محمد الحداد.. قيادي ثوري ومهندس توحيد الجيش الليبي (بروفايل)

أثار خبر مقتل رئيس الأركان العامة التابع للمجلس الرئاسي في ليبيا، محمد الحداد الكثير من ردود الفعل والتساؤلات عن تداعيات الحادث وط مطالبات برعة كشف نتائج التحقيقات.

من هو الحداد؟
ولد الحداد في مدينة مصراتة (غرب ليبيا) وظهر بقوة خلال الثورة الليبية التي أطاحت بنظام العقيد الراحل معمر القذافي، وكان قياديا ميدانيا برز خلال أحداث الثورة وتولى قيادة مجموعة مسلحة، ولم يكن لديه خلفية عسكرية أكاديمية أو مهنية رسمية قبل الثورة الليبية.

لعب الحداد دورا محوريا في الجهود المستمرة التي ترعاها الأمم المتحدة لتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية، وشارك في عدة اجتماعات رسمية: عقد عدة اجتماعات مع مسؤولين دوليين، بما في ذلك رئيس الأركان الإيطالي والمبعوثة الأممية إلى ليبيا، لمناقشة التعاون الأمني وهيكلة الجيش.

في سبتمبر 2021 تم ترقيته إلى رتبة فريق أول وتعيينه رئيسا للأركان العامة للجيش الليبي التابع لحكومة الوحدة الوطنية.

وتعهد منذ تسلمه المنصب بالعمل على "بناء جيش ليبي نظامي موحّد" قادر على حماية السيادة الوطنية.

ويُعد الحداد من أبرز الوجوه العسكرية في مرحلة ما بعد الحرب على طرابلس، ولعب دورًا محوريًا في مساعي توحيد المؤسسة العسكرية الليبية عبر اللجنة العسكرية المشتركة "5+5".

وهو أيضا من القيادات التي ترى ضرورة توحيد المؤسسة العسكرية وإبعادها عن الخلافات السياسية، وكان منفتحا في التواصل مع قوات الشرق الليبي التابعة لخليفة حفتر والتقى برئيس الأركان التابع لحفتر وقتها، عبدالرزاق الناظوري أكثر من مرة.

وقد برز اسمه بشكل لافت بعد وقف إطلاق النار في أكتوبر 2020، باعتباره أحد الوجوه العسكرية الداعمة لمسار توحيد المؤسسة العسكرية وإنهاء حالة الانقسام التي أعقبت سنوات من النزاع.

ونجح الحداد في نسج علاقات عسكرية واسعة، أبرزها مع تركيا، حيث زار في آب/أغسطس 2021 فرقاطة تركية قبالة السواحل الليبية ضمن مهام بحرية تركية.

مقتله
في ليلة الثلاثاء فقد برج المراقبة الاتصال بالطائرة الخاصة التي كانت تقل محمد الحداد ومرافقيه، ومن بينهم اللواء الفيتوري غريبيل ومستشار رئيس الأركان محمد العصاوي والمصور محمد المحجوب، بعد حوالي نصف ساعة من إقلاعها من مطار أنقرة.

بعد الحادث بدقائق.. أعلن رئيس حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا، عبد الحميد الدبيبة مقتل الحداد والوفد المرافق له إثر الحادث المأساوي.

السلطات التركية أعلنت البدء في التحقيقات بشكل فوري للوقوف على ملابسات الحادث.