنة العرب
الأمريكيين والوسيط الفلسطيني – الأمريكي
بشارة بحبح أن خطة الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب لم تكن مجرد طرح لوقف الحرب في غزة، بل تضمنت مسارًا سياسيًا يقود إلى قيام دولة
فلسطينية مستقبلًا، وفق رؤية مشروطة بإصلاحات وضمانات عربية ودولية.
ويقول بحبح إن ترامب
كان مقتنعًا بأن تحقيق السلام في الشرق الأوسط سيكون بوابته نحو جائزة نوبل للسلام،
ما دفعه لممارسة ضغوط غير مسبوقة على حكومة الاحتلال، ووفقًا للوسيط، فقد انفجر ترامب
غضبًا خلال لقائه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو، بعدما اكتشف أن الأخير
"تلاعب" ببعض بنود الخطة قبل عرضها على الأطراف العربية، الأمر الذي دفع
الرئيس الأمريكي لإعادة صياغة أجزاء منها بنفسه.
من جانبها، أبدت حركة
حماس استعدادًا للتعامل مع المبادرة الأمريكية بقدر من الانفتاح المشروط، فبحسب بحبح،
أرسلت الحركة رسائل مباشرة إلى الإدارة الأمريكية عبره، عبرت فيها عن استعدادها لتسليم
سلاحها الثقيل إلى جهة عربية محايدة ضمن اتفاق شامل لإنهاء الحرب، شرط وجود ضمانات
واضحة وجدول زمني ملزم لإسرائيل، كما شدد الوسيط على أن حماس أوضحت في اتصالاتها أنها
"لن تقدم أي تنازل عن المبادئ أو الحقوق الوطنية".
اظهار أخبار متعلقة
وأوضح أن الحركة
تواصلت معه مباشرة لإيصال رسالة عاجلة إلى الجانب الأمريكي حول مقتل العشرات جراء
القصف الإسرائيلي عقب قبول الخطة، مؤكدا أن حماس مستعدة للقتال حتى
آخر عنصر لديها، موضحا أنه قال للإدارة الأمريكية إنها لن تستسلم.
ويصف بحبح رد حماس
على الخطة بأنه كان "ذكيًا وواقعيًا" في آنٍ واحد، إذ جمع بين رفض الاحتلال
والانفتاح على التسوية، ونقل عن قيادات في الحركة أنها منفتحة على إنشاء حزب سياسي
يشارك في الحياة العامة الفلسطينية، ما يعني التحول نحو مزيج من المقاومة والسياسة
على غرار تجارب دولية أخرى.
وفي موازاة ذلك، أشار
الوسيط إلى أن واشنطن بدأت تدرك محدودية قدرة إسرائيل على التحكم بمسار المفاوضات بعد
تآكل الثقة بين نتنياهو وترامب، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكي هو "الوحيد القادر
على إلزام تل أبيب بتنازلات حقيقية" لضمان استمرار الخطة.
اظهار أخبار متعلقة
وشدد بحبح على أن مستقبل
إدارة قطاع غزة يجب أن يبقى بيد الفلسطينيين أنفسهم، دون المساس بدور السلطة الفلسطينية
في أي تسوية قادمة، كما نفى صحة ما تردد عن نية بعض الأطراف تحويل غزة إلى "ريفيرا
الشرق الأوسط"، مؤكدًا أن فكرة تهجير السكان أصبحت مستحيلة سياسيًا وأخلاقيًا.
واختتم بحبح بالإشادة
بالدورين القطري والمصري في حماية الحقوق الفلسطينية ودعم جهود الوساطة، كاشفًا أن
ترامب أجبر نتنياهو على تقديم اعتذار رسمي لقطر بعد انتقادات وجهها لها خلال المفاوضات،
معتبرًا أن التنسيق العربي يظل "الضمان الحقيقي لأي سلام قادم".