أعلن
حزب الله اللبناني، اليوم الجمعة، عن رفضه
مناقشة أو بحث تسليم سلاحه ما لم ينسحب جيش
الاحتلال الإسرائيلي بالكامل من جنوب
لبنان، إلى جانب وقف الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة رغم اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق
صفا: "لا شيء اسمه نزع للسلاح، ثمة ما حكاه الرئيس جوزيف عون (..)، أي
الاستراتيجية الدفاعية".
وأضاف صفا في تصريحات لـ"إذاعة النور"
التابعة لحزب الله: "أليس من المنطق أن الإسرائيلي ينسحب أولا، ثانيا يطلق
سراح الأسرى، ثالثا يوقف الاعتداءات (..)، وبعدها تعالوا نعمل استراتيجية
دفاعية؟"، مشيرا إلى أن هذا الموقف "أبلِغ" به عون من قبل الحزب
وحليفه رئيس مجلس النواب نبيه بري.
وأكد أن الهدف هو الاتفاق على "استراتيجية
دفاعية لحماية لبنان، لا أن نعمل استراتيجية لكي ندع الحزب يسلم سلاحه".
وشدد على أن الجيش اللبناني والحزب يلتزمان
بالاتفاق، خصوصا لجهة تفكيك البنية العسكرية ومصادرة أي أسلحة عائدة لحزب الله في
جنوب الليطاني.
وقال: "ما هو مطلوب من حزب الله نفذه الحزب في
منطقة (القرار) 1701، وما هو مطلوب من الجيش اللبناني نفذه وما زال ينفذه حتى الآن.
الفكرة أن الإسرائيلي لم يطبق هذا الاتفاق".
وتابع: "الآن ما يصادفه الجيش يأخذه، هذا
طبيعي؛ لأن
السلاح الموجود إما كان مقصوفا من قبل الإسرائيلي، وإما في حالة يمكن أن
أسميها خردة".
وكان مصدر مقرب من الحزب أفاد وكالة فرانس برس هذا
الشهر، بأن هناك "265 نقطة عسكرية تابعة لحزب الله، محددة في جنوب الليطاني،
وقد سلّم الحزب منها قرابة 190 نقطة" إلى الجيش اللبناني.
وتواجه السلطات في بيروت ضغوطا أمريكية متصاعدة في الآونة
الأخيرة لنزع سلاح الحزب، عقب الحرب التي خاضها مع إسرائيل، وألحقت به خسائر فادحة
على صعيد البنية العسكرية والقيادية.
وأكد مسؤولون لبنانيون يتقدمهم رئيس الجمهورية عون العمل على "حصر السلاح بيد الدولة"، وبسط سلطتها على كامل أراضيها،
خصوصا في مناطق جنوب البلاد المحاذية للحدود مع فلسطين المحتلة.
ونصّ اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم بوساطة أمريكية،
على انسحاب مقاتلي حزب الله من المنطقة الحدودية الواقعة جنوب نهر الليطاني
(على مسافة نحو 30 كلم من الحدود)، وتفكيك بناه العسكرية فيها، في مقابل تعزيز
الجيش وقوة الأمم المتحدة المؤقتة (يونيفيل) لانتشارها قرب الحدود.
وكان من المفترض بموجب القرار، أن تسحب إسرائيل كل
قواتها من مناطق في جنوب لبنان توغلت إليها خلال الحرب، لكن تل أبيب أبقت وجودها
العسكري في خمسة مرتفعات تعدها "استراتيجية" وتتيح لها الإشراف على
جانبي الحدود، كما تواصل شنّ ضربات تقول إنها تطال عناصر من الحزب أو "بنى
تحتية" عسكرية عائدة له.
وخلال زيارتها لبنان في نيسان/ أبريل، قالت نائبة
المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس؛ إن واشنطن تواصل
الضغط على الحكومة "من أجل التطبيق الكامل لوقف الأعمال العدائية، بما يشمل
نزع سلاح حزب الله والمليشيات كافة"، مشيرة إلى أن ذلك يجب أن يتم "في
أقرب وقت ممكن".
واستند اتفاق وقف إطلاق النار بشكل رئيسي إلى القرار
الأممي 1701 الذي أنهى الحرب الإسرائيلية عام 2006، ويشمل منطقة جنوب الليطاني.
كما يدعو القرار إلى نزع سلاح المجموعات المسلحة كافة، غير التابعة للدولة.