كشف تحقيق استقصائي، عن هوية جندي
الاحتلال
الذي قتل مراسلة الجزيرة في فلسطين
شيرين أبو عاقلة، والذي قامت
المقاومة
الفلسطينية بقتله قبل عام في كمين.
وتمكن فريق من الصحفيين
بقيادة الصحفي الاستقصائي ديون نيسينباوم الذي كان مراسلا لصحيفة "وول ستريت
جورنال"، من العمل على هذا الملف لشهور، من أجل التوصل لهوية الجندي القاتل.
ورفض الاحتلال الكشف عن هوية الجندي القاتل،
بعد إنكار مسؤوليته بالأساس، واتهامه مقاومين فلسطينيين بمزاعم واهية في حينه،
بالوقوف وراء قتلها خلال اشتباكات، وهو ما ثبت زيفه على الفور.
ووقفت إدارة جو
بايدن، مع الاحتلال، في تستره على القاتل، وكشف التحقيق الاستقصائي، منعها التحقيق مع القاتل، رغم أنها
مواطنة أمريكية.
كما أكد فريق التحقيق
أن واشنطن وتل أبيب "حاولتا إخفاء معلومات تتعلق بظروف اغتيال الزميلة
الراحلة وعدم السماح بالوصول إلى قاتلها".
ووفقا للتحقيق، فإن الجندي القاتل، هو ألون
سكاجيو، واعترف عليه اثنان من زملائه الجنود، وأكدوا أنه هو قاتلها، وسجل اعتراف
لأحد الجنود دون كشف هويته.
وفي شهادته، قال
الجندي إنه يعرف هوية القاتل ويعرف أن هذه القضية لم تكن ذات أهمية ولم تترتب
عليها أية مشكلات، مؤكدا أن سكاجيو "لم يكن سعيدا بقتل شيرين، لكنه أيضا لم
يكن يشعر بالذنب أو بتأنيب الضمير".
وأوضح الشاهد أن سكاجيو، قاتل شيرين أبو
عاقلة، قتل على يد المقاومة، في كمين بمنطقة قريبة من مكان قتلها، بجنين، بتفجير عبوة
ناسفة في 27 حزيران/يونيو 2024.
ونشر التحقيق صورة
سكاجيو مؤكدا أنه لم يتلق أي عقاب على جريمة قتل صحفية الجزيرة، لكنه أبعد عن وحدة
دوفدفان ليصبح قائد فرقة قناصة بوحدة "خاروف".
كما التقى القائمون
على التحقيق مسؤولا رفيعا في إدارة بايدن، والتي قال إنها خذلت شيرين حاملة
الجنسية الأمريكية حتى لا تغضب الحكومة الإسرائيلية، وإنها حولت الواقعة من قتل
عمد إلى "حادث مأساوي".
وعلى عكس كل الروايات
التي تبنتها إدارة بايدن بشأن مقتل شيرين، يقول المسؤول إن الأدلة التي توصلت لها
الولايات المتحدة "تؤكد أن ما حدث كان قتلا عمدا"، وأن الجندي "كان
على علم تام بأنه يستهدف صحفيا وليس مقاتلا".
غير أن الإدارة الأمريكية
السابقة تعرضت لضغوط داخلية كبيرة حتى لا تغضب الاحتلال إلى درجة تدفعها للاعتراف
علنا بقتل مواطنة أمريكية.
وعندما قتلت أبو عاقلة،
سارع رئيس الحكومة الإسرائيلية آنذاك نفتالي بينيت إلى إلقاء المسؤولية على
"المسلحين الفلسطينيين"، لكن التحقيق الجديد توصل إلى أن جنرالا
إسرائيليا كبيرا اتصل بالإدارة الأمريكية بعد ساعات قليلة من الواقعة وأبلغهم أن جنديا للاحتلال
هو من قتل شيرين.
يقول الصحفي ديون
نيسينباوم، إنه وزملاءه نجحوا في التوصل لهوية قاتل شيرين أبو عاقلة الذي أخفقت
الحكومة الأمريكية في التوصل إليه، مؤكدا أن يهودا إسرائيليين أكدوا له أن سكاجيو
هو من قتلها، وأن حكومة الاحتلال أخفت الحقيقة.
ولم يقف الأمر عند هذا
الحد، بل وصل إلى استخدام صورة شيرين كهدف في تدريبات الرماية لاحقا، وهو أمر أغضب
زملاء سكاجيو في الوحدة، والذين اعتبروا أن هذا السلوك تشويه لزميلهم، حسبما أكد
أحدهم في التحقيق.
وكانت مدينة نيويورك
الأمريكية احتضنت مؤخرا الفيلم الوثائقي "من قتل شيرين؟" الذي أنتجته
منصة زيتيو، ويكشف معلومات عن هوية الجندي القاتل بعد 3 سنوات من ارتكابه الجريمة.