نشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية تحليلا للعميد عوديد تيرا، فسّر فيه سبب نهج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه
مصر والأردن.
وذكر تيرا أن ضغط ترامب على مصر والأردن من أجل استقبال مهجرين من قطاع غزة، له أهداف أعمق من ذلك، قائلا إن الرئيس الأمريكي يدرك أن التحالفات الاقتصادية لم تعد قابلة للاعتماد عليها اليوم.. ومن ثم فهي تسعى إلى توسيع قاعدة هرمها الأمني والإقليمي، إلى جانب استخدام الدول التي تشترك في المصالح مع
الولايات المتحدة، كورقة ضغط لتوسيع سيطرتها الاستراتيجية.
وأضاف أن "المسألة الرئيسية التي تهم الأمريكيين هي وقف وتطوير الأسلحة النووية في
إيران. ويدعو ترامب إلى تحقيق المصالح من خلال القوة، سواء باعتبارها تهديدًا أو تحقيقًا للتهديد، عندما لا تحقق الوسائل الأخرى النتيجة المرجوة".
وتابع بأنه "من ناحية أخرى، لا يريد ترامب إرسال قوات أمريكية إلى الحرب، ولا حتى جنود على الأرض. ومن ثم، فإن القوة الوحيدة القادرة على التهديد وحتى تنفيذ التهديد الأمريكي لإيران هي جيش الدفاع الإسرائيلي".
وتابع بأن "الولايات المتحدة بقيادة ترامب تريد أن تخلق لنفسها صورة قوة تهديدية تنفذ تهديداتها. ولتحقيق هذه الغاية، فإنه يمكن أن يكون الشرق الأوسط بمثابة نموذج أو دعاية جيدة لها، الأمر الذي سيجعل العالم يدرك أن أمريكا تبنت استراتيجية مبتكرة للتعامل مع أولئك الذين يضرون بمصالحها".
وأضاف أنه "من خلال خلق مثل هذا النموذج، فيمكن لإسرائيل أن تعمل كرافعة قوة، عندما يكون العدو مشتركاً. ولذلك فإن من الأنسب لترامب أن يجد توافقاً في المصالح مع القوة الإسرائيلية لصالح هذه الرؤية الضرورية".
ومن الممكن بحسب "معاريف" أن يحدث في وقت لاحق من الفترة تغيير في الاستراتيجية الأمريكية، حيث تسعى إلى تحقيق المزايا التي خلقتها لنفسها في خلق الردع من أجل فرض السلام في الشرق الأوسط، ولكن سيكون من الحماقة السياسية عدم الاستفادة من هوية المصالح الاستراتيجية القائمة الآن، بحسب التحليل.
وأعتقد أن هذا النهج الجريء والاستباقي في القتال مهم حتى من دون التحالف مع الأمريكيين. وهذه خطوة استراتيجية تخدم إسرائيل والولايات المتحدة على حد سواء، وهذا أمر جيد.