أطلقت وكالة
الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، حملة
رقمية جديدة تستهدف جذب متعاونين من داخل
الصين، عبر مقاطع فيديو نشرت مؤخراً
باللغة الصينية على منصات التواصل الاجتماعي المحجوبة داخل الأراضي الصينية، في
محاولة لتعزيز شبكة التجسس الأمريكية في واحدة من أكثر البيئات الأمنية تعقيدا في
العالم.
وتضم الحملة،
التي نُشرت عبر حسابات رسمية على منصات مثل يوتيوب وفيسبوك وإنستغرام، مقطعين
يحملان عناوين عاطفية، من بينها: "من أجل حياة أفضل" و"للتحكم في
مصيري".
وتظهر مقاطع
الفيديو شخصيات صينية وهمية تتحدث عن مشاعر الإحباط والقلق من مستقبلها داخل
النظام، وتلمح إلى إمكانية البحث عن "خطة بديلة" خارج إطار الحزب
الشيوعي.
استهداف
الحزب الشيوعي والجيش الصيني
وتأتي الحملة
في سياق توتر متصاعد بين بكين وواشنطن، وتشير مصادر استخباراتية أمريكية إلى أنها
تركز على استمالة أفراد من داخل الحزب الشيوعي الصيني، ومن كبار الضباط في
"جيش التحرير الشعبي"، ممن قد يكونون ساخطين أو متضررين من حملة التطهير
السياسي التي يقودها الرئيس شي جين بينغ.
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤول في الوكالة الأمريكية، قوله إن المقاطع
تستند إلى "مخاوف حقيقية يشعر بها البعض من فقدان مناصبهم أو تأثر مستقبل
عائلاتهم"، وهي محاولة لاستثمار التوتر الداخلي وفتح قنوات للتواصل السرّي.
وتسعى
الوكالة الأمريكية إلى إعادة بناء شبكاتها الاستخباراتية داخل الصين، بعد الضربة
التي تلقتها مطلع العقد الماضي حين نجحت بكين في تفكيك شبكات التجسس الأمريكية، ما أدى إلى إعدام وسجن العشرات من العملاء المحليين، وفق تحقيق سابق.
ومنذ ذلك
الحين، ركزت وكالة "لانغلي" على تعزيز أدواتها الرقمية، وتوسيع جهودها
عبر الإنترنت لتجنيد مصادر بشرية، خاصة في الدول المصنّفة "منافسة
استراتيجية"، وعلى رأسها الصين وروسيا وإيران.
الرقابة
الصينية تفرض تحديات أمام الحملة
ورغم أن
مواقع التواصل المستخدمة في الحملة محجوبة في الصين، إلا أن الوكالة تعوّل على
تجاوز بعض المستخدمين للحجب عبر برامج VPN،
وهو ما يُعد مخاطرة بحد ذاته بالنسبة لأي مواطن صيني يشاهد أو يتفاعل مع هذه
المواد.
ويذكر أن
الصين شددت مؤخرا قوانين مكافحة التجسس، وأعادت تعريف أنشطة "التهديد
الأمني" لتشمل حتى التعامل مع مراكز أبحاث أجنبية أو شركات استشارات غربية،
في إطار مواجهة ما تصفه بـ "التدخلات الخارجية في الأمن القومي".