قام النائب
الجمهوري الأمريكي براندون جيل من ولاية تكساس بتوزيع عريضة على أنصاره للمطالبة
بترحيل زميلته في الكونغرس، النائبة الديمقراطية
إلهان عمر من ولاية مينيسوتا.
وتضمنت العريضة
التي وزعها جيل عبر البريد الإلكتروني مطالبات بترحيل إلهان عمر بناءً على تصريحات
حادة اعتبرها أكثر ولاءً
للمهاجرين غير المسجلين من ولائها للولايات المتحدة.
وقال جيل في
رسالته: "إلهان عمر أكثر ولاءً للمهاجرين غير الشرعيين من ولائها للولايات
المتحدة"، موضحًا أنه يعتقد بأن عمر تسعى لإيواء
المهاجرين غير الشرعيين في
البلاد على حساب حماية الأمن القومي الأمريكي.
اتهامات إضافية
حول ورش العمل والتعامل مع الهجرة
أضاف جيل في
رسالته أن إلهان عمر كانت تستضيف ورش عمل موجهة للصوماليين المقيمين بشكل غير
قانوني في الولايات المتحدة، حيث تناقش معهم طرقًا للتهرب من إدارة الهجرة
والجمارك الأمريكية.
وتابع جيل
قائلاً: "لا يمكن أن يكون الأمر أكثر وضوحًا، إلهان عمر أكثر ولاءً للصوماليين
غير الشرعيين من ولائها للولايات المتحدة"، مؤكداً أن هذه التصرفات تؤثر
سلبًا على المنصب الذي تم انتخابها لأجله.
ردود فعل غاضبة
من الديمقراطيين
لم تمر تصريحات
جيل مرور الكرام، حيث أعرب العديد من الديمقراطيين عن استيائهم من هذه الحملة ضد
إلهان عمر، ووجه النائب مارك بوكان من ولاية ويسكونسن، انتقادات شديدة لرئيس مجلس
النواب مايك جونسون، مطالبًا بفرض سيطرة أكبر على الكتلة الجمهورية بسبب تصريحات
جيل.
وقال بوكان في
منشور على منصة "إكس": "سيطر على كتلتك قبل أن نضطر إلى اتخاذ
إجراءات أخرى. هذا أمر مهين ومحرج".
ووصفت النائبة
براميلا غايابال، عضو الحزب الديمقراطي من ولاية واشنطن، تصريحات جيل بأنها
"مثيرة للاشمئزاز" وأكدت أن هذا النوع من التهديدات الفاشية لن ينجح في
زعزعة إيمان إلهان عمر بمبادئ الديمقراطية أو في إيقاف نشاطها السياسي.
وأضافت غايابال
أن "إلهان عمر مدافعة لا تعرف الكلل عن منطقتها وحامية شرسة لديمقراطيتنا".
الموقف
الجمهوري: دعم أم تنديد؟
ورغم أن تصريحات
جيل أثارت الكثير من الانتقادات من أعضاء الحزب الديمقراطي، إلا أن بعض الجمهوريين
أعربوا عن تأييدهم لوجهة نظر جيل.
وقد عبر بعض
الأعضاء الجمهوريين عن دعمهم لحملته، مؤكدين ضرورة مواجهة ما وصفوه بتصرفات
"الولاء المزدوج" في السياسة الأمريكية، إلا أن الجدل لا يزال مستمرًا
حول هذا الموضوع في الأوساط السياسية الأمريكية.
التاريخ السياسي
لإلهان عمر
وأصبحت إلهان
عمر، التي حصلت على الجنسية الأمريكية عام 2000 بعد أن فرت من الصومال بسبب الحرب
الأهلية هناك، إحدى أبرز الشخصيات السياسية في الولايات المتحدة.
ومع مرور الوقت،
صارت واحدة من أكثر النواب الديمقراطيين نشاطًا في الكونغرس، حيث غالبًا ما تعرضت
لهجمات من الجمهوريين بسبب مواقفها الجريئة والانتقادات التي وجهتها للرئيس السابق
دونالد ترامب خلال فترته الرئاسية الأولى.
وقد كانت إلهان
عمر محطًا للعديد من الهجمات العنصرية منذ انتخابها في الكونغرس عام 2018. ورغم
هذه الهجمات، استمرت في عملها السياسي كممثلة لمقاطعتها في مينيسوتا، حيث كانت
دائمًا تشدد على ضرورة تقديم الدعم للمهاجرين واللاجئين والوفاء بحقوق الأقليات.
الآثار المحتملة
لهذه الحملة
من المتوقع أن
تكون هذه الحملة ضد إلهان عمر مصدرًا للانقسام السياسي في الولايات المتحدة. بعض
المحللين يرون أن هذه الهجمات ستزيد من تأجيج التوترات بين الجمهوريين والديمقراطيين،
بينما قد تؤدي إلى تعزيز قاعدة دعم إلهان عمر بين الناخبين الذين يعتقدون أنها
تمثل المهاجرين والأقليات.
أما على مستوى
الحزب الجمهوري، فقد أثارت هذه الحملة تساؤلات حول مدى انقسامات الحزب، حيث يبدو
أن هناك اختلافات حادة بين الأعضاء المؤيدين لمواقف جيل والذين يرون أن هذه الحملة
قد تضر بصورة الحزب، وبين الأعضاء الذين يعتقدون أن هذه الحملة ضرورية لحماية
الهوية الأمريكية.