أحيا الشعب السوري الذكرى الرابعة عشرة لثورته منتصرا
بعودة الوطن إليه، بعد سرقته من قبل نظام الأسدين الابن والأب لمدة 54 عاما مليئة بالإجرام
والفساد والتدمير ونهب الثروات. وبدأت خطوات عملية لبناء سورية الجديدة دون
ديكتاتور، الأمر الذي يطرح سؤالا هاما وجوهريا حول مستقبل
سوريا وطاقاتها البشرية
والمادية الواعدة.
الطاقات البشرية
وصل عدد الشعب السوري خلال العام الجاري 2025 إلى 25
مليون نسمة، فضلا عن 600 ألف لاجئ فلسطيني جلهم في المخيمات الفلسطينية، كما تمّ
تهجير أكثر من نصفهم داخليا وخارجيا شأنهم شأن إخوانهم من الشعب السوري. ولذلك انحاز
فلسطينيو سوريا إلى الثورة السورية وكانوا شركاء في احتفالات النصر على نظام
الطاغية الفار.
يمثل الأطفال دون الخامسة عشر من العمر حوالي 43 في
المائة من السكان. يعتبر الشعب السوري نشيطا اقتصاديا وتستحوذ الزراعة نسبة كبيرة
من قوة العمل، ورغم تهجير نظام المجرم الهارب بشار الأسد لنحو ثمانية ملايين سوري إلى
جهات الأرض الأربعة، لكنهم لم ولن يتوقفوا عن التحصيل العلمي والعمل والحصول على
خبرات كبيرة ستكون بكل تأكيد في خدمة وطنهم بعد استعادته من نظام الطاغية الفار من
وجه العادلة.
وحدة الشعب السوري التي ترسخت بعد سقوط نظام الطاغية الهارب، وحماسة السوريين للنهوض بوطنهم بعد التحرير، من شأنهما أن تدفعا للاعتقاد بأن سوريا ستشهد استثمارات كبيرة خاصة من قبل دول عربية وخاصة قطر وكذلك تركيا وبعض الدول الأوروبية، وسيترافق ذلك مع الاستقرار التدريجي وبناء مؤسسات الدولة السورية، وخاصة القضاء ومجلس الشعب والاتفاق على دستور وطني بامتياز ورايته المواطنة
يزخر الشعب السوري إضافة إلى قوة مهنية نشيطة، بطاقات
علمية توضحت خلال السنوات القليلة الماضية، من الطب والهندسة والمحاماة والإعلام والفن
والتميز والإبداع، ومنهم من حاز على جوائز قيمة نتيجة تفوقهم في المهاجر الأوروبية
والكندية وغيرها. تلك الطاقات ستسهم إلى حد كبير في
بناء سوريا الجديدة وتطورها ونهوضها،
رغم التدمير الكبير والمبرمج من قبل النظام الساقط، والذي لحق بالمنازل والبنى
التحتية على كامل الجغرافيا السورية البالغ مساحتها 185 ألف كيلومتر مربع.
موارد مادية زاخمة
جنبا إلى جنب مع الطاقات البشرية الزاخرة المتوفرة في سوريا،
ثمة ثروات باطنية متوفرة على مساحة الجغرافيا السورية وتمثل بمجملها عوامل مساعدة
للارتقاء بالاقتصاد السوري بكافة قطاعاته، حيث قدر إنتاج النفط بنحو 600 ألف برميل
يوميا كانت تذهب عوائدها إلى عائلة الأسد ونظامه، دون أن تدخل الموازنة السورية
السنوية، في حين يقدر خبراء احتياطي النفط السوري المحقق بنحو مليارين ونصف المليار
برميل، ويصل احتياطي الغاز إلى 8.5 تريليون متر مكعب، هذا إضافة إلى المعادن، فيبلغ
احتياطي الفوسفات 1700 مليون طن، جنبا إلى جنب مع نسبة قليلة من اليورانيوم والفلزات
المعدنية الأخرى.
وحدة الشعب السوري التي ترسخت بعد سقوط نظام الطاغية
الهارب، وحماسة السوريين للنهوض بوطنهم بعد التحرير، من شأنهما أن تدفعا للاعتقاد
بأن سوريا ستشهد استثمارات كبيرة خاصة من قبل دول عربية وخاصة قطر وكذلك تركيا
وبعض الدول الأوروبية، وسيترافق ذلك مع الاستقرار التدريجي وبناء مؤسسات الدولة
السورية، وخاصة القضاء ومجلس الشعب والاتفاق على دستور وطني بامتياز ورايته
المواطنة.
الإطار الزمني
يذهب بعض المحللين بعيدا في قراءتهم لتطورات المشهد
السوري، حيث يقدرون فترة النهوض في سوريا بعشرات السنوات بناء على حجم التدمير
الكبير على مستوى الأبنية والمبنى التحتية، وبعض المؤشرات الاقتصادية التي خلفتها
سياسات النظام البائد على صعيد الاقتصاد الكلي وعلى مستوى كل إنسان وفرد سوري، كالناتج
المحلي الإجمالي وحصة كل سوري منه، وهي ضئيلة جدا، كما لم يتعد الدخل 20 دولارا
شهريا في المتوسط. لكن الثابت أن وحدة الشعب السوري وفرحته بالنصر والحرية والإصرار
على الارتقاء في بناء وطنه وازدهاره من شأنه أن يعزز فكرة أن سوريا ستنهض بقوة
وبسرعة غير متوقعة، ولا تتجاوز بضع سنوات قليلة لا تتجاوز عدد أصابع اليد، وستحقق
سوريا بذلك تنمية بشرية مرتفعة وقادمات الأيام ستجيب عن ذلك.