ألغت الولايات المتحدة المواعيد التي كانت مقررة لقائد الجيش
اللبناني في واشنطن، في خطوة اتخذتها بشكل أحادي وأبلغت بها السفارة اللبنانية مباشرة، قبل أن تتسرب لاحقا إلى إحدى القنوات التلفزيونية المحلية.
ونقلت "بي بي سي" عن مصادر عسكرية لبنانية أن الإلغاء يعكس تزايد الاستياء الأمريكي من أداء المؤسسة العسكرية في ملف نزع سلاح
حزب الله.
وبحسب المصادر ذاتها، بادر قائد الجيش رودولف هيكل إلى إلغاء الزيارة كاملة، رغم أنها لم تكن معلنة رسميا.
اظهار ألبوم ليست
وجاء القرار الأمريكي في توقيت حساس، إذ إن الجيش مكلّف بإعداد وتنفيذ خطة لحصر السلاح بيد الدولة قبل نهاية العام، وسط انقسام داخلي وضغط أميركي وإسرائيلي، إضافة إلى وقف إطلاق نار غير مكتمل عقب الحرب.
وأوضحت المصادر ذاتها أن الإلغاء لا يرتبط مباشرة ببيان قيادة الجيش الأخير الذي اتهم "العدو الإسرائيلي" بخرق السيادة وتعطيل انتشار القوات في الجنوب، لكنه يعكس، من وجهة النظر الأمريكية، ما تعتبره واشنطن "تقصيرا" في أداء الجيش في ملف نزع سلاح حزب الله.
وفي المقابل، ذكرت قناة "إم تي في" اللبنانية أن الدافع المباشر للقرار الأميركي يرتبط باعتراض واشنطن على البيان الأخير الصادر عن الجيش اللبناني، والذي رأت فيه الإدارة الأميركية "انحيازا ضد إسرائيل وتجاهلا لدور حزب الله".
واعتبرت قيادة الجيش في بيان نشرته، الأحد، أن "العدو الإسرائيلي يصر على انتهاكاته السيادة اللبنانية، مسببا زعزعة الاستقرار في لبنان، ومعرقلا استكمال انتشار الجيش في الجنوب".
وبحسب القناة، أثار البيان غضبا واسعا بين عدد من أعضاء الكونغرس، ما فتح الباب أمام نقاش جديد حول مستقبل المساعدات الأميركية المخصصة للبنان.
وخلال الساعات الماضية، وجه السيناتوران ليندسي غراهام وجوني إرنست انتقادات شديدة لقيادة الجيش اللبناني، معتبرين أن موقفها الأخير "يكشف ضعفا في مواجهة حزب الله ويقوض الثقة التي بنتها واشنطن مع الجيش" على مدى السنوات الماضية.
اظهار أخبار متعلقة
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي تمركزه داخل الأراضي اللبنانية عبر خمسة مواقع، وينفذ غارات جوية متكررة في جنوب لبنان يقول إنها تستهدف مقاتلي حزب الله.
وكان لبنان ودولة الاحتلال قد توصلا قبل عام إلى اتفاق لوقف إطلاق النار ينص على خلو الجنوب من أي سلاح تابع لحزب الله، مقابل انسحاب كامل لقوات الاحتلال الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية.
وبموجب الاتفاق، الذي جرى بوساطة أمريكية وفرنسية، يُلزم الجيش اللبناني بمصادرة "جميع الأسلحة غير المصرح بها" بدءا من المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني، وهي المنطقة الأقرب إلى الحدود مع إسرائيل.