اقتصاد دولي

"بريكست".. خمس سنوات من الخيبات وحرب ترامب التجارية تحيي نقاش العودة

يعتقد 55 في المئة من البريطانيين أن قرار "بريكست" كان خطأ- جيتي
نشرت صحيفة "إل باييس" الإسبانية، تقريراً، يسلّط الضوء على تصاعد المطالب داخل المملكة المتحدة بضرورة التقارب من جديد مع الاتحاد الأوروبي.

وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه "بعد خمسة أعوام من تنفيذ قرار انسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، والمعروف اختصارا بـ"بريكست"، لا يزال أشد المؤيدين له غير قادرين على تقديم أي فوائد ملموسة لتلك الخطوة، ولا تزال النقاشات حول تبعات الطلاق مع الاتحاد الأوروبي محتدمة".

البريكست والأزمة الاقتصادية
أضافت الصحيفة أنّ "كثيرين يعتبرون أن البريكست هو السبب الرئيسي في تدهور الاقتصاد البريطاني، بينما يرى آخرون أن الآثار لم تكن كارثية مثلما توقع المعارضون الأشد تشاؤما".

وبحسب الصحيفة، فإنه "لا يمكن تجاهل حقيقة أن القيود التي نتجت عن الوضع الجديد قد ألحقت ضرراً كبيراً بالعلاقات التجارية بين المملكة المتحدة والقارة الأوروبية، حيث شهدت الصادرات والواردات من السلع تراجعاً ملحوظاً، بينما امتصت الخدمات صدمة الانفصال بشكل أفضل".

وتابع: "تقييد حرية تنقل الأفراد كان له تأثير على سوق العمل البريطاني، فالوظائف التي كان يشغلها عمّال من الاتحاد الأوروبي في قطاعات مثل الضيافة والرعاية الصحية والعناية بالمسنين، أصبحت الآن تشغلها أعداد متزايدة من العمال من خارج الاتحاد الأوروبي، وتحديدا من آسيا وأفريقيا".

وأضاف: "رغم أن أنصار بريكست وعدوا بالتحكم في الحدود، إلا أن السنوات الأخيرة شهدت تدفقاً غير مسبوق للمهاجرين الجدد، ما يتناقض مع الوعود السابقة. وفي عام 2024، اقترب عدد المهاجرين من مليون شخص".

وذكرت الصحيفة أنّ: "المدافعين عن بريكست وعدوا أيضا بعصر جديد من اتفاقيات التجارة الحرة مع مناطق مختلفة من العالم لتعويض السوق الأوروبية، لكن أبرز الاتّفاقات التي كان يُفترض أن تكون مع الولايات المتحدة لم تلقَ أي اهتمام من واشنطن".

"بل إنها على العكس، أرسلت إدارة جو بايدن إشارات واضحة بعدم رضاها عن قرار المملكة المتحدة بالانفصال عن أوروبا" وفق التقرير ذاته.

عودة ترامب تُحيي النقاش
أشارت الصحيفة إلى أنّ "عودة دونالد ترامب إلى الرئاسة في الولايات المتحدة قد أعادت إحياء النقاش مجددا حول بريكست".

واعتبرت أنّ "المملكة المتحدة تجد نفسها حاليا في وضع يتسم بالغموض مع تصاعد حرب ترامب التجارية وسياساته الحمائية، وفي هذا السياق تزداد المطالب لرئيس الوزراء، كير ستارمر، ببذل جهود أكبر من أي وقت مضى لاستعادة العلاقات المتدهورة مع الاتحاد الأوروبي والسعي للحصول على حماية تحت المظلة الأوروبية".

وأكد: "تزامن ذلك مع مشاركة كير ستارمر في الاجتماع غير الرسمي للمجلس الأوروبي الذي ناقش قضايا الأمن والدفاع، وهي المرة الأولى التي يحضر فيها رئيس وزراء بريطاني هذا الاجتماع منذ تنفيذ قرار بريكست".

وبحسب أحدث استطلاعات الرأي، يعتقد 55 في المئة من البريطانيين أن قرار بريكست كان خطأ، ويطالبون بتقارب أكبر مع الاتحاد الأوروبي.

وتابعت الصحيفة، بأن "ستارمر أمام فرصة حاسمة للتخلي عن الغموض والسياسة الشعبوية التي اعتمدها خلال الأشهر الماضية لتجنب نفور الناخبين من حزب العمال، وأن يوضح بشكل حاسم الخطوات التي سيقوم بها لإصلاح الخطأ التاريخي بالانفصال عن الاتحاد الأوروبي".