ملفات وتقارير

ارتدى التاج ويحلم بالبقاء في الحكم.. هل يهدد ترامب الديمقراطية الأمريكية؟

"واشنطن بوست" قالت إن ترامب قلب في شهر واحد نهجا في السياسة الأمريكية للعالم-  جيتي
"واشنطن بوست" قالت إن ترامب قلب في شهر واحد نهجا في السياسة الأمريكية للعالم- جيتي
منذ دخوله البيت الأبيض، لم يُخفِ دونالد ترامب رغبته في كسر القواعد السياسية التقليدية، التي تأسست عليها الولايات المتحدة الأمريكية، سواء في الداخل أو الخارج.

حرص ترامب على تصريحات متكررة، أثارت الجدل بداية من إعجابه الواضح بالزعماء السلطويين، أو نشر صورته بالتاج الملكي وغيرها، مما كان مؤشرا على شغفه بالسلطة ورغبته في البقاء لأطول فترة ممكنة، ما قد يشير إلى انهيار صورة الولايات المتحدة التي بنتها طوال سنوات بالدولة الديمقراطية المحافظة على حقوق الإنسان.

ونشرت "واشنطن بوست" تقريرا قالت فيه إن الرئيس الأمريكي قلب في شهر واحد نهجا في السياسة الأمريكية للعالم مضى عليه أكثر من قرن، ويبدو الرئيس الأمريكي وكأنه يدير عقارب الساعة على تاريخ العالم عندما كانت فيه الدول التي تملك جيوشا عظيمة تبني إمبراطوريات وتطالب بالفدية من الدول الأضعف وتوسع أراضيها عبر الإكراه.



أبرز تصريحات ترامب

التلميح بفترة رئاسية ثالثة: على الرغم من أن الدستور الأمريكي، بموجب التعديل الثاني والعشرين، يحدد فترات الرئاسة بولايتين فقط، إلا أن ترامب ألمح مرارًا إلى إمكانية ترشحه لولاية ثالثة.

وفي خطاب ألقاه أمام أعضاء الحزب الجمهوري في مجلس النواب الأمريكي خلال اجتماعهم السنوي في نادي الغولف التابع لترامب في فلوريدا، قال: "جمعت الكثير من المال للحملة المقبلة... لست متأكدًا مئة في المئة، لأنني لا أعلم".

اظهار أخبار متعلقة


وأثارت التصريحات جدلاً حول نواياه الحقيقية ومدى جديته في السعي لتعديل دستوري يسمح له بالبقاء في السلطة لفترة أطول.

الإعجاب بالرئيس الروسي : أعرب ترامب في مناسبات عدة عن إعجابه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مشيدًا بقوته وقدرته على السيطرة على بلاده.

في مقابلة حديثة، قال ترامب: "لو أراد بوتين أخذ أوكرانيا، لحصل عليها بالكامل... وجود زيلينسكي هو السبب في أن بوتين لم يأخذ أوكرانيا".

وأثار هذا الإعجاب تساؤلات حول توجهات ترامب السياسية ومدى تأثره بالأساليب السلطوية في الحكم.


انتقاد الديمقراطية والتلميح ببدائل: في تصريحات مثيرة للجدل، وصف ترامب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنه "ديكتاتور من دون انتخابات"، محملاً إياه مسؤولية الصراع في أوكرانيا، بينما التزم الصمت تجاه بوتين. هذا الموقف يعكس فهمًا خاصًا للديمقراطية مرتبطًا بالمصلحة الخاصة، وليس بالمبادئ الديمقراطية التقليدية.

 التعامل مع الدول الأخرى: اتسمت سياسة ترامب الخارجية بالنهج الأحادي والتركيز على المصالح الأمريكية الضيقة، غالبًا ما استخدم لغة التهديد والوعيد في تعامله مع الدول الأخرى، مما أدى إلى توتر العلاقات مع العديد من الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة.

اظهار أخبار متعلقة


هذه المواقف والتصريحات مجتمعة تعكس توجهًا واضحًا لدى ترامب نحو تعزيز سلطته الشخصية، حتى لو تطلب ذلك تجاوز الأعراف والتقاليد الديمقراطية التي تأسست عليها الولايات المتحدة، فهل يستطيع ترامب تخطي تلك الأعراف للوصول إلى ما يهدف إليه من الاستمرار في البيت الأبيض.

مهمة مستحيلة
وأكد الخبير في الشؤون الأمريكية خالد الترعاني، في تصريحات خاصة لـ "عربي21" على استحالة تحقيق أحلام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاستمرار في الحكم لولاية ثالثة كون الإجراء يتطلب تعديلا دستوريا لأن المادة 22 من الدستور تؤكد أنه الرئيس يتولى المنصب لولايتين فقط.

وأشار الترعاني إلى أن استحالة الأمر تأتي لأن التعديل الدستوري يتطلب موافقة ثلثي مجلسي النواب والشيوخ وبعد موافقتهما يتطلب موافقة ثلاثة أرباع مجالس الولايات ما يصعب من الأمر ويجعله مستحيلا.

تصريحات عنترية
وأضاف الخبير في الشؤون الأمريكية أن تصريحات ما هي إلا تصريحات عنترية نابعة من شخصية نرجسية ضعيفة، وليست قوية كما يظن البعض، قد تؤثر بالسلب على مستقبل الولايات المتحدة وتحالفاتها الاقتصادية السياسية.

وتابع الترعاني بأن تصريحات ترامب وتصرفاته قد تؤدي إلى خسارة الولايات المتحدة الأمريكية لحلفائها الذين استمروا لعقود واعتمدت عليهم أمريكا اقتصاديا وسياسيا، وتفقدهم الثقة في إدارة الولايات المتحدة، وتسبب مشاكل دولية كما يحدث مع تصريحاته بخصوص بنما ما أجبرها على البحث عن حلفاء آخرين بعيدا عن أمريكا.

اظهار أخبار متعلقة


نتائج عكسية

وقال الترعاني: "تصرفات ترامب قد تؤدي إلى نتائج عكسية وتفقد بلاده الثقة والسلطة الاقتصادية. فعلى سيبل المثال شهدت الفترة الماضية انضمام إندونيسيا إلى مجموعة بريكس مع الصين والهند ما يعني أن أكثر من 50 بالمئة من سكان العالم أصبحوا في اتجاه معاكس لأمريكا، في الوقت الذي تشكل فيه "الجي 7" 35 بالمئة فقط من العالم، ما قد يفقد الولايات المتحدة سلطاتها الاقتصادية عالميا".

وعلى المدي البعيد أشار الترعاني إلى أن تواجد ترامب في سدة الحكم قد يكتب الفصل الأخير من الإمبراطورية الأمريكية والديمقراطية التي يتباهي بها أمام العالم.
التعليقات (0)

خبر عاجل