اقتصاد دولي

100 يوم من ولاية ترامب الثانية.. ماذا حدث للاقتصاد الأمريكي؟

شركات الطيران بدأت بتقليص عدد رحلاتها الصيفية- جيتي
في اليوم الـ100 من الولاية الثانية، للرئيس الأمريكي دونالد ترامب تتزايد الأسئلة حول أثر سياساته الاقتصادية على الوضع الداخلي في الولايات المتحدة.

ففي الوقت الذي يشهد فيه الاقتصاد الأمريكي مؤشرات متباينة، يتجدد الجدل بشأن قدرة الرئيس على التأثير المباشر في الأداء الاقتصادي، ومدى تأثير الإجراءات التي يتخذها على حياة المواطنين وأسعار السلع وثقة السوق.

وعلى عكس المقولة المتكررة في كل موسم انتخابي بأن "الرئيس لا يتحكم في الاقتصاد"، يثبت ترامب أن السياسات الرئاسية قد تسهم، بل تتسبب في تدهور اقتصادي واسع النطاق يطال المواطن العادي قبل كبار المستثمرين.

ووعد ترامب في حملته الأخيرة بخفض الأسعار "بدءًا من اليوم الأول"، لكن لم يتحقق من هذا الشعار سوى أمر تنفيذي يطلب من الوكالات الفيدرالية تقديم "تخفيضات طارئة" دون نتائج ملموسة على أرض الواقع.

أما المبادرة الاقتصادية الأبرز، فتمثلت في فرض رسوم جمركية هائلة على الواردات، أدت إلى توتر الأسواق العالمية ووضعت الولايات المتحدة في قلب حرب تجارية أحادية الجانب، تصفها جهات اقتصادية بأنها "غير مبررة" وذات كلفة باهظة.

وبحسب تحليل لشبكة CNN تعد تلك الرسوم، زيادة ضريبية غير مباشرة على المستهلك الأمريكي. إذ بدأت أسعار السلع بالارتفاع، حتى قبل أن تدخل معظم الرسوم حيّز التنفيذ، مع محاولة الناس تخزين ما يمكن تخزينه قبل موجة الغلاء المتوقعة.

ومع دخول رسوم بنسبة 145 بالمئة على الواردات الصينية حيز التنفيذ، تراجعت حجوزات الشحن من الصين إلى أمريكا بأكثر من 60 بالمئة خلال ثلاثة أسابيع فقط، وفقًا لشركة "فليكسبورت" للخدمات اللوجستية.

ورغم أن معدلات البطالة لا تزال منخفضة نسبيًا، والتضخم في حدود 2.5 بالمئة، فإن المؤشرات الأخرى أقل تفاؤلًا، حيث تراجعت ثقة المستهلكين بشكل كبير، وبلغت في نيسان / إبريل أدنى مستوياتها منذ سبعينيات القرن الماضي، حسب مسح جامعة ميشيغان، وتشير استطلاعات إلى أن قرابة 70 بالمئة من الأمريكيين يتوقعون دخول البلاد في حالة ركود اقتصادي خلال العام المقبل.

وفي استطلاع حديث أجرته شبكة CNN بالتعاون مع شركة SSRS، قال 59 بالمئة من الأمريكيين إن سياسات ترامب قد أدت إلى تدهور الوضع الاقتصادي، مقارنة بـ51 بالمئة فقط في آذار / مارس الماضي.

وقال 60 بالمئة من المشاركين إن سياسات ترامب زادت من تكاليف المعيشة، في حين رأى 12 بالمئة فقط أنها ساعدت على خفض الأسعار.

قلق الشركات والمستثمرين
تتعامل الشركات، مع حالة من عدم اليقين الحاد، حيث تتردد في توسيع أنشطتها أو الإعلان عن أرباحها وسط التخبط السياسي، ما يؤدي إلى تباطؤ اقتصادي محتمل. وحتى شركات الطيران بدأت بتقليص عدد رحلاتها الصيفية، نتيجة انخفاض الطلب وتراجع خطط السفر.

أما الأسواق، فقد شهدت تراجعًا حادًا في القيمة السوقية، مع تخوّف المستثمرين الأجانب من "بيع أميركا"، أي سحب الأموال من الدولار وسندات الخزانة، وسط غياب الثقة باستقرار الاقتصاد.

وعود النهضة الصناعية.. بلا أرضية
في خطابه بمناسبة ما وصفه بـ"يوم التحرير" في 2 نيسان/ أبريل، وعد ترامب بـ"نهضة صناعية أمريكية"، لكن وعوده لم تلقَ سوى السخرية خارج أوساط مؤيديه، في ظل غياب خطط واضحة لمعالجة أزمات الغلاء والمعيشة التي يعاني منها الناخب الأميركي.

وقد تكون نبوءته الوحيدة الصادقة، كما قال في الخطاب ذاته: "ستكون هذه دولة مختلفة تمامًا خلال وقت قصير"، لكنها — بحسب مراقبين — مختلفة نحو مزيد من التوتر الاقتصادي والاجتماعي.