تواجه قناة "
سكاي نيوز عربية" اتهامات واسعة بالتقليل من حجم الفظائع المرتكبة في إقليم دارفور بالسودان، بعد نشر تقارير وظهور إعلامي أثار انتقادات حادة من دبلوماسيين وخبراء وصحفيين داخل القناة الأمّ البريطانية.
وجاء في تقرير لصحيفة "
ديلي تلغراف" البريطانية أن الانتقادات جاءت عقب تصوير مراسلة القناة تسابيح مبارك خاطر، وهي تعانق قائدة في قوات
الدعم السريع التي سبق أن دعت علنًا إلى ارتكاب عمليات اغتصاب ضد نساء دارفور.
ويذكر أن الزيارة كانت أول تغطية إعلامية من داخل
الفاشر منذ سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة، حيث يُعتقد أن آلاف المدنيين قُتلوا خلال الأسابيع الماضية.
اظهار أخبار متعلقة
ونشرت القناة مقابلة مع طبيب نفى رؤية أي جثث في مستشفى سعودي يُعتقد أنه شهد مقتل نحو 470 شخصًا، في وقت تُظهر فيه صور أقمار صناعية – حللتها مختبرات بجامعة ييل – انتشارًا واسعًا للجثث، وعمليات إطلاق نار، وحرقًا لجثث في مقابر جماعية حول المدينة.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين سودانيين وخبراء في تحليل النزاعات أن القناة "تُخفي الإبادة الجماعية" في الفاشر عبر التشكيك في صور الأقمار الصناعية والتركيز على حالة تضليل منفردة مرتبطة بصورة من "غوغل إيرث" استخدمت خطأً على أنها دليل لمجزرة.
ووفق تحليل ييل، تُظهر الصور مراحل متتابعة من إغلاق طرق الهروب بنيران ثقيلة، ثم سقوط أعداد كبيرة من الجثث في الشوارع، تلتها عمليات حرق ودفن في خنادق حفرتها قوات الدعم السريع حول الفاشر.
وسببت التغطية المثيرة للجدل توترًا داخل غرف أخبار سكاي نيوز في لندن، خاصة مع ارتباط سكاي نيوز عربية بصندوق إعلامي إماراتي (IMI) يشرف عليه الشيخ منصور بن زايد.
وقالت مراسلة سكاي المرموقة في أفريقيا يسرا الباقر، إن تغطية القناة العربية "دعاية" تعكس دعمًا إماراتيًا لقوات الدعم السريع، وهو الاتهام الذي تنفيه أبوظبي.
وأكد مسؤولون سابقون في سكاي لصحيفة "التلغراف" أن اللجنة التحريرية المشتركة التي أُنشئت لضمان استقلال القناة "تلاشى تأثيرها" مع مرور السنوات، وإن القناة أصبحت أكثر التزامًا بالمواقف السياسية الإماراتية، خاصة في الملفات الحساسة مثل
السودان.
نفى متحدث باسم سكاي نيوز عربية الاتهامات، ووصفها بأنها "مشينة"، مؤكدًا أن "سكاي نيوز عربية تناولت الأمر داخليًا بالفعل، وتصوير لقاء قصير داخل منطقة حرب معقدة كدليل على التوافق التحريري المنهجي هو تشويه صارخ".
وتأتي الاتهامات في ظل جدل بريطاني حول محاولة صندوق IMI امتلاك حصة 15 بالمئة في صحيفة "التلغراف" ضمن عرض تقوده شركة RedBird الأميركية، وهي صفقة انهارت لاحقًا، وأرب ناشطون سودانيون وصحفيون بريطانيون عن خشيتهم على استقلال المؤسسة الصحفية في حال دخول المستثمر الإماراتي إلى هيكل الملكية.
اظهار أخبار متعلقة
تزامنت الأزمة مع تقارير استخباراتية أمريكية تُشير إلى دعم إماراتي لقوات الدعم السريع، في إطار سعي أبوظبي للتوسع في الأراضي الزراعية والذهب والموانئ السودانية، وهو ما تنفيه دولة الإمارات.
وفي خضم الصراع المتصاعد في السودان، منعت الحكومة السودانية قناة سكاي نيوز عربية من العمل داخل البلاد، فيما واصلت منظمات دولية التحذير من تدهور أوضاع حرية الصحافة في الإمارات، التي تحتل المرتبة 164 عالميًا في مؤشر حرية الإعلام لعام 2024.