تقدّم
سعد الجبري، المسؤول الأمني السعودي السابق والمستشار المقرب من ولي العهد الأسبق الأمير محمد بن نايف، بطلب إلى محكمة فدرالية في ولاية فيرجينيا الأمريكية لإلزام عدد من المسؤولين الأمنيين الأمريكيين السابقين بالمشاركة في الدفاع عنه أمام القضاء الكندي، بحسب صحيفة "
نيويورك تايمز".
الجبري، الذي يعيش في كندا منذ عام 2017 بعد إقالته من منصبه وخروجه من المملكة، يواجه دعوى قضائية أقامتها شركة “سَكاب القابضة” المملوكة للسعودية، تتهمه باختلاس أكثر من خمسة مليارات دولار خلال فترة عمله في وزارة الداخلية. ومن المقرر أن تبدأ محاكمته في كندا العام المقبل، فيما يقول الجبري إن الأموال محل النزاع استُخدمت في تمويل عمليات سرية مشتركة لمكافحة الإرهاب بالتنسيق مع أجهزة استخبارات غربية.
ويُعد سعد الجبري من أبرز الشخصيات الأمنية التي لعبت دوراً محورياً في التعاون السعودي-الأمريكي لمكافحة الإرهاب بعد هجمات 11 سبتمبر. وكان الذراع الأيمن للأمير محمد بن نايف قبل الإطاحة به عام 2017 وصعود الأمير
محمد بن سلمان إلى موقع الرجل الأقوى في المملكة.
اظهار أخبار متعلقة
ومنذ مغادرته البلاد، اتهم الجبري ولي العهد بمحاولة تصفيته في كندا عام 2018 عبر "فرقة اغتيال" مشابهة لتلك التي قتلت الصحفي جمال خاشقجي في إسطنبول. كما قال إن السلطات
السعودية اعتقلت اثنين من أبنائه في 2020 لإجباره على العودة، وهي اتهامات نفتها الرياض، معتبرة أن أبناءه ملاحقون بتهم غسل أموال.
وفي المقابل، تصف الحكومة السعودية الجبري بأنه “فار من العدالة” وتتهمه باختلاس مليارات الدولارات، بينما يؤكد الجبري أن هذه الاتهامات ذات دوافع سياسية تهدف لتصفية حسابات مع خصوم ولي العهد الجدد والقدامى.
ورفع الجبري عام 2020 دعوى ضد ولي العهد في واشنطن يتهمه فيها بمحاولة اغتياله، لكن المحكمة أسقطت الدعوى بعد أن اعتبرت الأمير محمد بن سلمان يتمتع بالحصانة بصفته مسؤولاً أجنبياً رفيع المستوى. وفي المقابل، واصلت شركة “سَكاب” ملاحقته في كندا، ثم في ولاية ماساتشوستس الأميركية لتجميد أصوله هناك، قبل أن تُغلق القضية الأخيرة بعد تدخل الحكومة الأميركية بحجة أن استمرارها قد يُفشي “أسرار دولة” حساسة.
ونقلت الصحيفة عن خبراء قانونيين قولهم إن المحكمة الأمريكية ستتردد في تلبية طلب الجبري، مشيرين إلى أن "امتياز أسرار الدولة" الذي تستخدمه الحكومة لحجب معلومات حساسة عادةً ما يُغلِق الباب أمام مثل هذه المحاولات. ويقول البروفيسور جيفري فاغل، المتخصص في قضايا الأمن القومي، إن هذا الامتياز "ينبغي أن يكون أداة دقيقة كالشفرة، لكنه غالباً ما يُستخدم كمطرقة تُسكت القضايا برمّتها".
ويشير مراقبون إلى أن الخلاف بين الجبري والرياض يضع واشنطن في موقف حساس، خاصة أن الأمير محمد بن سلمان يُتوقع أن يزور العاصمة الأمريكية قريباً وسط مساعٍ لإعادة ترتيب العلاقات السعودية-الأمريكية في ملفات الطاقة والاستقرار الإقليمي.