وصف المؤلّف والصحفي الأمريكي، مايكل وولف، بكون تفاعلات ميريام أديلسون مع
ترامب بأنها "مملة بشكل غير مخفف ومليئة ببث حر لآرائها، التي يتعلّق معظمها بعموميات فقط"، وذلك بحسب مقتطفات حصرية حصلت عليها صحيفة "فوروارد" الأمريكية.
وبحسب وولف، في كتابه الجديد، الذي من المنتظر إصداره اليوم الثلاثاء، فإن "الرئيس دونالد ترامب قد أصبح محبطا من ميريام أديلسون، أرملة قطب الكازينو
شيلدون أديلسون وأحد أكبر مانحيه، ورفضها على أنها "مملة" خلال الحملة الانتخابية لعام 2024".
وفي التفاصيل يقول الصحفي الأمريكي: "ظلت ميريام أديلسون، التي تقدر ثروتها الصافية وفقا لـ"بلومبرج" بمبلغ 37.8 مليار دولار، إذ تعدّ أكبر مانح يهودي لترامب، وثالث أكبر متبرع لحملة ترامب لعام 2024، بعد الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، إيلون ماسك، ورجل الأعمال، تيموثي ميلون"، موضحا أنها "ساهمت بمبلغ 106 ملايين دولار لدعم ترامب".
وأبرز الكتاب نفسه الذي أثار جدلا واسعا منذ الإعلان نفسه، أنّه "على الرغم من أن ميريام أديلسون كانت أكثر متعة من زوجها، شيلدون أديلسون (توفي في عام 2021) الذي كان المتبرع الوحيد الأكثر سخاء لترامب خلال عام 2016، حيث أنفق 20 مليون دولار. لكنه لم يخفض الشيكات حتى سبتمبر من ذلك العام، واستفاد من دعمه لمُطالبة ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس. إلاّ أنها كانت أكثر إحكاما وأكثر تشككا في ترامب".
وتابع: "في عام 2021، قالت ميريام: إن "الوقت قد حان لتجاوز الانقسامات التي أثارها ترامب" خلال حملة عام 2024، إذ رفضت في البداية الانحياز للجانب في الانتخابات التمهيدية الرئاسية"؛ فيما يدّعي وولف، عبر المقتطفات المتحصّل عليها من الكتاب، أنّه "بعد عشاءين خاصّين معها، بما في ذلك عشاء في مار لاغو، لاحظ ترامب أنها كانت.. مملة جدا".
وبحسب الكتاب: "قال ترامب، لمساعدي حملته الانتخابية، إنها تستمر وتستمر. لا يمكنني فعل شيء آخر، لن تعطينا أي شيء"، مردفا بانه "في مايو، بعد إدانة ترامب في نيويورك بتزوير السجلات التجارية، التزمت أديلسون بأكثر من 100 مليون دولار لحملة ترامب".
وأكّد أنه "بحلول وقت المؤتمر الوطني الجمهوري في يوليو، تحمّل ترامب اجتماعا لمدة ساعة واحدة مع أديلسون، من أجل 100 مليون دولار التي وعدت بها و100 مليون دولار أخرى كانت تتدلى". وصف وولف، ترامب، بأنه "يسمح لها بالتحدث مطوّلا بينما كان يستمع في صمت".
ومضى بالقول: "لكن التوترات ظهرت مرة أخرى عقب المؤتمر، عندما عرض على ترامب مقالا يكشف أن أديلسون قد استأجرت العديد من الشخصيات ذات السمعة المناهضة لترامب للمساعدة في إدارة الحملة المؤيدة لترامب". مشيرا إلى أنّ "المتحدث باسم ترامب لم يستجب على الفور لطلب التعليق على مقتطف أديلسون".
وبحسب مقتطفات الكتاب، فإنّ: "جاريد كوشنر، صهر ترامب، وزوجته إيفانكا ترامب، رفضا التوقيع على بيان يدافع عن ترامب ضد اتهامات معاداة السامية. ’لن نذهب ونضع أسماءنا على شيء ما وندخل في وسط الأشياء’، قال كوشنر عندما طلبت حملة عام 2024 من الزوجين وضع أسمائهما على تأييد ترامب".
وعبر بيان، قال مدير الاتصالات في البيت الأبيض، ستيفن تشيونغ، إنّ "وولف يختلق بشكل روتيني قصصا ناشئة من خياله المريض والمشوّه، وهو أمر ممكن فقط لأنه يعاني من حالة شديدة ومنهكة من متلازمة اضطراب ترامب التي فسدت دماغه بحجم الفول السوداني". مبرزا أنه "واجه وولف اتهامات بعدم الدقّة الوقائعية في كتاب سابق عن ترامب".
وفي سياق متصل، يتناول الكتاب نفسه، علاقة ترامب بإيلون ماسك، مشيرا إلى أنّ "الأخير لم يكن متحمسًا للقاء المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس، جيه. دي. فانس"، متابعا بأنه "ليس لدي اهتمام بالتحدث إلى نائب رئيس. كما أنه يزعم أن فريق ترامب كان يدرك أن العلاقة بين الرجلين لن تستمر طويلا".
اظهار أخبار متعلقة
من تكون أديلسون؟
توصف مريم بكونها "امرأة الظل، التي تقف وراء الستار"، وذلك بالنظر لما لديها من تأثير على أغلب القرارات التي توصف بـ''المجنونة'' للبيت الأبيض في عهدة دونالد ترامب السابقة والحالية.
إلى ذلك، فإن ميريام أديلسون، هي مليارديرة أميركية إسرائيلية من مواليد 10 تشرين الأول/ أكتوبر 1945، طبيبة وأرملة رجل الأعمال الأمريكي شيلدون أديلسون الذي تزوجته عام 1991، ومنذ ذلك الحين دخلت عالم السياسة في أمريكا ودولة الاحتلال الإسرائيلي كداعمة شرسة ومانحة.
تحتل أديلسون المرتبة الـ44 في قائمة أغنى امرأة وخامس أغنى امرأة وأغنى إسرائيلية في العالم، حيث تقدر ثروتها إجمالا بـ32.4 مليار دولار أمريكي وفقًا لمؤشر "بلومبيرغ" للمليارديرات من خلال ملكيتها للأغلبية في لاس فيغاس ساندز.
أي تعليق لترامب على الكتاب؟
وجّه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عدّة انتقادات لاذعة للكاتب والصحفي، مايكل وولف، إذ وصف كتابه الجديد بأنه: "مزيّف بالكامل".
وعلّق، عبر منشور على موقع التواصل الاجتماعي "تروث سوشيال"، كتب فيه: "الكاتب المزعوم مايكل وولف نشر كتابًا مزيفًا بالكامل، تماما كما فعل مع كتبه السابقة عني". في إشارة إلى كتابه السابق: "النار والغضب (Fire and Fury)" عام 2018.
وفي السياق نفسه، أوضح ترامب أنه لم يتحدث إلى وولف، على الرغم من "محاولاته المتكررة من أجل ترتيب لقاء"، مبرزا أنّ "أفرادا من إدارته قد تلقوا اتصالات مماثلة لكنهم تجاهلوها".
وتابع ترامب: "كتبه السابقة عني فقدت مصداقيتها، وسوف يحدث الأمر نفسه مع هذا الكتاب". فيما ردّ على الاتهامات الواردة، بالقول إنّ "وولف يعيد تكرار القصص السلبية عنه، ويتجاهل النجاحات التي حققها، ومن عملوا معه لا يمكن أن يكونوا سيئين؛ لأنني ها أنا هنا، في البيت الأبيض، أرفض تلقي مكالماته".
واستفسر ترامب: "إذا كانت لديه مصادر فعلية، فليكشف عنها"، قبل أن يختم منشوره بالقول: "شاهدوا، هذا لن يحدث أبدا. إنه مجرد كاتب مزيف، ولا أحد يجب أن يهدر وقته أو ماله على هذا الكتاب الممل والمفبرك!".
اظهار أخبار متعلقة
تجدر الإشارة إلى أن الكاتب نفسه كان قد نشر كتابي "الحصار: ترامب تحت القصف" (Siege: Trump Under Fire) عام 2019، و"الانهيار: الأيام الأخيرة لرئاسة ترامب" (Landslide: The Final Days of the Trump Presidency) عام 2021، وهما اللذان واصلا توثيق تفاصيل إدارته.
وعلى الرغم من الجدل المتسارع الذي يحصل كلما نشر كتابا جديدا، يتمحور جلّه حول دقة أعماله، فإن كتبه تحقّق مبيعات ضخمة، إذ قُدّر دخله فقط من كتاب "النار والغضب (Fire and Fury)" بما يناهز الـ7.4 مليون دولار، ما يعكس الاهتمام المتواصل بالكشف عن كواليس إدارة ترامب.