مقابلات

قيادي حوثي لـ"عربي21": سنستهدف أي قواعد أمريكية معادية في تيران وصنافير أو غيرها

حزام الأسد أكد أن "أي تفكير في تدخل بري باليمن سيكون انتحارا محققا دون شك"- عربي21
قال عضو المكتب السياسي لجماعة أنصار الله (الحوثي) اليمنية، حزام الأسد، إنهم سيستهدفون أي قواعد عسكرية أمريكية مُعادية في جزيرتي تيران وصنافير، الواقعتين عند مدخل خليج العقبة، أو أي قواعد عائمة أو ثابتة في المنطقة، مُشدّدا على رفضهم القاطع لمساعي أمريكا في عسكرة البحر الأحمر.

وفي مقابلة خاصة مع "عربي21"، أضاف الأسد: "أي وجود أجنبي عدائي في البحر الأحمر مرفوض جملة وتفصيلا، وسنتعامل معه على هذا الأساس. لن نسمح بجعل مياهنا ساحة عدوان علينا أو على قضايا الأمة".

ونقل موقع "مدى مصر" (الإخباري المستقل) عن مسؤولين مصريين نهاية نيسان/ أبريل الماضي أن السعودية عرضت السماح للولايات المتحدة بإقامة قاعدة عسكرية على جزيرتي تيران وصنافير، من أجل تأمين الملاحة في البحر الأحمر وتوجيه ضربات جديدة ضد أنصار الله "الحوثيين."

وأكد القيادي في أنصار الله أن الضربات الأمريكية والبريطانية التي تعرّضت لها اليمن لها "لم تؤثر في قدراتنا العسكرية حتى بنسبة 1%، بينما عملياتنا تتصاعد وتتوسع، ونمتلك إمكانات بفضل الله لا يتوقعها العدو".

واستبعد تماما أن تتحول الضربات الجوية الغربية إلى حملة عسكرية برية في اليمن، قائلا: "مَن فشل في السماء والبحر وهو يمتلك الإمكانيات العسكرية العظمى على مستوى العالم؛ فلن يجرؤ على الأرض".

واستطرد قائلا: "العدو يدرك أن اليمن اليوم يملك بفضل الله قوات مقاتلة راكمت خبرات ميدانية هائلة خلال 10 أعوام من الصمود، وشعب جله يحمل السلاح ومتمرس على الحرب الطويلة والتكتيكات المعقدة المتلائمة مع طبيعة وتضاريس البلد، والجميع متوثب لهذه المعركة التي يعتبرونها مقدسة، وأي تفكير أمريكي في تدخل بري سيكون انتحارا محققا لجنوده ومرتزقته دون شك".

وإلى نص المقابلة الخاصة مع "عربي21":

هل هناك تغيير في تكتيك الضربات الأمريكية التي تتعرّضون لها في عهد إدارة ترامب مقارنة بالضربات التي تعرضتم لها خلال حكم إدارة بايدن؟


السياسات العدوانية واحدة، سواء في عهد ترامب أو بايدن. في عهد بايدن وصلت أمريكا إلى مرحلة العجز الكامل بعد أكثر من ألف غارة وعدوان على بلدنا استهدف المنشآت المدنية والمناطق الجبلية والمفتوحة؛ فاستنفدت كل خياراتها وجلبت كامل قوتها العسكرية إلى البحر الأحمر، دون أن تحقق أي نتيجة. اليوم ترامب يعود، لكنه لن يجني إلا الفشل ذاته، بل وأشد، لأن اليمن اليوم أكثر قوة وخبرة وصلابة من أي وقت مضى.

لكن ما حجم الخسائر التي تكبّدتموها جراء هذه الضربات؟

الخسائر التي يُمكن الحديث عنها هي في الأرواح البريئة من المدنيين، نساء وأطفال أعيان مدنية وأماكن احتجاز المهاجرين الأفارقة ومنشآت خدمية وانسانية متعلقة بحياة ومعيشة أبناء الشعب اليمني بشكل عام، نتيجة قصف عشوائي أعمى لم يحقق أي هدف عسكري. أما قواتنا، فبفضل الله لم تتأثر قدراتها العسكرية حتى بنسبة 1%. وعملياتنا تتصاعد وتتوسع، ونمتلك إمكانات بفضل الله لا يتوقعها العدو.

هل ترون أن هذه الضربات الأمريكية والبريطانية تُمثل إعلان حرب؟ وهل ستردون خارج البحر الأحمر؟

هذا عدوان شامل ومكشوف إسنادا للكيان الصهيوني المجرم الذي يمارس جرائم الإبادة بحق النساء والأطفال في غزة، وردنا هو ضمن معركة متواصلة ومتصاعدة دفاعا عن شعبنا، وإسنادا لأهلنا في غزة، وهو واجب ديني وأخلاقي وإنساني وحق مكفول للشعب اليمني. ميدان الرد ليس محصورا، والعدو يدرك أن مكامن قوته العسكرية والاقتصادية والسياسية وهيبتة التي راكمها في المنطقة ليست بمنأى عن ضرباتنا، وأن القادم سيكون أكبر وأبعد مدى وأشد تأثير وقوة.

إلى أي مدى يمكن أن تصعد الولايات المتحدة حربها ضدكم بشكل أكبر خلال الأيام المقبلة؟ وماذا لو حدث ذلك؟

أمريكا وصلت لحافة الفشل الاستراتيجي، واستراتيجية الردع لديها تآكلت بفضل الله بعد أن استنفدت كل أوراقها وخياراتها، بما فيها الأساطيل الثلاثة: الخامس والسادس والسابع، وحاملات الطائرات والقاذفات الشبحية الاستراتيجية التي يحركها من جنوب المحيط الهندي ومختلف الأسراب المقاتلة والدفاعات الجوية المختلفة. ومع ذلك، لم تستطع تأمين مرور سفينة واحدة للعدو الإسرائيلي، ولا حماية حتى قطعها العسكرية أو التصدي لصواريخنا ومسيراتنا التي تصل إلى عمق العدو الصهيوني، والتصعيد لن يرهبنا، بل سيضاعف إصرارنا. 

نحن نتحرك استجابة لله تعالى ومن واقع مسؤوليتنا وواجبنا الديني، والله هو القوي القاهر، وما نحن إلا جنود لله نتحرك وفق توجيهاته القرآنية في نصرة المستضعفين من إخواننا، وأمريكا لا شيء أمام عظمة الله وقوته وبطشه وهو مَن وعدنا بالنصر المحتوم.

هل تتوقعون أن تتحول الضربات الجوية الغربية إلى حملة عسكرية برية في اليمن؟

مَن فشل في السماء والبحر وهو يمتلك الإمكانيات العسكرية العظمى على مستوى العالم؛ فلن يجرؤ على الأرض، والعدو يدرك أن اليمن اليوم يملك بفضل الله قوات مقاتلة راكمت خبرات ميدانية هائلة خلال 10 أعوام من الصمود، وشعب جله يحمل السلاح ومتمرس على الحرب الطويلة والتكتيكات المعقدة المتلائمة مع طبيعة وتضاريس البلد، والجميع متوثب لهذه المعركة التي يعتبرونها مقدسة، وأي تفكير أمريكي في تدخل بري سيكون انتحارا محققا لجنوده ومرتزقته دون شك.

هل لديكم اتصالات مع أطراف دولية لتخفيف حدة الاستهداف الجوي؟ وما موقفكم من أي مفاوضات مع الجانب الأمريكي؟

موقفنا مبدئي وواضح: العدوان على غزة يجب أن يتوقف، والحصار يجب أن يُرفع. أما المساومة على دعم غزة أو السكوت على جرائم الصهاينة فهي ليست مطروحة أصلا. موقفنا نابع من إيمان ديني وواجب أخلاقي، ولسنا ممن يساوم على القضايا العادلة.

ما الذي تحقق ميدانيا من عملياتكم في البحر الأحمر؟

بفضل الله، عملياتنا جعلت البحر الأحمر مُحرّما على سفن العدو الصهيوني؛ فلم تمرّ سفينة واحدة، ولن تمر طالما استمر العدوان، وأسقطنا أحدث الطائرات الأمريكية، من MQ-9 إلى F-18 والضربات امتدت إلى عمق الكيان الإسرائيلي وتواصلت بوتيرة عالية واستهدفت قواعد عسكرية ومنشآت حيوية كمطار اللد "بن جوريون"، والعمليات مستمرة ومتسارعة ومتصاعدة كما ونوعا.

إسرائيل نجحت في إبعاد جبهة حزب الله عن إسناد غزة فهل يمكن أن تنجح يوما ما في إبعاد أو تحييد جبهة الحوثيين عن إسناد غزة؟

نحن لسنا ورقة بيد أحد. صحيح أننا نحن جزء من أمة، لكن ما نقوم به هو التزام إيماني وأخلاقي وواجب علينا دينيا، وهو استجابة لتوجيهات قائدنا السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، الذي أعلن منذ اللحظة الأولى موقفا مُشرّفا، وتحرك الشعب اليمني المؤمن المجاهد تحت رايته بكل إيمان وقناعة. نحن لا نُحيّد، بل نزداد صلابة وإصرارا.

هل تعدون لمفاجآت ضد إسرائيل والولايات المتحدة خلال الفترة المقبلة؟

بإذن الله، قوتنا العسكرية تمتلك مفاجآت كبيرة، على مستوى الأسلحة والتكتيك والأهداف. واليوم أصبح التصنيع الحربي والتطوير العسكري في اليمن يضاهي دولا كبرى، بل ويتفوق على كثير منها لا سيما في الأسلحة الفرط صوتية وفي المنظومات التي تتجاوز أجهزة ووسائط الرصد والتتبع والاعتراض، ولدينا بفضل قدرات رادعة ومتعددة الأبعاد، عسكرية وسيبرانية وعلى المستوى القدرات التدريبة والخبرات الحديثة للجيش اليمني، والعدو سيرى ما لم يتوقع وسنترك ذلك للميدان.

هناك تقارير صحفية نشرت أن السعودية ستقيم قواعد عسكرية أمريكية على جزيرتي تيران وصنافير من أجل تأمين الملاحة في البحر الأحمر وتوجيه ضربات جديدة ضد الحوثيين.. ما موقفكم من ذلك؟

أي وجود أجنبي عدائي في البحر الأحمر مرفوض جملة وتفصيلا، وسنتعامل معه على هذا الأساس، وبالتالي سنستهدف أي قواعد عسكرية أمريكية مُعادية في جزيرتي تيران وصنافير أو أي قواعد عائمة أو ثابتة في المنطقة؛ فنحن نرفض بشكل قاطع مساعي أمريكا في عسكرة البحر الأحمر، ولن نسمح بجعل مياهنا ساحة عدوان علينا أو على قضايا الأمة.

ما تقييمكم للموقف المصري من جماعة أنصار الله الحوثي؟ وهل يمكن أن يحدث صدام بين الجانبين؟

نأمل أن يكون موقف مصر في مستوى ما يجري من جرائم بحق أهل غزة، وثوابتنا لا تتغير. اليمن لا يقبل أن يكون طرفا في صراع ظالم أو عدواني أو أن يُستهدف من أي جهة كانت.

وماذا عن رؤيتكم للموقف السعودي من حرب غزة؟ هل تعتبرونه كافيا أم لا؟

الموقف الرسمي السعودي للأسف حتى اللحظة مُخيّب للآمال، ولا يرتقي لحجم المأساة. كان ينبغي منه أن يأخذ موقفا عروبيا ضد الصهاينة لا سيما وهو نظام محسوب أنه عربي إسلامي، لا أن يفتح أجواءه وممراته البرية للكيان ونأمل أن يتغير هذا الموقف نحو ما يتناسب مع واجب الأمة تجاه فلسطين.

في 18 ديسمبر/كانون الأول 2023 أعلنت واشنطن عن إطلاق مبادرة أمنية متعددة الجنسيّات تحت اسم "حارس الازدهار"، وذلك بهدف حماية التجارة في البحر الأحمر.. فهل يمكن القول إن أمريكا فشلت في تشكيل تحالف دولي موسع ضد الحوثيين؟

نعم، فشل عسكريا وعلى كل المستويات. كل هذا الحشد لم يحقق أي هدف، بينما صواريخنا وطائراتنا بفضل الله ترسم المعادلات الصحيحة والصعبة في البحر الأحمر دعما لغزة. فشل هذا التحالف دليل على أن الإرادة الإيمانية الواثقة بالله تعالى أقوى من التحالفات الدولية.

هل تتوقعون حدوث أي تغييرات في المشهد الإقليمي قبل زيارة ترامب المرتقبة إلى الشرق الوسط منتصف الشهر الجاري؟

ما هو ثابت أن المنطقة تعيش على وقع تحولات تفرضها القوى الحرة والحية. وترامب ونتنياهو سيواجهان شرقا أوسطيا جديدا لا تُهيمن عليه أمريكا ولا تتغول فيه إسرائيل تكون السيادة والقرار فيه لأبنائه الأحرار والشرفاء.

هناك مَن يقول إن الحوثيين استغلوا حرب غزة لكسب شعبية وشرعية سياسية داخل البلاد لتحسين شروط تفاوضكم في اليمن.. كيف تردون على ذلك؟

نحن لا نستغل، بل ننصر ونساند. هذا موقف رباني خالص، لا يرتبط بحسابات السياسة أو المفاوضات. ما نقدمه لغزة هو ابتغاء مرضاة الله واستجابة لتوجيهاته، ولا ننتظر منه كسبا سياسيا أو تفاوضيا.

ماذا عن مستقبل الأزمة اليمنية بعد مرور أكثر من 10 سنوات على اندلاع الحرب؟

اليمن اليوم في موقع متقدم، دولة قائمة، قرار مستقل، جيش قوي، وقضية عادلة. بينما العدوان فشل في تحقيق أهدافه، وراهن على إضعافنا، وشعبنا بفضل الله سيخرج أصلب وأقوى، ومستقبل اليمن مرهون بإرادة شعبه لا بإملاءات الخارج.