صحافة إسرائيلية

استطلاعات إسرائيلية تكشف زيادة الفجوة بين اليهود وفلسطينيي 48

كشفت الاستطلاعات زيادة العداء بين اليهود وفلسطينيي48- ا ف ب
منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، يواجه فلسطينيو48  مزيدا من الضغوط والتهديدات من قبل الاحتلال، وارتفعت مستويات القلق والشعور بعدم الأمان بينهم، وبات عدد لا بأس به من عمالهم يخشون الذهاب للعمل في المنشآت الإسرائيلية، بل وصل القلق في صفوفهم إلى أن يفكر بعضهم بمغادرة فلسطين المحتلة، لأن الأمر وصل بهم أن يخشوا من التحدث باللغة العربية أمام اليهود.

عومر يائير مدير الأبحاث بمعهد الحرية والمسؤولية في كلية لودر للحكومة والدبلوماسية والاستراتيجية في جامعة رايخمان، ذكر أنه "اليوم، بعد مرور خمسة عشر شهرا على اندلاع حرب غزة، بات فلسطينيو48 واليهود يفضلون الحفاظ على مسافة اجتماعية بينهم، وتجنب التفاعل المباشر بين بعضهم البعض، وفقا لنتائج ثمانية استطلاعات أجراها المعهد، بين نوفمبر 2021 وديسمبر 2024".

وأضاف في مقال نشره موقع "زمن إسرائيل"، وترجمته "عربي21" أن "الاستطلاعات طرحت على المشاركين عدة أسئلة، وفحصت تفضيلاتهم فيما يتعلق بتلقي الخدمة من مقدمي الخدمات اليهود أو الفلسطينيين، مستندة لعينات تمثيلية للمجتمع الإسرائيلي تتراوح بين 1500 إلى 1600 مستجيب، سألنا عن تفضيل العلاج من قبل طبيب يهودي أو فلسطيني عند الحاجة لرعاية طبية، أو مقاول لترميم المنزل، أو الاستعانة بميكانيكي لإصلاح المركبات".

وأشار إلى أن "نتائج الاستطلاعات أظهرت زيادة كبيرة في رغبة اليهود بتجنب مقابلة الأطباء أو عمال الإصلاح أو الميكانيكيين من فلسطينيي48 منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، ويفضل ثلثهم توظيف عامل صيانة وميكانيكي يهودي، وأشارت نسبة قليلة إلى أنهم يفضلون مقدم الخدمة الفلسطيني، لكن اندلاع الحرب أدى لتغيير الوضع، حيث زادت نسبة تفضيل مقدم الخدمة اليهودي، وأشار أكثر من 40 بالمئة من اليهود إلى أنهم يفضلون العلاج من طبيب يهودي، و50 بالمئة يفضلون استئجار عامل صيانة وميكانيكي يهودي".

وأوضح أنه "بالمقارنة مع الجمهور اليهودي، فإن فلسطينيي48 قبل وبعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، صرح 85 بالمئة منهم أنه لا يهمهم ما إذا كانوا يتلقون العلاج من طبيب فلسطيني أو يهودي، وفي ضوء هذه النتائج، يمكن الافتراض أنه في ضوء حرب غزة يفضل الجمهور اليهودي تجنب اللقاءات مع فلسطينيي48 على نطاق أوسع، رغم أنهم يشكلون خمس السكان، ويمثلون مجموعة متنوعة من المهن والأنشطة في الاقتصاد والمجتمع".

وشرح الكاتب أسبابا محتملة لتفضيل التباعد المتزايد بين اليهود وفلسطينيي48، أهمها "الخوف من الأذى الجسدي، والعداء المتزايد بينهما، والخوف من الانزعاج وعدم الراحة، مما يفسر الرغبة المتزايدة في التباعد الاجتماعي، وبالتالي فإن علاقات الجانبين لم تعد لمسارها بعد، وإن التوترات بينهما لا تزال قائمة وقوية وملموسة، دون معرفة ما إذا كانت فترة طويلة من الهدوء الأمني الكبير ستساعد في عودة الوضع لطبيعته السابقة".